ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 8 مجازر، ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب ما أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة.
وأكدت الوزارة، اليوم الجمعة، سقوط 77 شهيداً و 145 جريحاً، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا، لا يزال تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليهم. وأعلنت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغت 45 ألف و 658 شهيداً، في حين وصلت أعداد الجرحى إلى 108 آلاف و 583 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، هجماته البرية والجوية والبحرية على قطاع غزة، مجدداً استهدافه للمستشفيات، إذ حاصر المستشفى الاندونيسي في بيت لاهيا، وأطلق النار تجاهه، طالباً المتواجدين داخله بإخلائه فورا.
وأكدت تقارير إعلامية أن المحاصرين داخل المستشفى معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب المرضى والجرحى، والطواقم الطبية.
وقالت مصادر طبية إن الاحتلال دمر محطات الأوكسجين والكهرباء، إذ بات المستشفى لا يملك القدرة على تقديم خدمات طبية، كما نفدت المستلزمات الطبية، ما يهدد حياة الجرحى والمرضى، والذين نقل بعضهم إلى المستشفى بعد إحراق وتدمير الاحتلال لمستشفى الشهيد كمال عدوان، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي، يواصل تجريف محيط المستشفى، وتدمير كل مقومات الحياة في المنطقة. وبالإضافة إلى ما سبق استهدفت قوات الاحتلال بالمدفعية والغارات الجوية، مناطق عدة في القطاع، والتي أوقعت عشرات الشهداء والجرحى.
تدمير 5 دبابات
وفي المقابل، ردّت المقاومة الفلسطينية، بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة. وأعلنت كتائب القسام عن تدمير 5 دبابات ميركافا بعبوات شديدة الانفجار في محور التقدم في جباليا. وأشارت إلى أنها تمكنت بالاشتراك مع مجاهدي ألوية صلاح الدين من "إطلاق صاروخ سام باتجاه مروحية صهيونية من نوع أباتشي" شرق مخيم البريج.
قلق على النازحين
وأدت حرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل، إلى خلق وضع إنساني كارثي على السكان في قطاع غزة، والذين يعانون ظروفاً قاسية فرضتها آلة الحرب الإسرائيلية، والأحوال الجوية. وفي هذا السياق، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها العميق إزاء التأثير المدمر للأمطار الشتوية ودرجات الحرارة المتجمدة على النازحين الفلسطينيين في غزة، والتي تضيف إلى الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.
وأكدت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، أن عددا من الأشخاص يتعرضون للخطر، بما في ذلك سبعة أطفال رضع على الأقل لقوا حتفهم بسبب انخفاض حرارة أجسامها، "وهذه الوفيات المأساوية تؤكد الحاجة الملحة لوصول سكان غزة إلى المأوى وغيره من المساعدات على الفور".
وشددت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيانها، على أن الوفيات بسبب الشتاء يمكن تفاديها. وقالت إنها سلمت ما يقرب من 180 ألف عنصر من عناصر المأوى الطارئ للشركاء داخل غزة منذ منتصف تشرين الأول/نوفمبر، مشيرة إلى أنه لديها أكثر من 1.5 مليون وحدة من الإمدادات الشتوية الأخرى، بما في ذلك مجموعات العزل والخيام ومجموعات الفراش، جاهزة في المستودعات ونقاط الدخول، "لكن القيود الشديدة على الوصول تمنعها من الوصول إلى المحتاجين".
وكررت المنظمة دعوتها العاجلة لوقف إطلاق النار لتمكين التسليم الآمن والفوري للمساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها. كما جددت دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، والإفراج عن جميع الرهائن والسماح بالوصول الإنساني الآمن والسريع وغير المعوق والمستدام.
تحذيرات من محو الهوية الفلسطينية
في غضون ذلك، قال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم يستعدون لإغلاق عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة والضفة الغربية، وحذروا من أنه إذا فرضت السلطات الإسرائيلية القوانين الجديدة، فلن تتمكن أي منظمة أخرى من استبدال الأونروا، وأن عملياتها الإنسانية الحيوية في غزة سوف تتوقف في وقت تهدد فيه المجاعة معظم سكان القطاع.
وأشار المفوض العام لـ "الأونروا" فيليب لازاريني إلى أن "الوقت ينفد بسرعة نحو تنفيذ مشروع قانون الكنيست،" الذي من المقرر أن يحظر عمل وكالة الأونـروا في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال لازاريني، في منشور، اليوم الجمعة، على منصة "إكس"، إن مشروع القانون سيدخل حيز التنفيذ خلال أقل من أربعة أسابيع، مشددا على أنه جزء "من جهود أوسع لمحو التاريخ والهوية الفلسطينية".
وأكد أن الأونروا ملتزمة بالبقاء وتقديم الخدمات، لافتاً إلى أنها كانت بمثابة شريان حياة لمليوني شخص منذ اندلاع الحرب في غزة قبل ما يقرب من 16 شهرا، حيث إن الخدمات الصحية التابعة للوكالة قدمت 6.7 مليون استشارة طبية - بمعدل أكثر من 1600 استشارة يوميا - بينما تلقى 730 ألف شخص الدعم النفسي والاجتماعي.
وأضاف لازاريني، أن مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين، يعيشون في ملاجئ الأونروا في غزة حالياً، وتلقى ما يقرب من مليوني شخص مساعدات غذائية من الوكالة. كما أشار إلى حملة التطعيم التي نفذتها الوكالة وشركاؤها، والتي تم فيها تطعيم 560 ألف طفل تحت سن العاشرة ضد شلل الأطفال.
من جهته، قال جيمي ماكغولدريك، لـ "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، والذي أشرف على العملية الإنسانية للأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية حتى نيسان/أبريل، إنه "سيكون لذلك تأثير هائل على الوضع الكارثي بالفعل. وإذا كانت هذه هي النية الإسرائيلية، وهي إزالة أي قدرة لنا على إنقاذ الأرواح، فعليك أن تتساءل عن ماهية التفكير والهدف النهائي."