أثار تصريح الممثل السوري المُعارض، مازن الناطور، خلال مشاركته في بودكاست "بصراحة" عبر "يوتيوب"، موجة من الجدل والاستياء حول مواقف الممثلة السورية سوزان نجم الدين. إذ كشف الناطور أن نجم الدين طلبت، خلال أحداث الثورة السورية، من قوات الأمن التابعة للنظام، وضع قناص على سطح منزلها في منطقة المزة، بهدف "قتل الإرهابيين والمجرمين"، في إشارة إلى معارضين لنظام السوري.
وخلال اللقاء، دعا الناطور، نجم الدين، إلى مواجهة السوريين علناً، والاعتراف بأخطائها وطلب السماح منهم، مشيراً إلى أن ماضيها في الدفاع عن النظام لا يمكن محوه بسهولة. وأوضح الناطور أن نشاط نجم الدين في تلميع صورة الأسد المخلوع، لم يقتصر على الداخل السوري، بل شاركت أيضاً في تظاهرات مؤيدة للنظام في الولايات المتحدة، وساهمت في تبييض صورته لدى الجاليات العربية هناك بشكل ممنهج ومنظم.نجم الدين لم ترد حتى الآن على تصريحات الناطور، لكنها كانت قد أثارت جدلاً مماثلاً بعد سقوط نظام الأسد. ففي مقابلة تلفزيونية، ظهرت مرتدية فستاناً أخضر كرمز للتضامن مع الثورة، وأكدت أنها "كانت مخدوعة بالنظام"، وبكت على الهواء، ونشرت عبر حسابها في "فايسبوك" أنها سعيدة بالتحول الذي تشهده سوريا.
سوزان نجم الدين لم تكن تعلم !!!!!!؟ pic.twitter.com/SqXQMxj1tb
— محمد خير كنجو (@wqz_w5) December 19, 2024
مواقف نجم الدين الجديدة قوبلت بتشكيك واسع، بعد تداول مقاطع فيديو وصور قديمة تظهرها وهي ترتدي الزي العسكري وتردد شعارات داعمة للجيش السوري والنظام، والآن تتهم القوات الأمنية بارتكاب مجازر وجرائم حرب بحق المدنيين. كما أعاد مستخدمون نشر تصريحات سابقة لها، عندما تمنت أن يموت كل السوريين في الزلزال الذي ضرب الشمال السوري وتركيا العام 2023.
وأطلق ناشطون وصفحات ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي، لقب "المكوعة الأكبر" على نجم الدين، في إشارة إلى تغير مواقفها بشكل جذري بين الماضي والحاضر. كما انتقدوا تركيز الإعلام على شخصيات معروفة بولائها السابق للنظام، في حين يتم تجاهل قصص الممثلين السوريين الذين أجبروا على الخروج من سوريا والعيش في المنافي بسبب مواقفهم السياسية المعارضة للنظام المخلوع.وفي وقت سابق، نشرت نجم الدين مقطع فيديو تروج فيه لحملة تبرعات قالت أنها تستهدف دعم العائلات الفقيرة. لكن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات واسعة، واعتبرها البعض محاولة مكشوفة لإعادة تلميع صورتها بعد سلسلة الانتقادات الحادة التي طاولتها سابقاً، حتى قبل سقوط نظام الأسد.
ومع تصاعد الجدل حول تصريحات الناطور وماضي نجم الدين، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة الشخصيات العامة على تغيير صورتها بعد ارتباطها بمواقف سياسية مثيرة للجدل، ومدى تقبل الشارع السوري لهذه التحولات في ظل استمرار معاناة الملايين من آثار الحرب.