يفترض أن تعقد رابطة الأساتذة المتفرعين في الجامعة اللبنانية اجتماعاً مع وزير التربية عباس الحلبي لاستكمال بعض الملفات من بينها أجر الساعة للأساتذة المتعاقدين وملف التفرغ. ففي الاجتماع الذي عقد قبل عطلة الأعياد بين الرابطة ورئيس الجامعة بسام بدران والوزير الحلبي، تم الاتفاق على عقد جلسة بعد الأعياد لبحث ملف التفرغ وأجر الساعة للمتعاقدين وصدور بيان رسمي عن الحلبي حولها. لكن بسحب ما بدر من مباحثات خلال الاجتماع السابق، جرى دفن ملف التفرغ إلى غير رجعة.الحلبي رفع المسؤولية عنهتفيد مصادر مطلعة على الاجتماع لـ"المدن" أنه عندما تطرق الحاضرون إلى ملف التفرغ أكد الحلبي للحاضرين أنه بما يتعلق به عندما يرفع رئيس الجامعة بسام بدران ملفاً جديداً، سيرفعه هو إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء فوراً ومن دون أي مراجعة. وكلام الحلبي يفسر أن الملف السابق لم يعد موجوداً. وما قاله بمثابة طلب رسمي من بدران لإعادة تشكيل ملف تفرغ جديد. وهذه المرة سيقوم الحلبي برفعه مباشرة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولن يراجعه كما حصل في الملف السابق. وينام هناك ولا يوضع على جدول الأعمال طالما أنه من المستحيل تشكيل ملف تفرغ متوازن في ظل غياب مجلس الجامعة. وتكشف المصادر أن رابطة الأساتذة المتفرغين استفسرت من الحلبي عن مرسوم رفع عدد رواتب أساتذة الملاك في الجامعة لتصبح موازية لعدد رواتب موظفي القطاع العام، وأكد الحلبي أن الأمور تسلك مسارها القانوني. وحول أجر ساعة الأساتذة المتعاقدين ثمة وعد برفعها لتصبح موازية لنحو 30 دولاراً. إذ سيصار إلى رفع أجر الساعة الحالي ويضاف إليها بدل إنتاجية بالدولار لتصبح نحو 30 دولاراً.لكن بما يتعلق بملف التفرغ، رمى الحلبي المسؤولية عن كاهله أو تهرب من مسؤوليته ورمى الكرة في ملعب بدران. فالمستغرب في كلام الحلبي أنه تخلى عن مسؤوليته الأساسية، تقول المصادر. وتضيف أن صفته ليست وزير وصاية على الجامعة، بل هو شريك في القرار داخل الجامعة، في ظل عدم وجود مجلس جامعة. فبغياب مجلس الجامعة رئيس الجامعة يأخذ القرارات مع وزير التربية الذي يحل مكان "المجلس".رمى الكرة بملعب بدرانووفق المصادر، كان بإمكان الحلبي التشديد على أن البلد يمر في مرحلة حرجة والأولوية هي لانتخاب رئيس جمهورية. وفي حال انتخب رئيس جمهورية تتغير كل المعادلات الحكومية الحالية، وتصبح من مسؤولية الحكومة الجديدة بصلاحيات كاملة اتخاذ القرار. فلا يمكن البحث بأي ملف من هذا النوع في ظل الحكومة الحالية. وبعد انتخاب رئيس البلاد تبحث الملفات تشاركياً في الحكومة الجديدة. ويثبت الحلبي أنه يمارس صلاحيته كشريك في الجامعة. لكنه تخلى عن مسؤوليته ورمى الكرة في ملعب بدران منفرداً.وتضيف المصادر أن الحلبي يدرك جيداً أن بدران هو المتحكم الوحيد بقرار الجامعة، وفي ظل عدم وجود مجلس الجامعة، لا يستطيع اتخاذ قرار حول التفرغ. أو بمعنى أوضح لا يجرؤ على رفع أي ملف يتوافق عليه مع مستشاريه، من دون وجود توافق وطني حوله. أما في حال قرر الهروب إلى الأمام، فيعيد تجربة الملف السابق. أي أنه يعود ويرفع كل أسماء المتعاقدين في الجامعة، ويرمي المسؤولية على الحلبي وثم الحكومة. أي يرد على الحلبي بالمثل ويرمي الكرة في معلبه وملعب الحكومة. وحينها يصطدم الملف بفيتوات حزبية وطائفية.تقاذف مسؤوليات والازدراء بالمتعاقدينخلاصة الاجتماع السابق بين الحلبي وبدران والرابطة أكد أن ملف التفرغ طوي إلى غير رجعة، وعلى الأساتذة المتعاقدين الدخول في دوامة جديدة من المماطلة وتقاذف المسؤوليات. فقبل تشكيل حكومة جديدة وتعيين مجلس جامعة جديد يمثل كل الأطياف السياسية لا بحث بأي ملف تفرغ.في الأثناء يشكو ممثلين للأساتذة المتعاقدين في لجنة الأساتذة من ازدراء المسؤولين من الأستاذ الجامعي المتعاقد. ويلقون اللوم على رئيس الجامعة في مأساتهم الحالية، خصوصاً أن كل خطوط التواصل السابقة معه باتت مقطوعة. ويعتبرون أنه طالما أن الحلبي رمى المسؤولية عن كاهله، فعلى بدران رفع ملف الأساتذة المستحقين وعدم تكرار التجربة السابقة.وتضيف مصادر "اللجنة" أن رئيس الجامعة لا يخجل من أن أجر ساعة أستاذ التعليم الثانوي باتت 660 ألف ليرة، بينما ساعة الأستاذ الجامعي ما زلت 400 ألف ليرة للمعيد و500 ألف ليرة للمساعد و600 ألف ليرة للأستاذ. فلم يحصل أن تعرض الأستاذ الجامعي إلى الإهانات الحالية في تاريخ الجامعة. وآخر إهانة وجهت لهم هي بعدم منح الأساتذة المتعاقدين مساعدة اجتماعية أقرتها الحكومة قبل الأعياد لجميع الموظفين والمتعاقدين في القطاع العام. فقد تقرر منح الموظفين والمتعاقدين عشرين مليون ليرة كمساعدة وتم لحظ أساتذة الجامعة المتعاقدين بالاسم. ويؤكد الأساتذة، أن رئاسة الجامعة طلبت من قسم الإدارة إعداد جداول بأسماء أساتذة الملاك وجرى صرف المساعدة لهم. بينما لم يطلب إعداد جداول مماثلة بأسماء المتعاقدين والموظفين المتعاقدين، بغية تأخير حصول الأساتذة على هذه المساعدة لممارسة المزيد من الضغوط عليهم وإذلالهم.