2025- 01 - 04   |   بحث في الموقع  
logo إشكالٌ بين مهربين في الهرمل.. مُعطيات توضح ما يحدث logo أمين سر فريق "قيصر" يكشف هويته...ورحلة توثيق جرائم الأسد logo التهمة: عدم تمجيد الجلاد logo المنتخب البحريني يتوّج بلقب “خليجي 26” logo عن قائد الجيش.. ماذا أبلغ بري الموفد السعودي؟ logo "صحافة التضامن"...لاستعادة الثقة في الإعلام logo في برج البراجنة.. هذا ما حصل مع فريق الـMTV logo القسام تنشر للمرة الأولى فيديو لمجندة أسيرة بالخدمة الفعلية
هل يعود يهود سوريا الإسرائيليون إلى دمشق وحلب؟
2025-01-02 11:55:46

عرضت وسائل إعلام إسرائيلية قصصاً عن اللاجئين اليهود من الدول العربية، تحديداً سوريا، متحدثة عن أن عشرات الآلاف من اليهود من أصول سورية يحلمون بعد سقوط نظام الأسد بزيارة مسقط رأسهم في سوريا، بعد إرغامهم على مغادرتها قبل سنين طويلة في ظل الصراع العربي الإسرائيلي.
واعتمد الصحافي الإسرائيلي أورياه الكايام في تقرير لتلفزيون "كان" على جولة أجراها في حي نحلاؤوت بالقدس الذي استقر فيه عدد من يهود حلب قبل عشرات السنين، وهو حي مشهور بوجود معابد دينية كثيرة فيه بسبب وجود يهود الشرق فيه. وقال التقرير أن اليهود السوريين سكنوا هناك نهاية القرن التاسع عشر، تحديداً اليهود القادمون من حلب بسوريا قبل أكثر من 120 سنة.وخلط التقرير بين فئة اليهود العرب الذين جاؤوا إلى فلسطين طوعاً وبشكل مبكر قبل أكثر من قرن، وآخرين خرجوا اضطراراً إثر نشوء إسرائيل العام 1948، وهو خلط تتعمده الدولة العبرية في سبيل التضليل وخلط الأوراق، حيث تستغل تل أبيب كل فرصة ومناسبة لاستدعاء مسألة اليهود من أصول عربية الذين أجبروا على مغادرة بلدانهم العربية، مروراً بأملاكهم التي تركوها وراءهم. وهو استدعاء إسرائيلي انتهازي بالنظر إلى توقيته وسياقه، لارتباطه بمآرب تتعدى منطق الحقوق والمظلومية إلى لعبة ابتزاز سياسي ومالي، تنتهجها تل أبيب تجاه الدول العربية.وبدأ التقرير بمقابلة مع رام مزراحي من الجيل الثالث ليهود حلب، الذي يتولى الآن إدارة كنيس عدس في حي نحلاؤوت بالقدس. وقال مزراحي أنه يدير الكنيس بالوراثة، خلفاً لوالده وقبله جده، علماً أن الكنيس قديم، ويشير رام مزراحي إلى أن جده جاء إلى القدس وارتبط بها. ونشر التقرير مشاهد قديمة لجده وهو يقوم بطقس تقليدي متمثل بإعداده سخان الماء كل جمعة، من أجل إعداد القهوة والشاي للمنشدين في الكنيس. ووفق التقرير، فإن الكنيس يواظب على المحافظة على أسلوب الصلاة والأناشيد والأدعية على الطريقة الحلبية.انتقل التقرير إلى من بقي من الجيل اليهودي السوري العتيق، حيث سأل معد التقرير المسنة راحيل إيلاهاف عن رأيها يسقوط الأسد، فأجابت ليسقط هو وعمه، كما ردت على سؤال بشأن ما إذا كانت ترغب بزيارة سوريا الجديدة، لترد: "لن أترك القدس، هي بيتي، أنا هنا حتى الموت"، في حين، قال دافيد هراري أن زيارته لسوريا على الأرجح لن تكون اليوم.ونوه تقرير "كان" إلى تاريخ جذور يهود سوريا، قائلاً أنها تعود إلى أيام الهيكل الأول، حيث استقرت الطائفة اليهودية في دمشق وحلب، ونوه الصحافي أورياه الكايام بأن عدد أفراد الطائفة في سوريا قدر في بداية القرن العشرين بنحو 100 ألف نسمة، ثم وصل عددهم العام 1948 إلى ما بين 30 و40 ألفاً، حتى تناقص تدريجياً.وأشار التقرير إلى قمع يهود سوريا مع قيام إسرائيل، إلى جانب قضية الأملاك الشخصية التي تركوها خلفهم، وتحدث مزراحي عن الخوف الدائم على الكنس وكتب العهد القديم التي تركها اليهود في سوريا كلما حدثت اضطرابات هناك. ورغم حديثه عن هويته الإسرائيلية كوطن له، أشار إلى ذكرياته وجذور عائلته السورية، وحنينها إلى الماضي، مستذكرا نقاشاً دار قبل عشرات السنوات، عندما كان طفلاً، بشأن السلام مع سوريا، مبيناً أن الرفاق الذين يحبون الأناشيد بحثوا إمكانية إجراء حفلات مشتركة بين منشدينا في كنيس عدس وموسيقيي سوريا، بحيث نحن ننشد بالعبرية وهم يغنون بالعربية. وفي عرضه مشاهد لرسومات ومقتنيات قديمة وكلاسيكية داخل كنيس عدس، رصد التقرير العبري خزانة للكتاب المقدس، واصفاً إياها بالقديمة والمميزة، حيث جلبت من دمشق قبل أكثر من 100 سنة. بينما روى القائم على الكنيس، نتان سيتون، أن أباه ولد في حلب، وأن عائلته قدمت تدريجياً إلى القدس على ظهر الحمير من سوريا ثم لبنان، وصولاً إلى إسرائيل، ثم ختم كلامه بمفاخرته بأنه حلبي الأصل، قائلاً: "أنا حلبي".ولأن أهل حلب اشتهروا تقليدياً بالتجارة، فإن بعض اليهود الحلبيين واظبوا على تلك المهنة في القدس، حيث استقروا في سوق محنيه يهودا. ومهد التقرير بذلك لاستذكار أملاك اليهود التجارية التي تركوها في حلب، حيث قال يوسي أنقونا، بوصفه صاحب محل في القدس، أنه يوم إعلان قيام إسرائيل، أقدم أشخاص على حرق محل أبيه في حلب، بعد جدال بينهم وبين أصدقاء أبيه، مفاده "هل كان صهيونياً أم لا؟"، وهي حادثة أجبرت والده على الهرب من سوريا، تاركاً كل شيء وراءه في حلب، لينشئ محلاً آخر بالقدس العام 1948 ما زال موجودا حتى الآن.وأشار أنقونا إلى أن الحضور اليهودي الحلبي في القدس تراجع، بعد موت كثير من السكان الحلبيين الذين كانوا يشترون من محله، وينشطون في السوق. وهنا، تدخلت شقيقته أداليه أفيتال، لتؤكد أنه لا مثيل للحلبيين. وبينما نجح أنقونا في الزواج من حلبية، لأن والده كان حريصاً على تزويج أبنائه من حلبيات، لم تتمكن شقيقته أداليه من ذلك، فتزوجت يهودياً مغربياً.إلى ذلك، تطرق التقرير إلى المطاعم الحلبية في القدس، خصوصاً تلك القريبة من كنيس عدس، مسلطا الضوء على اليهودي من أصل سوري شموليك نحمياس، الذي اعتبر نفسه محافظاً على التراث من خلال طناجره ومحتواها من الأطعمة، مثل الكبة والكباب والكفتة والمحاشي. وفي إجابته على سؤال عن شعوره بعد سقوط الأسد، قال نحمياس أنه لا يحب الشماتة، لكنه اعتبر أن نظام الأسد ليس له لزوم في الشرق الأوسط، وأن وقته انتهى.والواقع أن توقيت استدعاء الإعلام الإسرائيلي مسألة اليهود العرب اللاجئين ليس بريئاً، إذ بدا في سياق ابتزاز استباقي لحكام سوريا الجدد بعد سقوط نظام الأسد، ومحاولة مقايضتهم بملفات أخرى، خصوصاً أن التقرير العبري عن يهود سوريا لم يتحدث عن عودتهم إلى بلد الجذور وإنما زيارته في أفضل الأحوال. كما تثير تل أبيب ملف اليهود العرب في إطار مقايضته بقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب أي اتفاق نهائي للسلام، وكان هذا واضحاً في آخر جولة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أميركية خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، حيث طرحت إسرائيل اليهود العرب كلاجئين بحاجة إلى تعويض أيضاً، وليس فقط الفلسطينيين، في محاولة منها لتحقيق غاية مزدوجة: الأولى ابتزاز الدول العربية وانتزاع تعويض مالي منها مقابل الأملاك اليهودية، والثانية إسقاط فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين، عبر القول واحدة بواحدة.ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية في السنوات الأخيرة تقديرات رسمية لقيمة الممتلكات اليهودية المفقودة في الدول العربية، مدعية أنها تصل إلى نحو 250 مليار دولار، وهو رقم يؤكد أن المستوى الرسمي في إسرائيل أعد ملفاً كاملاً بهذا الخصوص.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top