أكد نائب رئيس الائتلاف السوري عبد الحكيم بشار، تمسك الائتلاف بالبقاء في تركيا، نافياً لـ"المدن"، الأنباء حول إغلاق مقر الائتلاف في إسطنبول.
وكان رئيس الائتلاف هادي البحرة، قد أعلن أن مقر الائتلاف الرئيسي سيكون في دمشق، بعد عودته وعدد من أعضاء الائتلاف إلى الداخل السوري.
لكن بشار أوضح أن الائتلاف يناقش فتح مقر له في العاصمة السورية دمشق، "لكن سنبقى في تركيا لأنها دولة حليفة".ضغوط لحل الائتلاف
وشهد اليومان الماضيان استقالات من قبل أعضاء ومكونات عسكرية في الائتلاف، وذلك بهدف الضغط على رئاسة الائتلاف ودفعها إلى اتخاذ قرار حلّ الائتلاف، وهيئة التفاوض السورية، واللجنة الدستورية، بسبب انتهاء مبررات وجود هذه الأجسام السياسية، بعد سقوط نظام الأسد.
ورصدت "المدن" استقالات أكثر من عضو من الائتلاف منهم عبد الملك عبود، ومحمد الدغيم، وكذلك انسحاب "القوة المشتركة" المكونة من فصيلي "فرقة الحمزة والسلطان سليمان شاه"، من الكتلة العسكرية التابعة للائتلاف.
يأتي ذلك استجابة لمطالب أوساط سورية بضرورة الانتهاء من هذه الأجسام التي كانت مهمتها محصورة بالتفاوض مع النظام السابق، المهمة التي أفشلها تعنت النظام السابق.
وطالبت الأوساط أعضاء الائتلاف بمشاركة حكومة دمشق الجديدة بالخبرات التي اكتسبوها، والمساعدة في ترتيب الخطوات التأسيسية للدولة الجديدة، بدلاً من الجلوس بموقع المتفرج، والتعويل على الشرعية الدولية.
وحتى الآن لم يلتق رئيس الإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع، بالائتلاف السوري، وعندما سُئل عن الائتلاف في مقابلة معه قال: "لم يبقَ هناك ضرورة للائتلاف والهيئة التفاوضية، والجميع سيحضر المؤتمر الوطني بصفة شخصية".
ويعطي حديث الشرع انطباعاً بأن "دمشق اتخذت قرار حلّ الائتلاف وعدم إشراكه في إدارة المرحلة الحالية".
ماذا عن المؤتمر الوطني؟
وكانت حالة من الجدل قد سادت الأوساط السياسية السورية، على خلفية رفض الإدارة السياسية الجديدة توجيه الدعوات لحضور المؤتمر الوطني المُرتقب إلى كيانات (الائتلاف السوري)، أو أحزاب سياسية، وإنما إلى شخصيات مستقلة.
ونقلت تقارير إخبارية عن مصادر بالائتلاف تأكيدها أن الأخير لن يشارك في المؤتمر إذا وجهت الدعوات لأعضائه كأفراد.
لكن نائب رئيس الائتلاف عبد الحكيم بشار، قال: "لم نتخذ قرار المشاركة أو الرفض بعد، ننتظر إلى حين توجيه دعوات للائتلاف بصفة رسمية، أو بصفة شخصية، حتى نتخذ القرار المناسب".
والسؤال، لماذا يصر الائتلاف على المشاركة في المؤتمر بصفته الرسمية؟، علماً أن "القانون الداخلي للائتلاف ينص على حلّ الائتلاف نفسه، فور انعقاد المؤتمر الوطني"، والمعطيات التي وصلت لـ"المدن" تتحدث عن أن "الائتلاف يريد ضمان المشاركة في المرحلة الانتقالية، مستقوياً بالمكونات المنضوية فيه، وبالدعم الدولي والإقليمي".
في المقابل، يصف أمين "الحركة الوطنية السورية" وعضو الائتلاف السابق، زكريا ملاحفجي، الدعوات الفردية للمؤتمر بـ"غير المجدية"، معتبراً أن "الدعوات الفردية لا تساعد على إخراج فريق تقني، يستطيع رسم خطة طريق انتقالية".
ويقول ملاحفجي لـ"المدن": "الأصل في المؤتمر الوطني أن تُدعى القوى السياسية والمكونات، والشخصيات المستقلة التي تحمل سمة جماهيرية أو شعبية أو مجتمعية أو علمية". ويضيف "قد تكون دمشق حريصة على إشراك جمهور معين في المؤتمر الوطني، الذي سيشهد حل مجلس الشعب، وتقديم إعلان دستوري".