استقبل الفلسطينيون اليوم الأول من العام 2025، بمجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في جباليا شمالي قطاع غزة. في حين ردت المقاومة الفلسطينية باستهداف مستوطنات غلاف غزة والنقب الغربي برشقة صاروخية.
وفيما ذكرت "صحيفة يديعوت أحرونوت"، أن اجتماعاً إسرائيلياً، سيُعقد غداً الخميس، في حضور وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لمناقشة اليوم التالي للحرب على غزة، والمساعدات الإنسانية، جدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تحذيراته لحماس بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، في حلول موعد توليه منصبه.
وقال ترامب، خلال حفل رأس السنة الجديدة في منتجعه "مار إيه لاغو" في فلوريدا، مساء الثلاثاء: "سنرى ما سيحدث. سأقولها بهذه الطريقة: من الأفضل لهم أن يسمحوا للرهائن بالعودة قريبا".
وجاء تعليق ترامب ردا على سؤال لمراسل شبكة "سي إن إن" الأميركية عن حديثه أخيراً، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حول وقف إطلاق النار المحتمل وصفقة التبادل.
مقترح حماس
ويأتي تحذير الرئيس الأميركي المنتخب، في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، في تقرير، مساء الثلاثاء، أن حركة حماس اقترحت هدنة لمدة أسبوع، من دون أن تشمل تبادلاً للأسرى، ستعمل خلالها على إحصاء الأسرى الإسرائيليين الذين يمكنها الإفراج عنهم وتقديم قائمة بأسمائهم مع انتهاء اليوم السابع من الهدنة.
وأفاد التقرير بأن حماس تجد صعوبة في تحديد هوية الأسرى الإسرائيليين الذين قد تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وعدم توفر معلومات دقيقة بشأنهم نتيجة للأوضاع الميدانية.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أنه وفق مقترح الحركة، لن يتم إطلاق سراح أي محتجز في الأسبوع المقبل، وسيبقى الجيش الإسرائيلي في غزة، ولن يعود النازحون من غزة إلى منازلهم.
وقالت إنه، بحسب مقترح حماس، فإنها ستقوم بتسليم القائمة المطلوبة في اليوم الرابع من الهدنة.
ووفقاً للإذاعة الإسرائيلية، فإن حماس مستعدة لإطلاق سراح 22 من الأسرى الـ34 المدرجين في القائمة، لكنها ترفض الموافقة على إطلاق سراح الرهائن الـ12 الآخرين.
وبدلا من ذلك، ذكر التقرير، أن حماس عرضت إطلاق سراح 22 محتجزاً على قيد الحياة و12 جثة خلال المرحلة الأولى من الصفقة.مجزرتان في جباليا ومخيم البريج
ميدانياً، ارتكب الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مجزرة في جباليا شمالي قطاع غزة، أوقعت عشرات الشهداء والجرحى، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، بأن 15 فلسطينياً بينهم أطفال، قُتلوا في الغارة. وقال: "نستقبل عام 2025 بمقتل 15 مواطناً بينهم أطفال، و20 مصاباً، في أول مجزرة إسرائيلية إثر غارة جوية باستهداف منزل يؤوي نازحين من عوائل بدرة، وأبو وردة، وطروش إثر غارة في بلدة جباليا".كما قصف جيش الاحتلال، مخيم البريج بالمدفعية، في حين شنت الطائرات الحربية غارات جوية على المخيم، أوقعت 10 شهداء، بحسب ما أعلن الدفاع المدني في غزة.
ونسفت القوات الإسرائيلية مبانٍ سكنية في بيت لاهيا ومحيط منطقة الصفطاوي غرب مخيم جباليا، فيما نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات، على مناطق أخرى شمالي القطاع، استهدفت إحداها محلية لتحلية المياه في شارع غزة القديم.
واستهدفت مدفعية الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، بلدة الفخاري جنوب شرق مدينة خانيونس، وغربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وواصل الجيش الإسرائيلي هجماته على المستشفيات في القطاع، واستهداف تجمعات النازحين، والتوغل العسكري في وسط القطاع.
وقال مدير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، إن هناك تدميراً ممنهجاً لمستشفيات قطاع غزة، وإن إسرائيل لا تريد الالتزام بالقانون الدولي.
المياه تغمر الخيام
في غضون ذلك، أعلن المكتب الإعلامي، التابع للمديرية العامة للدفاع المدني، في بيان، اليوم الأربعاء، أن نحو 1542 خيمة تأوي نازحين، في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء، في مناطق قطاع غزة، تعرضت إلى الغمر بمياه الأمطار، التي شهدتها الأجواء الفلسطينية خلال اليومين الماضيين.
وأشار البيان، إلى أن فرق الإنقاذ، رصدت مئات الخيام التي غمرتها مياه الأمطار بمستوى منسوب يزيد عن 30 سم، وإصابة كثير من النازحين بحالات ارتعاش بسبب البرد وتلف أمتعتهم وأفرشتهم.
وأضاف أن طواقم الدفاع المدني في محافظة غزة، رصدت 242 خيمة غمرتها مياه الأمطار في كل من المخيمات المقامة على أرض ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة، و185 خيمة مقامة على أرض مجمع السرايا، و 70 خيمة مقامة على أرض موقف الشجاعية. كما رصدت في محافظة رفح 170 خيمة غمرت بالمياه، مقامة على شارع البحر وفي محيط منطقة استراحة "فش فرش".
ووفقاً للبيان، فإن 665 خيمة غُمرت بالمياه وتضررت في خانيونس، فيما غُمرت 210 خيام في المحافظة الوسطى بالمياه.
وأضاف البيان، أن هذه الخيام تعرضت لتسرب مياه الأمطار بمنسوب يزيد عن 30 سم، في حين أن مئات الخيام الأخرى تسربت إليها مياه الأمطار دون هذا المنسوب، ولم يتمكن النازحون فيها من استخدامها حتى ينتهي المنخفض الجوي.
المقاومة تقصف النقب الغربي
في المقابل، ردت المقاومة الفلسطينية على هجمات الاحتلال، بإطلاق صاروخين، فجر اليوم الأربعاء، نحو منطقة النقب الغربي، حيث تم تفعيل أجهزة الإنذار في عدة مناطق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "مقذوفين" أطلقا ليل الثلاثاء-الأربعاء، من وسط قطاع غزة، باتجاه جنوب إسرائيل لم يسفرا عن إصابات، إذ اعترضت دفاعاته أحدهما بينما سقط الآخر في منطقة غير مأهولة.
وقال الجيش في منشور على تطبيق "تلغرام"، إن صافرات الإنذار، دوت عند منتصف الليل في منطقة النقب الغربي، بعد "رصد عبور مقذوفين إلى الأراضي الإسرائيلية من وسط قطاع غزة".
وأضاف أنه "تم بنجاح اعتراض أحد هذين المقذوفين، بينما سقط الثاني في منطقة غير مأهولة".