منعت مجموعات محلية مسلّحة في السويداء، رتلاً من الأمن العام والوحدات الشرطية في الإدارة السورية الجديدة، من الدخول إلى المحافظة، وذلك في وقت تعاني منه السويداء من تفلت أمني ووجود فصائل مختلفة التبعية، بعضها كان يتبع للأفرع الأمنية على عهد النظام المخلوع.
عودة الرتل
وأفادت مصادر متابعة لـ"المدن"، بأن رتلاً ضم عشرات السيارات عاد أدراجه ليل الثلاثاء، إلى مدينة دمشق، بعدما منع مقاتلون محليون من السويداء دخوله إلى المحافظة، موضحةً أن الرتل كان يهدف إلى بسط الأمن وتفعيل الوحدات الشرطية أسوة بباقي المحافظات السورية.
وقالت شبكة "السويداء 24" إن تعميمات وصلت لغرفة العمليات المشتركة في السويداء، عن دخول رتل عسكري كبير "مجهول التبعية" إلى المحافظة، في وقت متأخر ليل الثلاثاء، مشيرةً إلى أنه أتى "من دون أي تنسيق مسبق مع الفصائل المحلية في المحافظة"، والتي استنفرت بدورها ونصبت حواجزاً على طريق دمشق- السويداء.
لكن مراسلين حربيين في إدارة العمليات العسكرية، قالوا إن الرتل قدم إلى السويداء بالتنسيق بين إدارة العمليات العسكرية وممثلين عن محافظة السويداء، إلا أن بعض الأشخاص قاموا بإيقاف الرتل المؤلف من 15 سيارة، ومنعوه من الدخول.
وعقب ذلك الإشكال، تواصلت الإدارة العسكرية مع قائد "تجمع أحرار الجبل" في السويداء، الشيخ سليمان عبد الباقي، والذي "اعتذر عن الإشكال الحاصل"، بينما تفهم الرتل ذلك وعاد أدراجه إلى دمشق، ريثما يتم تنسيق الدخول بشكل أفضل لداخل المحافظة، حسب المراسلين.
من منع الرتل؟
وقال ناشطون إن معظم الذين منعوا رتل إدارة العمليات العسكرية من الدخول، كانوا ضمن مجموعات تتبع للأجهزة الأمنية في النظام المخلوع، بينما قال آخرون إن التنسيق كان مع عبد الباقي لدخوله، دون الرجوع إلى باقي المجموعات المحلية.
إلا أن عبد الباقي نفى ذلك بشكل قاطع، وقال في بيان اليوم الأربعاء، إن مجموعات محلية من السويداء طلبت منه التواصل مع رتل إدارة العسكرية للانسحاب، للحؤول دون حصول احتكاك أو صدام معهم، وريثما يتم التنسيق للدخول على مستوى المحافظة.
وأكد عبد الباقي أن الرتل عاد "بكل احترام" و"تفهم الأمر بكل محبة"، ونقل عنهم قولهم إن "همنا تفعيل الوحدات الشرطية والضابطة العدلية وآمن واستقرار السويداء وبطلب من الأهالي".
ومنذ إطاحة إدارة العمليات العسكرية بالنظام السوري، لم تدخل قواتها إلى السويداء، بينما زارها عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية، والتقوا مع عدد من الشخصيات ضمنهم الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري.