2025- 01 - 04   |   بحث في الموقع  
logo مؤشرات لا تبشر بالخير.. الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد!.. غسان ريفي logo الجلسة رقم 13 لإنتخاب الرئيس.. التشاؤم يتقدم!.. حسناء سعادة logo ملامح سوريا الجديدة.. بين غياب الرؤية وتحديات المشروعية!.. بقلم: حمد رستم logo في المقارنة بين حافظ الأسد وأحمد الشرع logo إيران على عتبة موجة احتجاجات دورية logo الرئاسة بين مشروع كسر حزب الله و"الضمانات" الدستورية للشيعة logo جلسة انتخاب المجهول.. هل يخرج "الجنرالات" من السباق؟ logo الشرع يدعو ميقاتي لزيارة سوريا: "إجراءات للهدوء على الحدود"
مكتبة أسد غندور ولوحات هشام الطقش تحت الركام
2025-01-01 09:55:43

بين ركام منزله المدمر في حي الراهبات في مدينة النبطية، يلتقط هشام طقش 65 عاماً، ما تبقى من" نتف" رسومات لوحاته، التي جمعها على مدى خمسين عاماً. وعلى مقربة منه، في "النبطية الفوقا" ينتحب أسد غندور (70 عاماً) فوق أكوام من كتب مكتبته العامرة، التي حوّلتها غارة إسرائيلية إلى أثر بعد عين.
أسد غندور ناشط سياسي وإجتماعي ورئيس البلدية السابق. وهشام طقش رسام وفنان بزغت موهبته في سن الثالثة عشر. وفقدانمها أشياءهما ترقى إلى خسارة الروح، التي لا تعوض.
يندب الطقش وغندور، ما خسراه من ثروات ثقافية وفنية، تفوق خسارة منزليهما بحسب رأيهما، لأن الكتب النادرة وتلك المعدة للنشر بعد سنوات من التحضير، ولوحات الموناليزا ومكة المكرمة وسواها، لا يمكن أن تعود، ويبقى غيابها جرحاً غائراً لما تبقى من عمر.خسارة نحو أربعة آلاف كتابمنذ عودته إلى النبطيه الفوقا، لا يبارح أسد غندور، أطلال منزله الذي سوته الطائرات الإسرائيلية بالأرض، يفتش بين حجارته المكدسة فوق بعضها البعض، عن جنى 51 عاماً، من مسيرته النضالية والإجتماعية والأدبية، كان جمعها ووثقها وأعدها، لتبصر النور قريباً.بحرقة كبيرة، يقول غندور لـ"المدن": ليس مهماً أن يدمر الحجر، فيمكن اعادته من جديد على مدى أيام وأشهر وسنوات. لم أتأسف على حجر دمره الطغاة. بل تأسفت وحزنت كثيراً على الذكريات، التي قضيتها في هذا البيت، وعلى كنوز ثمينة كانت في داخله، خاصة تلك الأبحاث والدراسات والمقالات التي سطرتها منذ عام 1973 ولغاية اليوم.ويضيف غندور: "الأبحاث والمقالات، كانت شغلي الشاغل في أغلب الايام. لقد وضبتها وفرزتها في خمس ملفات لتصدر بخمسة كتب، تتناول المسائل الفكرية والسياسة والفلسفية والبيئية والأدبية والعمل البلدي والأحوال الثقافية. طبعت القسم الكبير منها وجهزتها للنشر ولكنها بفعل الغارة الإسرائيلية على منزلي إندثرت وغابت وتحولت إلى "فتات" تحت الردم وبين الأحجار المتراكمة والمتناثرة في أرجاء المكان".ويروي غندور: "أبحث لوقت طويل علني أجد بعضاً منها، أو أجد أهم الكتب التي توجد في مكتبتي التي تحتوي على نحو أربعة آلاف كتاب، من بينها كتب نادرة. كتب يعود عمرها لأكثر من مئة عام أو كتب غير متوفرة بكثرة في الأسواق اللبنانية منها، كتاب المتاهة اللبنانية، الذي يروي فيه عدد من الضباط الإسرائيليين، عن مرحلة تأسيس الكيان، وعلاقاتهم وأحاديثهم مع بعض من يدعون أنهم زعماء وطنيون في لبنان ورجال دين وغيرهم.ويقول غندور: "خسارة هذا الكنز الثمين هو الذي آلمني وازعجني، ناهيك عن أشياء ثمينة أخرى، أهمها شهادات التقدير والتحف ولوائح باسماء أصدقاء في كل العام العربي. لكن ورغم كل ذلك الألم سنمضي ونتابع مسيرة النضال دون يأس".إنتشال بقايا 13 لوحةيمتد منزل الفنان هشام طقش، الذي دمرته غارة إسرائيلية إلى جانب بيوت كثيرة في حي الراهبات، على مساحة خمسماية متر مربع. وهو تحفة بعشرات اللوحات والرسومات الفنية التي تزيّن الجدران والأروقة.بدأ الطقش شغفه في هواية فن الرسم، وهو لم يتعد الثالثة عشر من عمره، وطورها بالدراسة في كندا، حتى أصبح محترفاُ، حيث حاكت رسوماته الطبيعية وعيون الإنتفاضة ونضالات المقاومين وآثار وتراث الجنوب.خسارة هذه اللوحات، بالنسبة للطقش لا تعوض أبداً، مثلها مثل الشهيد أو فقدان العين. ويقول: "هناك لوحات ثمينة تعود إلى خمسين عاماً، وأقدمها لوحة "الموناليزا"، التي رسمها في العام 1974، وأجددها لوحة مرفأ مدينة صور، ولوحة أخرى تجمعني مع حفيدي. وهناك مجموعة من اللوحات، حصلت على جوائز عالمية في اميركا منها لوحة مكة المكرمة الحائزة على المرتبة الأولى في مسابقة عالمية (2022 AMERICAN ART AWARDS) ولوحة الموجة الزرقاء التي نالت المرتبة الأولى في مسابقة عالمية( 2023 American Art Awards) ولوحة مسير الأربعين والحائزة على المرتبة الأولى في مسابقة عالمية (2023 World Art Awards). إستطاع الطقش إنتشال وجمع بقايا 13 لوحة "منتفة" سيقيم فيها معرضاً في وقت لاحق، مشيراً إلى نجاة لوحات أخرى كان وضعها في مدرسته الاكاديمية اللبنانية الكندية المميزة. وقال: "كنت أعيش مع لوحاتي، وعلى سبيل المثال لا الحصر لوحة مكة المكرمة، مأخوذة من صورة تعود الى العام 1887، إستغرق العمل عليها أكثر من تسعين جلسة، وعرض علي بيعها بمبلغ 25 الف دولار.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top