لا تزال طرابلس تدفع ثمن الإهمال الذي تمثل هذه المرة بسقوط مبنى كامل في الميناء إثر إندلاع حريق في مستودع ضمنه، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين من رجال الإطفاء بذلا حياتهما في محاولات الإنقاذ بينما تشرد سكان المبنى الذين شاهدوا منازلهم تنهار أمام أعينهم من قوة الإنفجار نتيجة مواد خطرة مخزنة داخل المستودع.
السيد الفريد دورة يسرد ل كيف وقعت الكارثة ويقول”عند الساعة الثالثة والنصف سمعنا دوي انفجار قوي جداً ظنناً انها عبوة ناسفة ليتبين بعد دقائق أنه حريق لمستودع المبنى المجاور لمنزلي هرعت على الفور فرق الإطفاء لمحاولة إخماد الحريق لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب قوة النيران التي بقيت مشتعلة حوالي الثلاث ساعات وعند الساعة السابعة و النصف سقط المبنى بشكل كامل بسبب قوة النيران التي أذابت الحديد علماً ان المبنى لم يكن مهدد بالسقوط من قبل، وقد حاولنا قدر الإمكان مساعدة رجال الإطفاء والأهالي.،
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها فإن صاحب المستودع من “آل الأسمر” توارى عن الأنظار بعد أن أصدرت القوى الأمنية مذكرة بحث وتحري بحقه وكان الأسمر قد استأجر المستودع منذ سنتين تقريباً بهدف تخزين الخرضوات وبعد فترة بدأ بإحضار بضاعة مجهولة داخل صناديق كانت تنقل الى المستودع .
كما كشفت المعلومات أن نوعية المواد المخزنة هي شديدة الإشتعال منها بطاريات الليثيوم و الاسيد وغيرها من مواد الدهان علماً أن بطاريات الليثيوم خطيرة للغاية إذ إنها قابلة للإشتعال بشدة في حال تعرضها للحرارة أو الصدمات إلى جانب الأسيد الذي يمكن أن يتفاعل مع العديد من المواد الأخرى، بما في ذلك المعادن ، مما يؤدي إلى انفجارات أو حرائق ضخمة.
والأكثر خطورة هو أن هذا المستودع، الذي كان يحتوي على كل هذه المواد الخطرة لم يكن مسجلا لدى البلدية، ما يعني أنه كان يعمل بدون ترخيص أو موافقة قانونية في انتهاك صارخ للقوانين المعمول بها.
وعن مصير العائلات التي تشردت يقول أمين عام الهيئة العليا للإغاثة العميد بسام نابلسي ل ” في اللحظات الأولى لوقوع الكارثة تابعنا على الأرض كل التطورات الميدانية لمساندة العائلات التي فجعت جراء الكارثة الأليمة التي حلت على الميناء قسم من العائلات المتضررة فضلوا المبيت عند أقاربهم والقسم الآخر توجه الى المدرسة الفندقية التي تم فتحها أمام العائلات في اليوم نفسه من وقوع الكارثة.
وأضاف: “في ما يخض التعويض على العائلات أوعز دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ببدء دفع بدل إيواء للسكان المتضررين من خلال “شيكات ” أصبحت جاهزة ويمكنهم البدء باستلامها إعتباراً من يوم غد بعد أن أنهوا معاملاتهم كما سنقوم بتأمين مساعدات لذوي الشهيدين اللذين قدما حياتهما في سبيل إغاثة المواطنين.
فاجعة إنهيار المبنى تمثل جرس إنذار خطير حول الإهمال المستشري في إدارة السلامة العامة والرقابة على المستودعات لاسيما في المناطق السكنية لذلك من الضروري أن تتحمل السلطات المعنية مسؤولياتها في كشف الحقيقة كما من المهم جداً وضع آليات رقابة صارمة تضمن سلامة المواطنين .
موقع سفير الشمال الإلكتروني