طوت السنة صفحاتها تاركة ذكريات سعيدة لدى البعض وحزن ومآسي لدى أخرين، اما في لبنان ككل، فالحال من بعضه منذ سنوات، وكل سنة نتمنى ان تكون اللاحقة افضل بالحد الادنى من دون جدوى.
زغرتا، مثلها كمثل باقي المدن اللبنانية تأرجحت بين الفرح والحزن والاوضاع الصعبة على مختلف الاصعدة، الا ان السنة الماضية ميزتها عن غيرها باعلان ابنها البطريرك الماروني اسطفان الدويهي طوباوياً على مذابح الكنيسة وقبول فتح دعوى تقديس ابنها بطل لبنان يوسف بك كرم ما شكل محجة ايمانية الى ربوعها لاسيما ان احتفالات التطويب جاءت على اكمل ما يكون ان لجهة التنظيم او لجهة الاحتفالات. تميزت زغرتا ايضا بأن مصيفها اهدن هو الوحيد بين البلدان اللبنانية الذي شهد نموا ايجابياً في الصيف حسبما اعلن نقيب اصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسيري في لبنان طوني الرامي الذي اعتبر ان هذا النمو الايجابي يعود الفضل فيه للامن والامان والخطة السياحية والمهرجانات الصيفية التي وضعت من قبل المعنيين والغيورين على اهدن.
بالفعل شكل مهرجان اهدن نموذجاً في الفن الراقي والاقبال الكثيف والتنظيم المميز ومعه ايضا النشاطات السياحية والبيئية والدينية في قضاء زغرتا.
سنة ٢٠٢٤ في زغرتا تشقلبت بين الفرح والوجع، فرح كونها تمكنت من استقطاب حركة سياحية لافتة دفعت لافتتاح محال ومطاعم ومقاهي متعددة الانواع والتقديمات ووجع على اهل واخوة في الوطن غادروا منازلهم قسراً بفعل العدوان الاسرائيلي فكانت الام الحاضنة ونفذ تيار المرده خطة استقبال ناجحة لجهة الايواء وتقديم المستلزمات والاحتياجات والوجبات الغذائية والنشاطات الترفيهية للنازحين ما خفف عنهم معاناة النزوح.
٢٠٢٤ نالت منها زغرتا قسطاً لا بأس به من الخوف والمعاناة حيث تم قصف النازحين في بلدة ايطو واستشهاد ٣١ مواطناً بجريمة بشعة لا يقبلها اي ضمير انساني، كما كانت خائفة على سلامة ثلاثة من ابنائها الاعلاميين تميزوا على الجبهات ووسط النار وهم جاسينت عنتر من قناة الجديد وجوزيف فرشخ من قناة ال بي سي ورينا دويهي من قناة الحدث ما دفع بعد انتهاء العدوان حركة الشبيبة الاهدنية الى تكريمهم.
توجعت زغرتا ايضاً خلال تشييع ابن الجنوب المقدم الشهيد محمد فرحات في بلدة رشعين وتميزت باحتضان رفاته في ترابها كوديعة، كما توجعت بسلسلة حوادث حصدت خيرة من شبابها ناهيك عن فقدان شباب في مقتبل العمر نتيجة توقف فجائي للقلب.
توجعت زغرتا ايضاً وايضاً على فقدان حرج باكمله نتيجة اندلاع حريق كبير بعد ان كان زرعه خيرة من شبابها الناشطين بيئياً غرسة غرسة وسقوه بعرقهم حتى يبلغ. بالمقابل تميزت زغرتا رغم الوجع والالم بنشاطاتها الميلادية ما يعكس تمسكها بالامل والرجاء رغم الظروف القاهرة فكانت لجمعية الميدان التي اسستها عقيلة رئيس تيار المرده السيدة ريما سليمان فرنجيه “الميلاد على ضفاف بحيرة بنشعي” وعبرها رسائل ايمان ومحبة وامنيات لاولاد من مختلف الاعمار والمناطق عُلقت على شجرة الميلاد بابتكار جديد يتماشى من الوضع الراهن، كما كانت لجمعية دنيانا التي ترأسها السيدة لين طوني فرنجيه “ليلة عيد ٢” التي اضفت جو الفرح والحركة على الشارع الرئيسي في زغرتا حيث شارك عدد كبير من الاهالي واصحاب المحال التجارية في هذا النشاط المميز، وكذلك كان هناك نشاط لافت لحركة الاستقلال التي يرأسها النائب ميشال معوض من خلال القرية الميلادية في باحة كاتدرائية مار يوحنا المعمدان ناهيك عن نشاطات الرعية الميلادية واحتفالات اكثر من جمعية بالميلاد عبر زيارة المرضى وكبار السن.
في المحصلة تمكنت زغرتا ان تتكيف مع الظروف والاوضاع الراهنة في البلاد ولم تسمح للاحباط ان يتغلغل في شوارعها وبين نفوس اهلها التي كانت اعينهم طوال السنة المنصرمة ترنو صوب كرسي الرئاسة في بعبدا عسى ان يعيد التاريخ نفسه ويصل احد ابنائها الى سدة الرئاسة ويحمل معه للبنان كل السلام والاطمئنان و التمايز الذي تعيشهم هذه المنطقة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني