التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، في دمشق، وفداً يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، بحسب ما أفاد مكتبه، وذلك وسط مشاعر قلق، تسود الأقليات في سوريا، ومساعٍ للحصول على ضمانات من السلطات الجديدة.
ونُشرت صور على حساب "القيادة العامة"، على تطبيق "تلغرام"، تظهر الشرع مرتدياً بزة وربطة عنق، يجتمع مع عددٍ من ممثلي الكنائس المسيحية، من أرثوذكس، وكاثوليك، وأرمن أرثوذكس، وسريان أرثوذكس، وبروتستانت.الشرع وقسد
جاء ذلك، فيما أفاد مسؤول مطلع في الهيئة، عن لقاء جمع الشرع مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، مشيراً إلى أن المحادثات كانت "إيجابية".
وهذه أول محادثات يجريها الشرع مع قادة أكراد منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في مطلع كانون الأول/ديسمبر، وعقدت في وقت، تجري معارك بين المقاتلين الأكراد، وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.
وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس": "حصل لقاء الاثنين بين قيادة قسد، والجولاني في دمشق"، مستخدماً اللقب الحربي للشرع. وأضاف أن الاجتماع كان "لقاءً تمهيدياً لوضع أساس للحوار المستقبلي"، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول لتفاهمات مستقبلية".
وأوضح أن "الأجواء كانت إيجابية" مشيرا إلى أنه "سيكون هناك لقاءات مستقبلية" مع "تكثيف الحوارات والاجتماعات في المستقبل".
وتسعى السلطات الجديدة في البلد المتعدد الأديان، الى طمأنة الأقليات، التي تشعر بالقلق بعد الأحداث الأخيرة، التي أعقبت نحو 14 عاماً من الحرب الأهلية.
وتظاهر مئات المسيحيين، في دمشق، الأسبوع الماضي، بعد انتشار مقطع مصور على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مقاتلون ملثمون، وهم يضرمون النار، في شجرة عيد الميلاد، في مدينة سقيلبية، التي تقطنها غالبية من المسيحيين الأرثوذكس في وسط سوريا.
ودان مسؤول محلي في هيئة تحرير الشام، العمل التخريبي الذي ارتكبه مقاتلون أجانب من جماعة جهادية، وفقاً لمنظمة غير حكومية.
كذلك، تظاهر آلاف السوريين، من أبناء الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الأسد، في 25 كانون الأول/ديسمبر، في عدد من المدن السورية، بعد انتشار شريط مصور يظهر اعتداءً مفترضاً، على مقام للطائفة.
اتصال الشيباني- عبد العاطي
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، عن تلقيه اتصالاً من نظيره المصري بدر عبد العاطي، أكدا فيه على دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وكتب الشيباني على منصة إكس، "سعدت باتصال معالي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والذي أكد فيه، على أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة"، علما أن هذا الاتصال أول تواصل رسمي معلن بين البلدين.
وكان الشيباني، تحدث، السبت الماضي، عن نظرته للعلاقات مع مصر، في ظل التطورات التي شهدتها سوريا، عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال الشيباني إنه يتطلع إلى بناء علاقات استراتيجية مع مصر، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": "نتطلع إلى بناء علاقات هامة واستراتيجية مع جمهورية مصر العربية، تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما".
كما كتب على المنصة أيضاً: "شعرت بامتداد سوريا الإقليمي وعمق العلاقة مع الدول العربية، وستشهد الأيام القادمة تعاونا كبيرا بين سوريا ومحيطها العربي على كافة الصعد؛ لتحقيق تطلعات وآمال شعبنا العظيم في سوريا الجديدة".
باريس مع انتقال سياسي يضم كل المجموعات
وفي لبنان، أكد وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو، أن باريس تأمل أن تشهد سوريا انتقالاً سياسياً، يضم كل المجموعات على تنوعها.
وقال بارو، متحدثاً من قاعدة لجنود قوة الامم المتحدة الموقتة "يونيفيل"، في جنوب لبنان، إن "ما ننتظره في شكل رئيسي، هو أن يتمكن السوريون من معاودة الإمساك بمصيرهم بأيديهم. ومن أجل ذلك، ينبغي أن يبدأ في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد الإجرامي، انتقال سياسي يضم كل المجموعات في سوريا على تنوعها، ويكفل احترام أدنى الحقوق والحريات الأساسية".