2025- 01 - 02   |   بحث في الموقع  
logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الخميس logo موظف بالسفارة الإيرانية يرفض تفتيشه في مطار بيروت logo فاجعة تهز عكار.. وفاة طفلين بحريق محطة محروقات! logo لبنان يتحرك لمنع طائرة إيرانية في طريقها إلى المطار.. إليكم التفاصيل! logo الصادق: لن نقبل بانتخاب هذا الرئيس.. logo مصادر "المدن": تحديد موعد المؤتمر السوري العام وعناوينه الأساسية logo فيدان يتعهد بحماية تركيا لـ"لأقليات" في سوريا logo 21 بندا على جدول اعمال مجلس الوزراء المقبل
حصاد السنة: دروس سورية للكرملين
2024-12-31 00:25:42


في العام 2019 توقع السياسي الروسي الراحل وزعيم أحد الأحزاب التي تشارك الحزب الحاكم في البرلمان الروسي (الدوما) فلاديمير جيرينوفسكي، حرباً في الشرق الأوسط تجعل الجميع "ينسى ما هي أوكرانيا". لم يكن الراحل معروفاً بسعة إطلاعه أو قدرته على التنبؤ بالأحداث، بل كان كلامه السياسي وتصريحاته تثير السخرية وضحك مستمعيه، بمن فيهم بوتين. لكن ما يدهش أن توقعه هذا الذي كانت تردده مواقع الإعلام الروسية طيلة السنة المنتهية، قد تحقق باندلاع حروب متنقلة في الشرق الأوسط، تتناسل من الصراع الأم بين إيران وأذرعها ضد إسرائيل.لكن عنوان السنة الأبرز لن تكون حروب إسرائيل الدموية على لبنان وغزة، وما تسفر عنه من موت ودمار. بل سيكون ما حمله شهرها الأخير من مفاجأة سقوط نظام الأسد في سوريا، والذي جعل الناس ترقص فرحاً على أنقاض عمارهم وأضرحة أمواتهم، وكأن هذا السقوط كان قسطاً من اقتصاص عدالة تنتظر استكمالها بحق السفاحين.
إعلام الكرملين لا يرى ما يفرح في حصاد هذه السنة، بل يودعها بغصة فراق سوريا، منصة نفوذه في الشرق الأوسط ومحطة لقواته التي تدعم عدداً من طغاة إفريقيا. ينكر بوتين أن يكون سقوط دميته الأسد هزيمة له في سوريا، لكنه يدرك جيداً أنها كانت صفعة شديدة لكل حصاده في المنطقة على مدى السنوات التي تلت ولوغه في الدم والدمار السوري.صحيفة الكرملين VZ وصفت العام 2024 بأنه السنة التي قلبت الشرق الأوسط رأساً على عقب. ورأت في 28 الجاري أن سقوط الأسد في غضون أسابيع، كان النتيجة الرئيسية لعام 2024 التي صدمت الشرق الأوسط ككل. وقد جرى هذا السقوط على الرغم من تحذير العديد من الخبراء من هشاشة الحكومة السورية. وكان هؤلاء الخبراء يدعون دمشق إلى تنفيذ الإصلاحات بشكل عاجل وعدم العيش على أمجاد النصر على الإرهابيين الذي تحقق قبل أربع سنوات، سيما وأن هذا النصر كان الفضل فيه يعود لروسيا وإيران أكثر مما للحكومة السورية.
لكن الصحيفة ترى أن سقوط الأسد كان كارثة، ولو كانت نشرت نصها بعد زيارة وزير الخارجية الأوكراني لسوريا ودعوته لخروج روسيا من سوريا، لكانت تأكدت أنه كارثة لروسيا وليس لسوريا. واعتبرت أن من يعتقد (الأتراك والأوروبيون- تحدد الصحيفة من تعني) أن سوريا والمنطقة ستكون افضل حالاً بعد سقوط الأسد، فهو مخطئ جداً. وتتوقع أن تواجه المنطقة في العام 2025 كوارث جديدة ناجمة عن الكارثة السورية. وتؤكد أن الأراضي السورية ستصبح، "وقد أصبحت"، أرضاً خصبة لعدم الإستقرار. كانت السلطات الجديدة قد صرحت بأنها تسعى لإنشاء جيش موحد وإجراء إنتخابات، لكن كيف يمكن القيام بكل ذلك، والسلطات نفسها ليست موحدة. وترى أن معارضي الأسد كانوا دائماً تكتل مجموعات مختلفة يوحدها وجود عدو واحد، لكن مع اختفاء هذا العدو، سيقوم العديد من هذه المجموعات بتمزيق سوريا.تعمم الصحيفة الأحداث الفردية التي وقعت، وتجعل منها ظواهر. فتشير إلى إضطهاد المسيحيين بعد إحراق شجرة الميلاد، وتعتبر ملاحقة مجرمي الحرب الأسديين اضطهاداً للعلويين، وتتساءل عن أي سوريا موحدة يمكن الحديث. وتستنتج أنه لن يتمكن من إعادة توحيد سوريا سوى دكتاتور عسكري جديد. ولن يتسنى ذلك إلا بعد أن يتذوق كل السوريين عواقب سقوط الأسد، ويصبحوا على استعداد للتضحية بشبح الحقوق المدنية من أجل الاستقرار الواقعي.وكالة الأنباء الروسية المحلية رأت في 28 الجاري أن "سقوط دمشق" كان النتيجة الرئيسية للسنة المنتهية في الشرق الأوسط، وعنونت نصها بالقول "دروس سوريا". استهلت الوكالة نصها باعتبار سقوط الأسد الحدث الرئيسي لهذه السنة، وغطى على الكثير من الأحداث الأخرى المهمة. وترى أن الحدث هز بالفعل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المحتمل أننا لا نسمع حتى الآن سوى بعض أصدائه، وقد تتبعها لاحقاً الموجات الرئيسية لهذا التسونامي وتمتد خارج المنطقة. وقد يسفر الحدث عن يقظة جديدة للشرق الأوسط، ويحل "ربيع عربي" جديد مكان "الشتاء العربي".
تتجاهل الوكالة مخاطبة العالم رأس السلطة السورية بإسمه الحقيقي، وتصر على إسمه الحركي السابق. وتقول بأن أمرين رئيسيين يهمان روسيا الآن في سوريا: مصير الجهاديين المتحدرين من روسيا ومصير القواعد في سوريا. وتتهم الشرع بأنه تخلص من أولئك الجهاديين بإرسالهم إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا، وترى في ذلك "الخطر الأول" للسلطات السورية الجديدة على روسيا. أما بالنسبة للقواعد فتعود لما أعلنه بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي من أن مصير القواعد لا يزال معلقاً.تحدثت الوكالة عن تأثير التسونامي السوري على علاقات روسيا مع إيران، وما إن كانت الأخيرة لا تزال تريد إستمرار هذه العلاقات، مع العلم أن البلدين سيوقعان الشهر المقبل على اتفاقية "شراكة استراتيجية". ثم تنتقل إلى استعراض "الدروس السورية" التي يجدر بروسيا الإستفادة منها في إفريقيا وأماكن وجودها العسكري الأخرى، وتفادي الأخطاء التي وقعت بها في سوريا.
رأت الوكالة أن دعم الأسد ضد كل معارضيه، بمن فيهم المعتدلين، ووصفهم "إرهابيين معتدلين"، ادى إلى أن الأسد، وبعد بلوغ أهدافه في الحرب الأهلية بمساعدة السلاح الروسي، أصبح أقل إنصاتاً للنصائح الروسية. ولم يتمكن الجانب الروسي من تشجيع القيادة السورية على الإصلاح والتأثير بشكل صحيح على عملية صنع القرار. ومعظم القرارات التي اتخذتها دمشق كانت خاطئة.
وتضيف، أن روسيا إنتصرت على داعش، لكنها لم تتمكن في الوقت نفسه من أن تصبح الدولة التي أنهت الحرب الأهلية، وأطلقت عملية سلام كاملة وشرعت بالتعافي الاقتصادي وعودة اللاجئين. وللقيام بذلك، كان لا بد من التصرف بشكل مخالف للأسد وإجبار نظامه على التغيير، وعدم الانصياع لرغباته. وهكذا، فمن خلال تعزيز مواقع الأسد والقيام بالعمل نيابة عنه في تطهير أي معارضة مسلحة، حرمت موسكو نفسها من نفوذها على دمشق، والذي أصبح يتضاءل مع كل عملية ناجحة ضد المعارضة. ولو أبقت روسيا الوضع على ما كان عليه في العام 2017، مع معارضة قوية ومصالحتها مع الأسد برعايتها ، لكان تعزز موقع موسكو وحولها إلى ضامن فعلي لتنفيذ الإتفاقات من قبل الأسد والمعارضة. وإشراك المعارضة في عمل الحكومة، كان من شأنه أن يتيح لروسيا بدء الخروج من مستنقع الفساد الذي دفعت السلطات السورية نفسها إليه.ترى الوكالة أن على روسيا، ولتعزيز نفوذها في إفريقيا، عليها تجنب الوقوع في الأخطاء التي ارتكبتها في دفاعها عن الأسد وإنقاذه من كل معارضيه، وتحويل هؤولاء إلى أعداء لروسيا نفسها. ولذلك تقول انه على روسيا، وهي تحارب الجماعات الإرهابية، أن تتجنب التحول ببساطة إلى مشارك في الحرب الأهلية، تدعم أحد الأطراف التي تجد نفسها في السلطة بنفس الطريقة التي يريد بها الطوارق إنشاء دولتهم الخاصة في مالي، على سبيل المثال.
وتقول الوكالة أنه لتعزيز نفوذ روسيا في الخارج، عليها خلق حضور متعدد الطبقات، والذي لا ينبغي أن يقتصر فقط على دعم الحكومة. وعند تدمير الإرهابيين، من الضروري عدم تطهير المعارضة المسلحة والمتمردين، بل على العكس من ذلك، التفاوض معهم، وتحويلهم إلى أذرع مواليه وحلفاء، ومن خلالهم التأثير على الحكومة، بما في ذلك إدخالهم في تشكيلتها.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top