نقلت القوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية، في ريف اللاذقية، العشرات من كبار ضباط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، إلى إحدى قواعدها في شمال أفريقيا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن عملية النقل، "تمت على دفعتين على الأقل خلال كانون الأول/ديسمبر الجاري"، من دون الإفصاح عن الوجهة النهائية.
نقل على دفعات
وأوضح أن نقل الدفعة الأولى، جرى في 8 كانون الأول/ديسمبر الحالي، بالتزامن مع مغادرة الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا.
ونُقلت المجموعة الأولى من الضباط، التي تضم قيادات بارزة في الجيش والمخابرات وشخصيات نافذة في مؤسسات النظام البائد، عبر طائرة مدنية روسية.
شخصيات معاقبة أميركياً
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن بعض هذه الشخصيات مشمولة بعقوبات أميركية وأوروبية.
وأوضح المرصد أن عملية النقل الثانية، تمت في 13 الحالي، باستخدام طائرة شحن عسكرية روسية، وشملت العملية مجموعة جديدة من كبار الضباط. وفي اليوم التالي، غادرت طائرات شحن عسكرية روسية عدة مطار حميميم، بعد أن شهدت القاعدة تجمع قافلة آليات عسكرية روسية، منسحبة من مواقعها في سوريا.
وأكدت مصادر أن القوات الروسية بدأت منذ فترة، قبل مغادرة الأسد، بنقل قواتها وعتادها العسكري، عبر طائرات الشحن والبواخر من مرفأ طرطوس.
وتتواجد روسيا من خلال قاعدتين عسكريتين في سوريا، الأولى، قاعدة جوية في "حميميم" الواقعة في ريف محافظة اللاذقية، والثانية، قاعدة بحرية تقع بالقرب منها على سواحل مدينة طرطوس.
وإلى جانب سحب الوحدات العسكرية الروسية من عموم مناطق البلاد، كانت روسيا قد أوقفت عمل منظومة "إس-400" في قاعدة حميميم، وذلك في تحرك لافت للانتباه.
لافروف ينتقد بشار الأسد
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن سقوط نظام الأسد في سوريا، سببه "عجزه عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وحل المشاكل الاجتماعية"، وذلك في انتقاد واضح من الحليف المهم للنظام المخلوع.
وقال لافروف لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، اليوم الإثنين: "يمكننا القول بالفعل إن أحد أسباب تدهور الوضع، كان عجز الحكومة (السورية) السابقة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وسط الحرب الأهلية الممتدة".
وأوضح لافروف أنه "بعد النجاحات التي تحققت في مكافحة الإرهاب الدولي، والتي شاركت فيها أيضا القوات الجوية الروسية، توقع السوريون أن تتحسن حياتهم"، مضيفاً أن ذلك لم يحدث "نتيجة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على سوريا".