2025- 01 - 02   |   بحث في الموقع  
logo العدو ينسحب من الناقورة.. والجيش اللبناني يبدأ انتشاره logo المكاري استقبل وفدا من جامعة هايكازيان logo هل يعود يهود سوريا الإسرائيليون إلى دمشق وحلب؟ logo السلطة الفلسطينية توقف عمل "الجزيرة" في الأراضي الفلسطينية logo سوريا: متظاهرون يطالبون بمعرفة مصير ناشطي دوما الأربعة logo وزير الإعلام السوري يتعهد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير logo “كنت ضمن الأعلى أجراً في العالم”.. أسطورة غانا يعلن إفلاسه logo جعجع لنعيم قاسم: الدولة أنتم اتخذوا الموقف المناسب
ترامب يعود للرئاسة بأموال ماسك: "الكوبل الذهبي" يحكم العالم
2024-12-30 10:55:44

اختارت مجلة "تايم" الأميركية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كشخصية العام 2024، ما يعكس عودته القوية إلى الساحة السياسية شديدة الاستقطاب في الولايات المتحدة وسيطرته على الحزب الجمهوري طوال العقد الماضي. ولم يكن هذا الاختيار مجرد تكريم لشخصيته السياسية فحسب، بل تعبير عن الدور المحوري الذي يلعبه رأس المال والتجارة في تشكيل مسار السياسة العالمية.
وكان تحالف ترامب مع قوى رأس المال، مثل الملياردير إيلون ماسك، جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيته للعودة إلى السلطة بعد 4 سنوات من خروجه من البيت الأبيض بانقلاب حث فيه أنصاره على مهاجمة مبنى الكونغرس رفضاً للخسارة التي لم يعترف بها حتى اليوم. وتبدو الأسماء المرشحة لإدارته الجديدة حكومة بلوتوقراطية متألفة من أصحاب الملايين، وهو ليس مجرد دعم سياسي أو مالي ضمن تلاقي المصالح، بل تمثيلاً لعصر جديد تتحكم فيه التجارة العالمية والتكنولوجيا في مسار الأحداث السياسية. وقدرة ترامب على توظيف رأس المال وقوة التجارة عززت من صورته كقائد مؤثر في العصر الحديث، مهما كان الخلاف بشأن سياساته، خصوصاً من ناحية خطاب الكراهية والعنصرية.الصورة الرمزية: ترامب كقائد يتحدى المستحيلومن بين أبرز اللحظات التي عكست رمزية تلك القوة كانت صورة ترامب الأيقونية، التي التقطها المصور الحائز على جائزة "بوليتزر" إيفان فوتشي لصالح وكالة "أسوشييتد برس"، بعد محاولة اغتيال فاشلة في تجمع سياسي في 13 تموز/يوليو الماضي.
وفي الصورة، ظهر ترامب رافعاً قبضته نحو السماء، ووجهه مغطى بالدماء، ومحاطاً بعناصر الخدمة السرية. وأصبحت الصورة حديث الساعة وانتشرت عبر الصحف والقمصان و"الميمز" وأقواب القهوة. وفي حديث لصحيفة "نيويورك بوست" المحافظة قال ترامب: "كثير من الناس يقولون أنها الصورة الأكثر أيقونية التي رأوها في حياتهم. إنهم محقون، ولم أمت. عادة، تحتاج إلى أن تموت لتحصل على صورة أيقونية".هذه النرجسية التي يتحدث بها ترامب مألوفة منذ أيام حملته الرئاسية الأولى، حيث كان ترامب الآتي من عوالم لا علاقة لها بالسياسة والاقتصاد والجيش، بل من عالم تلفزيون الواقع وتجارة العقارات، معتداً بنفسه وكأنه يحكم البيت الأبيض عبر "تويتر" الذي بات اسمه اليوم "إكس" بفضل حليفه الجديد ماسك الذي كان عدو الأمس.ورأى خبراء الإعلام السياسي مثل أستاذ التواصل الاستراتيجي إريك بوكسي، أن صورة نجاة ترامب من الاغتيال "تمثل رمزاً للقوة والصمود في وجه الأزمات، وأيضاً ذكاءً فطرياً في استغلال اللحظات إعلامياً"، فيما تلخص اللحظة ككل كيفية استخدام ترامب للرمزية البصرية لتعزيز صورته كشخصية قيادية تمثل قوة رأس المال والتجارة.شراكة بين السياسة ورأس المالوأحد أبرز مظاهر حملة ترامب الانتخابية العام 2024 كان الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي قدمه له إيلون ماسك مع اتفاقهما تحديداً على نقطة عداء المهاجرين والأجانب والمثليين جنسياً والعابرين جنسياً ونزعتهما المتزايدة نحو اليمين المتطرف، إلى حد إبداء دعمهما لأحزاب اليمين المتطرف حتى في ألمانيا التي عانت تحديداً من الماضي النازي الذي أفضى للحرب العالمية الثانية.وخصص ماسك أكثر من 260 مليون دولار لدعم حملة ترامب عبر لجان سياسية مثل "America PAC" و"RBG PAC"، وكان هذا الدعم المالي المباشر جزءاً من تحالف استراتيجي أوسع، حيث استخدم ماسك منصته الاجتماعية "إكس" للترويج لرسائل ترامب السياسية بشكل واسع، كما قدم جوائز مالية مقدارها مليون دولار أميركي يومياً لفترة زادت عن شهر، لمحظوظين عبر اليانصيب ممن سجلوا في عرائض سياسية معينة عبر الإنترنت تدعم سياسات ترامب المتشددة.
وذلك التحالف لم يكن مجرد تعاون عابر، بل كان تجسيداً واضحاً لتداخل رأس المال مع السياسة. ومن خلال استغلال النفوذ المالي والتكنولوجي، استطاع كلاهما التأثير بشكل كبير على المشهد السياسي، ما جعل العلاقة بينهما محور اهتمام عالمي بوصفهما "الكوبل الذهبي" الذي يحكم العالم عبر القوة الاقتصادية والكاريزما والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية، كما يظهر من الفوضى الجارية في "إكس" بحسب تقارير حقوقية لمنظمات عالمية مختلفة.وزارة كفاءة الحكومةومن أبرز نتائج التحالف كان تأسيس "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE)، وهي مبادرة جريئة أطلقها ترامب بعد فوزه في الانتخابات بهدف تقليص الحكومة بشكل كبير وخفض الإنفاق بمقدار 2 تريليون دولار، مع تقليص عدد موظفي الحكومة بنسبة تصل إلى 75%.
وتكمن الفكرة في تحويل إدارة الحكومة إلى نهج أشبه بإدارة الشركات، مع التركيز على الإنتاجية وخفض التكاليف. ويعكس المشروع التحول في طبيعة العلاقة بين القطاعين العام والخاص، حيث أصبحت السياسة تعتمد بشكل متزايد على أدوات التجارة وإدارة رأس المال لتعزيز الكفاءة وتحقيق الأهداف.انعكاسات اقتصادية وتكنولوجيةولم يقتصر تأثير تحالف ترامب وماسك على السياسة فقط، بل امتد ليشمل الاقتصاد والتكنولوجيا، فشهدت أسهم شركة "تسلا" ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة تجاوزت 12% في الأيام التي تلت فوز ترامب بالانتخابات، ما ساهم في تجاوز قيمتها السوقية حاجز تريليون دولار لأول مرة منذ أكثر من عامين، مدعومة بتوقعات تفاؤلية بشأن السياسات التي تدعم الابتكار والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.في الوقت نفسه، بلغت القيمة السوقية لشركة "سبايس إكس" 350 مليار دولار بعد صفقة بيع أسهم داخلية، ما عزز مكانتها كواحدة من أكثر الشركات الخاصة قيمة في العالم. هذا التداخل بين رأس المال والتكنولوجيا والسياسة يعكس ديناميكية جديدة، حيث يمكن لرأس المال الخاص أن يشكل مستقبل الاقتصاد العالمي ويؤثر على الأولويات السياسية للدول، كما أن التأثير طاول سوق العملات الرقمية الذي انتعش بعد وعود ترامب بقوننته في الولايات المتحدة بينما كان معادياً له في ولايته الرئاسية الأولى.تأثير رأس المال على الديموقراطيةومع تزايد النفوذ الذي يمنحه رأس المال في السياسة، أثار التحالف بين ترامب وماسك نقاشات واسعة حول مستقبل الديموقراطية في الولايات المتحدة. يرى البعض أن هذا التعاون يعزز الابتكار ويحفز التقدم، إلا أن هناك مخاوف من أن يؤدي تركيز النفوذ في يد عدد قليل من الأثرياء إلى تهديد مبادئ الديموقراطية مثل الشفافية والمساواة.وتتعزز تلك المخاوف في وسائل الإعلام الرصينة التي ترى أن الثنائي يدفع بسياسات لا يمكن وصفها حتى بالمحافظة، بسبب تطرفها في قضايا اجتماعية وحقوقية، حيث تبرر الأرباح المادية لهما تقديم معلومات مضللة حول قضايا مثل التغير المناخي وحقوق المثليين والمهاجرين وغيرها، مع تركيز على تقديم صورة تفوق الرجل الأبيض والذكورية السامة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top