2025- 01 - 26   |   بحث في الموقع  
logo المساعي مستمرة لتشكيل الحكومة الأسبوع المقبل.. لقاء ايجابي بين بري وسلام و المالية للشيعة logo ساعات حاسمة مع انتهاء الهدنة.. ترقب كبير للمشهد الجنوبيّ logo استنفار رسميّ لفرض الانسحاب الاسرائيلي.. وأهالي الجنوب يتجهون للعودة الى قراهم logo قرار مهم للامن العام إعفاء الغرامات لطلبات الإقامات المنتهية الصلاحية وتسويات المغادرة.. اليكم التفاصيل logo هل ستقوم الحرب يوم الاثنين، بحال لم تنسحب اسرائيل.. ( ناجي امهز ) logo تفنيد رد "أم.تي.في" على إلسي مفرج: أزمة قناعات logo نواف سلام وفرصة العبور من الحرب إلى الإعمار logo بن فرحان يلتقي باسيل وسلام إلى حكومة الأمر الواقع
رسائل حافظ الأسد إلى أنيسة مخلوف
2024-12-30 10:55:42

كان الشارع السوري يتحدث همساً عن علاقة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع زوجته أنيسة مخلوف. وفي سرية تامة، وداخل أوساط ضيقة، يجري تداول حكايات كثيرة، بعضها من تأليف أصحاب الخيال الخصب، وأخرى حقيقية. يختلط الواقع بالخيال، كما في أسلوب الواقعية السحرية، الذي ميّز أدب كتاب أميركا اللاتينية خلال العقود الأخيرة. والمؤكد في المرويات التي تم نسجها هو أن أنيسة سيدة حديدية، ومن نمط النساء اللاتي يلعبن في الكواليس دوراً مؤثراً على توجهات وقرارات الأزواج والأبناء، وقد وصل دورها إلى حد التدخل في اتخاذ القرارات الصعبة، التي تتعلق بتحديد مصائر الملايين ووجهة مستقبل الدولة، ولذلك لم يأت من فراغ، أطلاق مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عليها وصف "السيدة المذهلة".
هي ابنة أسرة معروفة وميسورة، بينما هو من عائلة فلاحية شبه فقيرة. وعدا التفاوت الطبقي، هناك مسألة أخرى خلافية تتعلق بالتوجه السياسي، حيث ينتمي وجهاء عائلة مخلوف للحزب القومي السوري، الذي كان في حرب مفتوحة مع حزب البعث، الذي ينتمي إليه الأسد. وعلى هذا رفضت عائلتها تزويجها له، ولكن يبدو أن العلاقة بينهما كانت أقوى، إلى حد أن أنيسة تحدت عائلتها، وتبعت قلبها، ومن دون الاحتفال بعرس رسمي، أخذها حافظ خطيفة على ظهر البسكليت. وثمة رواية متداولة على نحو ضيق تفيد بأن من ساعده في ذلك هو صديقه الضابط مصطفى طلاس، الذي بات منذ ذلك الوقت مؤتمناً على العائلة، يتولى شؤونها في حال غياب الأسد. ويذكر باتريك سيل في كتابه "الأسد: الصراع على الشرق الأوسط" أن طلاس رافق أنيسة وابنها البكر باسل من ميناء الاسكندرية في مصر خلال الوحدة إلى اللاذقية، عندما تم احتجاز الأسد في مصر مع مجموعة من الضباط السوريين، مخافة أن يقوموا بانقلاب على الوحدة. ومقابل خدماته منحه الأسد حين وصل إلى الحكم بانقلاب 1970، منصب وزير الدفاع طيلة حكمه.
بدأت على نحو شحيح جداً، تتكشف بعض أسرار عائلة الأسد بعد سقوط النظام في الثامن من الشهر الحالي، ومن ذلك عدد قليل من الرسائل التي كتبها الأسد إلى أنيسة قبل زواجه منها عام 1957، وبينها واحدة قبل الاقتران بقليل، وكان لكل منهما من العمر في حينه 27 عاماً. كان هو قد ترفع حديثاً إلى رتبة نقيب طيار، وعلى الأرجح، كان، في تلك الفترة، عائداً من دورة تدريب على الطيران أمضاها في موسكو، واستقر في دمشق، وذلك يظهر من مضمون الرسالة المكتوبة بلهجة هادئة، تحمل ثقة عالية بالنفس، ونقرأ من بين سطورها التوجه نحو بناء أسرة، لكن الأكثر أهمية من ذلك هو الأسلوب الذي كُتبت به والأفكار التي تضمنتها الرسالة، وخاصة تعريف الضابط الشاب والزوج المستقبلي للحب والعاطفه ونظرته للمرأة ككل.
تتسم نبرة الرسالة بالجلافة المعروفة عن العسكر، عندما يتحدثون عن المشاعر، وهو يعد رسالة أنيسة التي تكتب له بشوق، عبارة عن ثرثرة، ويرفض أن يسمي الرابط بينهما علاقة حب، ويعتبر العاطفة كذباً. يقول لها في الرسالة "أنيسة لم أكن أود أن أكتب إليك أو أجيب على رسالتك، أو بالأصح على ثرثرتك... واستناداً إلى ذلك لا تعني أبداً أنني تراجعت عن رأيي السابق. إنها لا تعني أن الحب يربط بيني وبينك. أو بالأصح لم أعد أفهم للحب معنى إلا أنه تفاهم أو اتفاق عقلي محض لا أثر لما يسمونه كذباً وافتراء بالعاطفة". ولكنه في مكان آخر من الرسالة يرى أن الحب مجرد من العاطفة، وهو محض "تجاوب فكري لا عاطفي بين اثنين اتفقا على سلوك طريق معين في الحياة"، ويأخذ على المرأة أنها "تحاول أن تعطي لهذا الاتفاق هيكلاً معينا،ً تدعي أن تحمله صعب وتطلق عليه اسم العاطفة". ويكمل منتقدا نظرة المرأة إلى العاطفة "الواقع أن العاطفة التي تتألم منها المرأة ليست إلا تصنعاً وتمثيلاً"، ويستثنيها من هذا التشخيص القاسي، عن طريق تمييزها عن بقية النساء" اللهم إذا كانت كل امرأة في الوجود تحمل النفسية التي تحملينها أنت".
الملاحظ هنا هو، أن رسالة الأسد محفوظة في أرشيف العائلة، ما يدل على أنها تشكل للسيدة الأولى شيئاً عزيزاُ على نفسها. وما يلفت الانتباه هو أن الرسالة مطبوعة على الآلة الكاتبة، وعلى الأرجح أن النسخة الأصلية كانت بخط اليد. ويدل طبعها وحفظها بنسخة ورقية على اهتمام بها، في الوقت الذي لا نعثر فيه على الرسالة التي استدعت الرد. ومهما يكن من أمر، فإن الرسالة تعكس جانبا من تفكير الأسد الذي يتميز بأنه جاف يفتقر إلى المودة، وسلوكه المتعالي البعيد عن اللطف.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top