استكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي عزل مخيم جباليا وباقي أحياء شمالي قطاع غزة عن مدينة غزة، في وقت قال فيه أنه لن "لن يسمح لمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، حيث تعمل القوات (الإسرائيلية) في الأيام الأخيرة، بالعودة إلى العمل".
ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً مساء الأحد، قالت فيه أن "الجيش يقول إنه في هذه المرحلة تم عزل شمال قطاع غزة، واكتمل عزل جباليا وبقية أحياء شمال القطاع عن مدينة غزة". ويذكر الجيش الإسرائيلي أنه "لم ترِد أي تعليمات بشأن عودة السكان إلى المنطقة الشمالية من قطاع غزة، وسيكون المستوى السياسي، مطالباً باتخاذ قرارات في هذا الشأن".كمال عدوانوأفادت الصحيفة بأن جيش الاحتلال لن يسمح بعودة مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، الذي استهدفه وأخرجه عن الخدمة خلال الأيام الأخيرة، للعمل، وهو ما يبقي مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون تئن في ظل الخدمات الصحية المنعدمة؛ إذ لم يُبقِ الاحتلال سوى المستشفى الإندونيسي يعمل هناك، بعدما استهدفه أكثر من مرّة هو الآخر، تماماً كما استهدف ودمّر غالبية بيوت القطاع ومسح معالم أحيائه، مُهجرّاً بالقوّة والترهيب سكانه الفلسطينيين.وأقرّ الجيش، كما تنقل الصحيفة، بأنه حقق ميدانياً مع 950 فلسطينياً أجبرهم على مغادرة المستشفى، فيما اعتقل منهم 240 فلسطينياً، بينهم جرحى، لا يُعرف مصيرهم بعد. وعلى الرغم من ادعاء جيش الاحتلال بأن عناصر المقاومة "اختبأوا في المستشفى"، يقر الجيش ذاته بأنه لم تُطلق من المستشفى رصاصة واحدة، فضلاً عن أنه لم يعثر على أسلحة هُناك، وأن "حماس أخضعت في جباليا"، فيما أوشكت القوات على إنهاء العمليات العسكرية في المنطقة.وبدأ الهجوم على المستشفى الواقع في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في وقت مبكر صباح الجمعة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن آخر مرفق صحي كبير في المنطقة "صار خالياً" من المرضى والموظفين.والأحد، قال جيش الاحتلال إن قواته قتلت نحو 20 مسلحاً فلسطينياً خلال غارته على المستشفى ووصفها بأنها واحدة من "أكبر العمليات" التي ينفذها في القطاع.احتجاز مدير المستشفىوأضاف الجيش أنه احتجز مدير المستشفى حسام أبو صفية لافتاً الى أنه يشتبه في انتمائه إلى حركة حماس.ولم يدل الجيش بأي تعليق فوري عندما سئل عما إذا كان أبو صفية قد تم نقله إلى الأراضي الإسرائيلية لاستجوابه. وأشار الى إنه حدد بين المعتقلين 15 مسلحاً شاركوا في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.من جهتهم، قال مسؤولون صحيون في غزة ومنظمة الصحة العالمية إن الغارة جعلت المستشفى خارج الخدمة.وقال الجيش إن الغارة نفذت "ضد مركز قيادة تابع لحماس في المستشفى"، لكن الحركة نفت هذا الاتهام.من جهتها، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد، بالإفراج الفوري عن مدير مستشفى كمال عدوان، وعن كافة الكوادر الطبية المعتقلة في السجون الإسرائيلية. ووصفت الوزارة الاعتقالات بأنها "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحقوق العاملين في المجال الصحي". ودانت الوزارة في بيان اعتقال الدكتور أبو صفية والتنكيل به، مشيرة إلى أن الهجوم على الأطباء والمرضى واعتقالهم أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني يُعد تجاوزاً للحقوق الإنسانية والمهنية.وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بالتدخل العاجل للإفراج عن الدكتور أبو صفية وكافة الطواقم الطبية المعتقلة، وضمان توفير الحماية اللازمة لهم ليتمكنوا من أداء مهامهم الإنسانية في بيئة آمنة.