رفضت السلطات الإسرائيلية، تزويد السلطة الفلسطينية بالسلاح لدعم عمليتها في مخيم جنين، المستمرة منذ أكثر من 20 يوماً. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن هذا الرفض جاء بناء على توصية الجيش.
وتتواصل الاشتباكات في مخيم جنين، بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، في إطار العملية التي أطلقت عليها تلك الأجهزة إسم "حماية وطن"، وأوضحت أنها تهدف إلى "إعادة الأمن والاستقرار وإنقاذ حياة المواطنين من الفلتان الأمني المتزايد"، وأسفرت حتى الآن عن 11 قتيلاً، من بينهم 5 من عناصر الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى صحافية قتلت مساء أمس السبت.
توصية هاليفي
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، أوصى القيادة السياسية بعدم نقل أسلحة إلى السلطة الفلسطينية، وهي التوصية التي حظيت بدعم من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، قبل أن يوافق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب الإذاعة، فإن قرار عدم مد السلطة بأسلحة، اتخذ على الرغم من أن الولايات المتحدة مارست ضغطاً كبيراً على إسرائيل في الأيام الأخيرة، وطلبت تحديداً مد السلطة بأسلحة كلاشنكوف وذخائر ومركبات مصفحة. وكذلك برغم أن نجاح عملية السلطة في جنين يصب في المصلحة الأمنية لإسرائيل.
مقتل صحافية وعائلتها تتهم السلطة
ومساء أمس السبت، أدت الاشتباكات في جنين، إلى مقتل الصحافية شذى الصباغ، من مخيم جنين إثر إصابتها بعيار ناري في الرأس.
واتهمت عائلة الصباغ الأجهزة الأمنية بقتلها، مشيرة إلى أن إطلاق النار عليها تم من نقطة تمركز فيها عناصر الأمن أثناء خروجها من منزلها.
وأوضحت العائلة، في بيان أن "الشهيدة شذى كانت برفقة والدتها، والدة الشهيد معتصم الصباغ، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مضاء بالكامل وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني، وعلى الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية".
وأكدت أن ابنتها "قتلت برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة في جريمة مكتملة الأركان"، مطالبة بالتحقيق في ما جرى ومحاسبة المتسببين. وحملت العائلة "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة"، مؤكدة أن "هذا التصعيد الخطير، يعكس تحول هذه الأجهزة إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها، بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال".
ودعت العائلة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى "التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ، كما طالبت بالعمل الجاد لحماية الشعب الفلسطيني من تغوّل هذه الأجهزة التي باتت تشكل خطراً على أبناء الوطن".
الأجهزة الأمنية ترفض الاتهامات
في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم قوى الأمن التابعة للسلطة، العميد أنور رجب، وجود عناصر من الأمن، في مكان مقتل الصحافية.
وأفاد، في بيان، صدر بعد نحو 40 دقيقة على مقتلها، إلى أنه "وفقاً للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن موجودة في المكان". وعبّر عن إدانة قوى الأمن "بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها خارجون عن القانون". ودعا "جميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن أي معلومات قد تُساهم في كشف ملابسات الحادث وضبط المتورطين".
حماس والجهاد تدينان
من جهتها، نعت حماس الصحافية شذى الصباغ، وقالت إنها شقيقة الشهيد معتصم الصباغ، مشيرة إلى أن قتلها بـ"دم بارد عمل إجرامي مدان"، وطالبت "السلطة وأجهزتها بالاستجابة للمبادرات الوطنية المختلفة لوقف الحملة ضد مخيم جنين".
بدورها، عبّرت حركة الجهاد الإسلامي عن إدانتها مقتل الصباغ، وطالبت "أجهزة الأمن الفلسطينية بوقف الاعتداءات على أهلنا في مخيم جنين، والتجاوب مع المبادرات الوطنية لتجنب الفتنة وحقن الدماء".
هجمات للمستوطنين
على صعيد مواز، هاجم مستوطنون صباح اليوم الأحد، مجموعة من الفلسطينيين في قرية المغير، فيما قامت مجموعة أخرى من المستوطنين، باقتحام بلدة سنجل قضاء رام الله، وذلك في وقت اقتحمت قوات الاحتلال برك سليمان جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان، إن مستوطنين هاجموا أطراف قرية المغير من الجهة الجنوبية، واعتدوا بالضرب على عدد من الأهالي، وهاجموا خيمة "بيت شعر" يقطنه أيهم أبو نعيم وأسرته.
وأضافوا، أن مستوطنين بحماية جيش الاحتلال، اقتحموا منطقة البرج الأثرية في بلدة سنجل شمال شرق رام الله، على شكل مجموعات متتالية.
وأفاد الناشط في مقاومة الاستيطان في بلدة سنجل، عايد غفري، أن عشرات المستوطنين اقتحموا منذ ساعات الصباح (اليوم)، وعلى شكل مجموعات موقع أثري "باب البرج" في بلدة سنجل.
وأشار إلى أن المستوطنين يكررون اقتحام هذا الموقع، وهو عبارة عن قلعة قديمة ومكان يحتوي على آثار ومدافن.
جاء ذلك، فيما اقتحمت قوات الاحتلال، منطقة برك سليمان السياحية جنوب بيت لحم، ونصبت حاجزا عسكريا.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا قرب البركة الثالثة، وأوقفت المركبات، وفتشتها، ودققت في بطاقات الفلسطينيين.