نشر صانع المحتوى الأميركي سيم كيرن المعروف باسم "sim bookstagrams badly" عبر حساباته في مواقع التواصل، مقطع فيديو اعتذر فيه للشعب السوري عن صمته الطويل إزاء الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد، موضحاً أن موقفه السابق كان ناتجاً عن قناعات خاطئة بأن الأسد هو "عدو لإسرائيل" وداعم للفلسطينيين، مع تقديم نفسه كداعم للقضية الفلسطينية.وأثار الفيديو انتقادات حول دور المؤثرين الآخرين الذين زاروا سوريا خلال السنوات العشر الماضية، وساهموا بتلميع صورة النظام الأسدي، سواء عن جهل بالواقع السوري أو تصديقهم لدعاية محور الممانعة أو مع علمهم بالانتهاكات والفظائع وعدم اهتمامهم سوى بتحقيق مزيد من المشاهدات والشهرة.
View this post on Instagram
A post shared by Sim Kern (@sim_bookstagrams_badly)
ونشر كيرن مقطع فيديو آخر لمجموعة من الشبان السوريين يحملون صورة لأحد ضحايا الأسد ويهتفون لوالدته شعارات "أم الشهيد نحنا ولادك"، مظهراً تعاطفه مع عائلات الضحايا الذين سقطوا إبان حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد. وعلق على الفيديو: "لم يتمكن العديد من السوريين من إقامة جنازات لائقة لأفراد عائلاتهم بسبب نشاطهم ضد النظام بطريقة أو بأخرى، وكان من الخطير حتى تقديم التعازي".وقال سيم كيرن أنه كان يرفض الحديث عن نظام الأسد لأنه كان يعتقد أنه يدعم القضية الفلسطينية. وأوضح أنه اعتمد فقط على مصادر مؤيدة للنظام السوري للحصول على معلوماته. واعترف كيرن بأنه لم يثقف نفسه بشكل كاف عن الوضع في سوريا، معرباً عن أسفه للتجاهل الطويل لمعاناة الشعب السوري، حسب تعبيره.
View this post on Instagram
A post shared by Translating Syria (@translating_syria)
وزار كثيرمن صانعي المحتوى سوريا بدعوة رسمية من نظام الأسد خلال العقد الأخير، وقدموا عبر منصاتهم صورة إيجابية عن البلاد، أغفلوا ذكر الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الشعب السوري. من بينهم، إيفا زوبك وهي مدونة سفر بولندية زارت سوريا العام 2019 وشاركت مقاطع فيديو تُظهر المواقع التاريخية وجمال الطبيعة من دون التطرق إلى الواقع السياسي أو الإنساني، وأليكس تشاكون، وهو مدون سفر أميركي ركز على الجانب الثقافي والتاريخي من زيارته، متجنباً الحديث عن معاناة الشعب السوري، ودرو بينسكي الذي قال أن جيش الأسد "لطيف أيضاً"، ونيلز ترافر وهو مدون هولندي تطرق لجمال سوريا السياحي بينما أغفل الصراع القائم، وجاي ألفا، وهو مؤثر أميركي في مجال السفر زار سوريا وروّج لجمالها الطبيعي من دون إظهار أي إشارات للانتهاكات المستمرة.واستغل النظام السوري هؤلاء المؤثرين لتلميع صورته على الساحة الدولية من خلال منحهم تأشيرات سياحية وإتاحة الوصول إلى مواقع سياحية وتراثية، راسماً صورة وردية لسوريا، ومتجاهلاً معاناة ملايين السوريين الذين يعيشون في فقر أو نزوح داخلي وخارجي. وفي الوقت الذي حصل المؤثرين على تأشيرات لزيارة سوريا والتقاط الصور في الأماكن الفاخرة، كان السوريون في المنفى ممنوعين من العودة إلى وطنهم خوفاً من الاعتقال أو الاختفاء القسري.