2025- 01 - 29   |   بحث في الموقع  
logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف logo افتتاحية “الجمهورية”: الحكومة على نار حامية.. logo مانشيت “اللواء”: الحكومة العتيدة تتجاوز الألغام الخطيرة… logo الخروقات الاسرائيلية مستمرة.. ولجنة المراقبة غائبة عن السمع!.. ديانا غسطين logo بعد تجاوز العقبة الشّيعية كيف يحلّ سلام العقبتين السنّية والمسيحية؟.. عبدالكافي الصمد logo حصار الرئيسين: "الثنائي" وخصومه يهددان العهد والبلاد logo اندفاعة العهد تصطدم بالواقع المأزوم: سلام في مواجهة الأحزاب
"المدن" تواكب زيارة إسلاميّة -مسيحيّة لكسر القطيعة مع دمشق
2024-12-28 16:25:43

في خطوةٍ ذات طابعٍ دينيّ وسياسيّ على حدٍّ سواء، زار وفدٌ إسلاميّ–مسيحيّ من لقاء "سيّدة الجبل"، صباح أمس الجمعة، العاصمة السّوريّة دمشق، مهنِّئًا الشعب السوريّ بسقوط نظام الأسد، ومؤكّدًا على مرحلةٍ جديدة في المنطقة. وضَمّ الوفد عشرات الشخصيّات اللبنانيّة من مختلف الطوائف، بينهم النائبان السّابقان فارس سعيد وأحمد فتفت، فضلًا عن ممثلين عن المجتمع المدنيّ. وشملت الجولة زيارة مطرانيّة دمشق المارونيّة والجامع الأمويّ، في خطوةٍ وُصفت بأنّها تعزّز التلاقي بين مختلف المكوّنات الدينيّة والمجتمعيّة في البلدين.
مبادرة جنبلاط وعودة الانفتاحوأتت هذه الزيارة في أعقاب المبادرة التي أطلقها الزعيم الدرزيّ ورئيس الحزب التقدميّ الاشتراكيّ السابق وليد جنبلاط، الذي دعا خصوم الأسد اللبنانيّين إلى الانفتاح على الإدارة الجديدة في دمشق، ممهِّدًا الطريق أمام لقاءاتٍ روحيّةٍ وشعبيّةٍ يُنتظر أن تستمرّ في الأيام المقبلة. وكان جنبلاط قد قام، الأحد الفائت، بزيارةٍ إلى سوريا برفقة وفدٍ درزيّ، والتقى خلالها القائد العام للإدارة السوريّة الجديدة أحمد الشرع. وتأتي هذه التحرّكات ضمن مسارٍ تدريجيّ لإعادة وصل ما انقطع بين بيروت ودمشق في السنوات الأخيرة، على أمل بناء علاقاتٍ قائمة على سيادة الدولتين واستقلالهما.
ورافقت "المدن" الوفد في زيارته، الّتي تزامنت مع أجواء احتفاليّة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السّنة، فضلًا عن حلول الجمعة الثالثة لسقوط النظام السّابق، إضافةً إلى تظاهراتٍ لأهالي المفقودين والمخفيين قسرًا، مطالِبةً بمعرفة مصير أبنائها. وقد جال الوفد في الشوارع والحارات المؤدية إلى مطرانيّة دمشق في باب توما وصولًا إلى الجامع الأمويّ، حيث حظي باستقبالٍ حافلٍ من المواطنين الذين عبّروا عن ترحيبهم بعودة الزوّار اللبنانيين إلى المدينة بعد سنواتٍ من القطيعة.
ولم تَخْلُ هذه الزيارة ذات الطابع الروحيّ من رسائلٍ سياسيّةٍ واضحة، إذ إنّ غالبية الشخصيّات المشاركة في الوفد كانت ممنوعَةً من دخول سوريا لسنواتٍ طويلة بسبب الخلافات العميقة بين البلدين. فمن على منابر المواقع الروحيّة التي شملتها الزيارة، أكّد أعضاء الوفد أنّ رسالتهم تمزج بين البُعدين الدينيّ والسياسيّ. وفي هذا السياق، أوضح النائب السابق فارس سعيد أنّ الهدف الأسمى من الزيارة هو التعبير عن دعم الشعب السوريّ، وحثّ الجميع على النظر إلى التحوّلات الجارية في المنطقة بعين الأمل والانفتاح. واعتبر سعيد أنّ "ما يوحّد السوريّين واللبنانيّين أقوى من أيّ أحداثٍ مضت، وأنّ مرحلةً جديدةً تُبنى اليوم على أسسٍ من الوحدة والتفاهم".
بدوره، أكّد النائب السّابق أحمد فتفت أنّ الرسالة الأهمّ للزيارة تتمثّل في "إرساء العيش المشترك بقرارٍ شعبيٍّ حرّ، لا بفرضٍ أو إكراه"، مشيرًا إلى أنّه يلمس للمرّة الأولى "اتّجاهًا سياسيًّا جديدًا لدى المسؤولين السوريّين، يقوم على الاعتراف بدولتين ذاتي سيادة، سورية ولبنانيّة." وأعرب فتفت عن أمله في أن ينعكس هذا التوجّه الجديد إيجابيًّا على العلاقات الرسميّة والشعبيّة بين البلدين، بعد حقبةٍ طويلةٍ من التأزّم والشكوك المتبادلة.مسار الانفتاح وتوقّعات المرحلة المقبلة.دمشق المُحتفيّة بزوارها اللّبنانيينوفي كاتدرائيّة مار أنطونيوس للموارنة والّتي بانت عليها جليًّا آثار الحرب بالتشققات والصدوع الغائرة في عمرانها، وقبل بدء القدّاس، ألقى رئيس أساقفة مطرانية دمشق المارونية، المطران سمير نصار، كلمةً أعرب فيها عن أمله بأن تولد سوريا من جديد من رحم الألم، متعافيةً وقويّة، وأن تشهد ربوعها السلام والمحبّة. وأكد المطران نصار أنّ "سوريا ترحّب بالجميع"، وهي تمدّ ذراعيها لكلّ من يزورها، إيمانًا منها بقيم المحبّة والانفتاح".
وخلال الزيارة، دار نقاشٌ حول الدور المسيحيّ وامتداده التاريخيّ في كلٍّ من لبنان وسوريا، وتناول المجتمعون الحيثيّات المختلفة التي تؤكّد على أهمية هذا الوجود بوصفه جزءًا أساسيًّا من النسيج الوطنيّ والاجتماعيّ للبلدين. كما تمّ التطرّق إلى واقع الحريّات الدينيّة. يُذكر أنّه وعلى خلاف كل ما يُشاع، كان مسيحيو دمشق يحيون الأعياد بكل حرية، بل وبحماية عناصر هيئة تحرير الشام الذين كانوا موزعين على مداخل الأحياء لضبط الأمن.
وفي محطة أخرى من هذه الزيارة، توجّه أفراد الوفد اللبناني إلى الجامع الأمويّ، أحد أهمّ المعالم التاريخيّة والحضاريّة في دمشق، والّتي كانت ساحته غاصّة بالمصلّين والزائرين على حدّ سواء. حيث أدّى بعضهم الصلاة والتقطوا صورًا تذكاريّة في أرجاء الحرم الأمويّ مع استذكارٍ لتاريخه.مسار الانفتاح وتوقّعات المرحلة المقبلةويرى مراقبون أنّ هذه الزيارة تمثّل جزءًا من مسارٍ أوسع للانفتاح بين بيروت ودمشق، خصوصًا مع ما وصفه سعيد بـ"جسر العبور الذي كان يربط طهران ببيروت"، والذي أُسقط بسقوط النظام السابق في سوريا. وفي حين يترقّب كثيرون في الأوساط اللبنانيّة والسوريّة ما ستُسفر عنه هذه الخطوات التمهيديّة، هناك حديثٌ متزايد عن مرحلةٍ مفصليّة قد تشهد مزيدًا من التعاون السياسيّ والتنسيق الأمنيّ والاقتصاديّ، إلى جانب انفتاحٍ مجتمعيّ لا يستثني أحدًا من مكوّنات الشعبين.
مع ذلك، أكّد المتحدثون باسم الوفد، على أهميّة الحفاظ على سيادة كلٍّ من البلدين، وضرورة معالجة الملفات العالقة بروحٍ من الحوار واحترام الخصوصيّات الوطنيّة. وتبقى قضيّة المفقودين والمخفيّين قسرًا إحدى أبرز الملفات الإنسانيّة التي تتطلّب حلولًا عاجلة، في إطار المساعي المبذولة لترقيع الصدع وإعادة بناء الثقة بين بيروت ودمشق.
ومما لا شكّ أضفت زيارة الوفد الإسلاميّ–المسيحيّ إلى دمشق زخمًا إضافيًّا على المساعي الرامية لطيّ صفحة الصراع وبدء مرحلةٍ جديدةٍ في العلاقات اللبنانيّة–السوريّة. وبينما تستمرّ اللقاءات الروحيّة والشعبيّة في الأيام المقبلة، تبقى الأنظار موجّهةً إلى الخطوات العمليّة التي قد تتبلور لاحقًا، وإلى مدى استعداد الطرفين للسير في مسار شجاعٍ من المصالحة والتنسيق، بما يخدم مصلحة الشعبين ويفتح صفحةً جديدةً في المنطقة، أساسها وحدة الأهداف واحترام سيادة كلٍّ من الدولتين.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top