يعيد تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وضعت كل الاحتمالات على طاولة الخطر الامني المتزايد من الأهداف التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها أو الاستمرار بتنفيذها منتقمة من القرى والبلدات الجنوبية. فدخولها إلى وادي الحجير وعودة انسحابها يُصنف في خانتي الاستفزاز والانتقام من المنطقة التي ألحقت بإسرائيل خسائر منذ عدوان تموز الـ2006، على الرغم من انّه من الواضح أن إسرائيل تسعى لفرض أمر واقع على لبنان. وهو ما باتت تغمز إليه وسائل اعلام إسرائيلية بشكل واضح متحدثة عن نية إسرائيل بتأخير انسحابها من جنوب لبنان بعد مهلة الستين يوماً. وأحدث ما صدر عنها بهذا الخصوص، كان ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مؤكدة نقلاً عن مصادر أنّ "الجيش الإسرائيلي لا يتعامل مع التاريخ المحدد للانسحاب من لبنان على أنه تاريخ مقدس".
تطورات ميدانيةميدانياً، أُفيد أنّ الجيش اللبناني يقوم بتسيير دوريات على طول الطريق من الحجير حتى وادي السلوقي صعوداً حتى بلدتي القنطرة وعدشيت القصير، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي من تلك المنطقة إثر تدخل اللجنة الخماسية والنداءات المتكررة الصادرة عن الحكومة اللبنانية، والداعية إلى وقف الخروقات الإسرائيلية على لبنان. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبلغ المعنيين بضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها.دوريات الجيشوبطبيعة الحال تهدف دوريات الجيش اللبناني إلى تثبيت انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي توغلت فيها منذ الخميس المنصرم. كما اُعيد فتح الطرقات التي أقفلتها القوات الإسرائيلية بالسواتر الترابية في ظل استمرار الكشف على مخلّفات التقدم الاسرائيلي في حال كان الجنود زرعوا تجهيزات أو وضعوا ألغاماً.والجدير ذكره أنّه بالامس، انفجر صاروخ من مخلفات الحرب في بلدة ديرقانون راس العين في قضاء صور سمعت اصداؤه حتى مدينة صور، ولم يبلغ عن وقوع اصابات.زيارة فرنسيةوأمام كل هذه التطورات الميدانية، من المرتقب أن يزور وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو، لبنان مطلع الأسبوع المقبل وحتى يوم الأربعاء. وإلى جانب الزيارات الرسمية للمسؤولين اللبنانيين سيزور الوزيران الجنود الفرنسيين في قوة الأمم المتحدة الموقتة "يونيفيل" لمناسبة حلول العام الجديد.
ومن المقرر أن يلتقي لوكورنو الاثنين في بيروت قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي سيقود عملية نشر الجنود في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، على أن يلتقي في بداية العام الجنرال إدغار لاوندوس، قائد قطاع جنوب الليطاني والذي يمثل لبنان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.