في وقت تستمر فيه إسرائيل باستباحة لبنان جنوباً، ساعية للحفاظ على حرية الحركة العسكرية لها وإقامة مناطق عازلة، تفرض من خلالها أمراً واقعاً على لبنان، وسط الحديث عن نيتها تأخير انسحابها من جنوب لبنان، انتشرت اليوم بيانات مجهولة المصدر تدعو إلى "المقاومة الشعبية"، وتطالب حزب الله "بأن يقوم بتسليحنا وتدريبنا كي نقاوم المحتل الإسرائيلي ونُحرر أرضنا بأيدينا"مقاومة شعبيةوعلى الرغم من نفي مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما يتم تداوله من معلومات عن تبلغ لبنان بالوساطة عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب بعد الهدنة، إلاّ أنّ المعطيات الميدانية تؤشر لواقع خطير في ظل الخروقات المتمادية. استدعى ذلك صدور بيانات مجهولة المصدر، إحداها موقعة بإسم "شباب شريط القرى الحدودي"، يعلنون فيه أنّه "سنجد أنفسنا مضطرين للدفاع عن قرانا وأملاكنا بما تيسر من سلاح ولن نرضى أن يستمر العدو بهذا العمل العدواني البربري الهمجي الممنهج". البيان أكد أنه "سنضطر إلى اطلاق مقاومة شعبية جنوبية للتصدي لهذه الهجمية".
وليس معلوماً بالمباشر ما المقصود من "المقاومة الشعبية" التي ذكرها البيان، على الرغم من أنّها تأتي في سياق ردة فعل على الخروقات المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القرى والبلدات الجنوبية منذ اليوم الأول لوقف اطلاق النار. وهو ما يذكرنا بحركة المقاومة التي قام بها مواطنون في البقاع إبان فترة حرب الجرود للدفاع عن أراضيهم وممتلكاتهم، حيث تشكلت حينها مجموعات من المناطق الحدودية مع سوريا للدفاع عن لبنان بمواجهة الجماعات الارهابية التكفيرية حينها.بيان عن شباب الضاحيةتوازياً، صدر أيضاً بيان مجهول المصدر بإسم "شباب الضاحية الجنوبية لبيروت"، يدعو فيه "المقاومة الإسلامية في لبنان ممثلة بحزب الله أن تقاتل دفاعاً عن الأرض والشعب والشرف"، وبحسب البيان الذي يعدد الخروقات الإسرائيلية التي حصلت بعد اعلان اتفاق وقف اطلاق النار، "فإنّه إزاء ما حصل وبعد مراجعة الدولة اللبنانية فلم نتلقى أي جواب، راجعنا قوات الطوارىء الدولية فلم نلقى أي جواب، لذلك نوّكل ونفوض قانونيا وشرعيا واخلاقيا حزب الله، كما نطالبه بأن يقوم بتسليحنا وتدريبنا كي نقاوم المحتل الإسرائيلي ونُحرر أرضنا بأيدينا".
وفي السياق، ومقابل هذه البيانات، فإنّ حزب الله ملتزم بقرار وقف اطلاق النار، وهو ما يؤكده ايضاً الجانب الرسمي اللبناني ممثلاً بالحكومة اللبنانية، والاصرار على القرار 1701 سبيلاً لوقف الأعمال العدائية ضد لبنان.