كشفت التحقيقات الأولية أن تحطم طائرة النقل الأذربيجانية، جاء نتيجة لتدخل خارجي، فيما رجحت مصادر أميركية وأذربيجانية، فرضية استهداف الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية، الأربعاء الماضي، بصاروخ روسي. وفي ظل دعوات أوكرانية لمحاسبة روسيا، رفض الكرملين اليوم الجمعة، التعليق على الحادثة، في حين، لمّح رئيس هيئة الطيران الروسية دميتري يادروف، إلى تورط القوات المسلحة الأوكرانية بإسقاط الطائرة.
ووردت اتهامات لموسكو بالمسؤولية عن اسقاط الطائرة، على لسان مسؤول أميركي، ومصادر أذربيجانية، لكن أياً من البلدان المعنية لم يؤكد رسمياً هذه النظرية، التي تغذّيها صور لآثار بادية على هيكل الطائرة، تشير إلى احتمال أن تكون تعرّضت لطلقات لدى اقترابها من وجهتها في روسيا، قبل أن تتوجّه إلى كازاخستان حيث تحطّمت.
أذربيجان: أسقطها صاروخ روسي
وتعتقد أذربيجان أن صاروخا روسيا من نوع أرض-جوّ أطلق من نظام الدفاع الجوّي "بانتسير-اس" بالقرب من غروزني تسبّب بسقوط الطائرة، وفق ما أفاد موقع "كاليبر" الأذربيجاني المقرّب من الحكومة، نقلاً عن مسؤولين محليين لم يكشف عن هوايتهم.
وكشفت نتائج التحقيق الأولية أن حادثة تحطّم الطائرة ناجمة عن "تدخّل خارجي مادي وتقني"، بحسب ما أفادت شركة الطيران الجمعة. وكتبت الخطوط الجوية الأذربيجانية على "تلغرام" في نسخة محدّثة من إعلانها عن تعليق الرحلات إلى عدّة مدن روسية، أن "النتائج الأولية للتحقيق في تحطم امبراير 190" تشير إلى "تدخّل خارجي مادي وتقني".
وتفيد هذه النظرية بأن الطائرة توجّهت بعد ذلك إلى كازاخستان حيث تحطّمت.
ووردت معلومات مماثلة في صحيفة "ذي نيويورك تايمز" الأميركية وقناة "يورونيوز" ووكالة الأناضول التركية الرسمية.
ويوم أمس الخميس، قال مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته إن المؤشّرات الأولية تدفع إلى الظنّ أن منظومة دفاعية روسية مضادة للطائرات ضربت الطائرة.
فرضية تورط روسيا
كما تطرّق خبراء دوليين، وفي مجال الطيران، إلى فرضية الصاروخ الروسي، بالاستناد خصوصاً إلى الثقوب الجليّة على هيكل الطائرة.
وقال المدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليلات في مجال أمن الطيران المدني في فرنسا، جان-بول تروادك في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية، إن "الآثار التي نعاينها على الطائرة تدفع إلى الظنّ أنه من المرجّح إلى حدّ ما" أن تكون أسقطت بواسطة صاروخ.
وأشار المدوّن والخبير العسكري الروسي، يوري بودولياكا، في حسابه على "تلغرام" إلى أن هذه الآثار، هي مشابهة لتلك التي قد تكون ناجمة عن "منظومة صواريخ مضادة للطائرات".
ودعت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الجمعة، إلى محاسبة روسيا على حادثة تحطّم الطائرة التي أسفرت عن سقوط 38 قتيلا.
أوكرانيا: لمحاسبة موسكو
وكتب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "ينبغي محاسبة روسيا على إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية. التعازي لذوي الضحايا".
في المقابل، رفض الكرملين التعليق على الحادثة، قبل انتهاء التحقيق. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "التحقيق جار. نرى أنه لا يحق لنا التعليق قبل صدور نتائج التحقيق". فيما أكد رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان ماولين أشيمباييف أنه "من غير الممكن" بعد تحديد سبب هذه الكارثة.
يادروف يرمي التهمة على أوكرانيا
من جهته، قال رئيس هيئة الطيران المدني الروسية، دميتري يادروف، اليوم الجمعة، إن "المسيّرات العسكرية الأوكرانية كانت تشنّ هجمات إرهابية على المنشآت المدنية"، في وقت وقوع حادثة التحطم، مشيراً إلى أن الطائرة حاولت مرتين الهبوط في مطار عاصمة جمهورية الشيشان، قبل أن تتوجه نحو كازاخستان.
وأوضح يادروف أن الوضع في غروزني خلال ساعات تحطم الطائرة الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية كان صعباً للغاية، حيث أعلن عن نظام "كافيور" لإغلاق الأجواء أمام الرحلات من وإلى مطار غروزني بسبب الهجمات التي شنتها الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وقبلها أعلن يادروف أن روسيا أبلغت كازاخستان وأذربيجان على الفور باستعدادها للمساعدة في التحقيق في كارثة تحطم طائرة الركاب بالقرب من مدينة أكتاو.
يذكر أن الطائرة الأذربيجانية التي تحطمت، وهي من طراز "امبريير 190" كانت تقوم برحلة بين العاصمة الأذربيجانية باكو وغروزني، وعلى متنها 67 راكبا. وهي تحطّمت في ظروف ما زالت غامضة واشتعلت النيران فيها بالقرب من أكتاو المطلّة على بحر قزوين، في غرب كازاخستان، بعيدا عن مسارها الأصلي، في حادثة أودت بحياة 38 شخصا، بحسب سلطات هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى.