حظيت قضية هروب "رجال الأسد" إلى لبنان بعد سقوط النظام باهتمامٍ قضائيّ وأمنيّ. وفي كل مرة تُكشف تفاصيل جديدة حول هروب عائلة الأسد، يتضح أنهم استخدموا كل السبل للدخول إلى لبنان، عن طريق استخدام جوازات السفر المزورة والأسماء الوهميّة إضافة إلى دفع مبالغ مالية مرتفعة وغيرها. صباح اليوم الجمعة، 27 كانون الأول، أوقف الأمن العام زوجة وإبنة دريد الأسد (الطفلة رشا)، وهو ابن رفعت الأسد، في مطار رفيق الحريري الدوليّ، بسبب حيازتهما على جوازات سفر مزورة.
ليلة سقوط النظام السوريّ، عمّت الفوضى في عائلة الأسد، حاولوا الهروب بشتى الطرق للخروج من سوريا. دخلت مجموعة منهم إلى لبنان، للسفر إلى بلد آخر عبر مطار رفيق الحريريّ الدوليّ. وحسب مصادر قضائيّة لـ"المدن" دخلت زوجة وإبنة دريد الأسد إلى لبنان ليلة سقوط النظام بصورة غير شرعيّة، أي عبر المعابر غير الشرعية بالتعاون مع أحد السماسرة، مقابل دفع مبالغ مالية باهظة تتخطى الـ100 ألف دولار أميركي للشخص الواحد، لكن جوازات سفرهما السوريّة كانت منتهية الصلاحيّة، فقاما بتزوير الصفحة الرئيسيّة المُدون عليها صلاحية جواز السفر، وتوجها نحو مطار رفيق الحريري للسفر إلى القاهرة.
استخدام المزوروتوضح مصادر أمنية لـ"المدن" إلى أن جهاز الأمن العام كشف تزوير جوازات السفر، فتواصل مع النيابة العامة في جبل لبنان، وأعطى القاضي رائد أبو شقرا إشارة قضائية بتوقيفهما ومنعهما من السفر.
وتضيف مصادر قضائية لـ"المدن" إلى أن أسباب تزوير جوازات السفر تعود لحالة الارتباك التي سيطرت على عائلة الأسد ليلة سقوط النظام، فلم يتمكنا من تجديد جوازات سفرهما للخروج من سوريا، ولضيق الوقت لجأت العائلة إلى تزوير الصفحة الرئيسية من جوازات السفر بهدف الهروب من سوريا والسفر عبر مطار بيروت، وعلى هذا الأساس ألقي القبض عليهما داخل المطار. وتؤكد المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل حاليًا على سحب النشرة الخاصة بهما، لمعرفة إن كان هناك أي ملاحقة قضائية بحقهما. وأفادت المصادر إلى أنها لن تخلي سبيلهما، فقد ألقي القبض عليهما بتهمة تزوير جواز سفر أجنبيّ (وهي جناية استعمال المزور).87 ألف دخلوا تسللاًشكلت قضية هروب "رجال الأسد" إلى لبنان حالة ارباك لدى الدولة اللبنانيّة التي حاولت لأيام نفي وجود أي من عائلة الأسد في لبنان وأي من النظام السوريّ حتى، إلا أن المعطيات التي ظهرت تباعًا أكدت أن رجال الأسد (أي أفراد من عائلته، ومن الجيش السوريّ) دخلوا إلى لبنان بعدة طرق، وبعضهم عبر الحدود بالتعاون مع أحد الأجهزة الأمنية، واستقر بعضهم في فنادق في بيروت، والبعض الآخر سافروا إلى بلدان أخرى بطرق شرعيّة لأنهم ليسوا مطلوبين للقضاء اللبنانيّ، وهناك قسم آخر توجهوا نحو عكار وتواروا عن الأنظار. وحسب معلومات أمنية لـ"المدن" ليلة سقوط النظام السوريّ، دخل إلى لبنان 87 ألف سوريّ عبر المعابر غير الشرعيّة، وتوزعوا في لبنان، وآنذاك لم تتمكن الأجهزة الأمنية من تحديد شخصيات وأسماء كل من دخل إلى لبنان بصورة غير شرعيّة، إلا أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض بعد أيام على ضباط من الجيش السوريّ وتحديدًا الفرقة الرابعة، وعلى مجموعات تابعة للنظام السوريّ. وحسب معلومات "المدن" فإن رفعت الأسد كان دخل إلى لبنان بعد سقوط النظام، وغادر يوم أمس الخميس، 27 كانون الأول لبنان عبر مطار رفيق الحريريّ الدوليّ.