يتصدر المشهد الجنوبي مجدداً الأحداث في لبنان، بإستمرار إسرائيل خرقها المتواصل لاتفاق وقف اطلاق النار على لبنان. وبعد توغل قوات إسرائيلية بالأمس في قرى حدودية واضطرار السكان للنزوح عنها وسط الحديث عن مخطط للجيش الإسرائيلي يسعى من خلاله للبقاء في جنوبي لبنان بعد فترة الـ60 يوما، نفى مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، ما يتم تداوله عن تبلغ لبنان بالوساطة عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب بعد الهدنة. يأتي ذلك توازياً مع استهداف الطيران الإسرائيلي صباحاً 3 مواقع في جرود قوسايا في قضاء زحلة، وزعم الجيش الإسرائيلي أنّ مقاتلاته أغارت على بنى تحتية في معبر جنتا الحدودي بين لبنان وسوريا.
وبينما يلتزم حزب الله بقرار وقف اطلاق النار وسط خروقات إسرائيلية متواصلة، كانت صحيفة "هآرتس" العبرية نشرت تقريراً خطيراً تناول الحديث عن احتمالية بقاء إسرائيل في لبنان بعد فترة الستين يوماً. ونقلت عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أنه يعتزم البقاء بعد انقضاء فترة الشهرين "إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته المضمنة في الاتفاق ببسط سيطرته على كامل الجنوب".نفي ميقاتيوتزامن التقرير الإسرائيلي مع معطيات محلية تفيد بأنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان مطلع العام المقبل، وسيبحث في احتمالية التمديد لشهرين اضافيين لمهلة الستين يوماً، وهو ما استدعى مكتب ميقاتي للرد بالنفي على ما يتم التداول به. وصدر بيان عن ميقاتي يؤكد أنّ "هذا الكلام عير صحيح على الاطلاق، والموقف الثابت الذي أبلغه ميقاتي إلى جميع المعنيين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف اطلاق النار، ينصَّ على ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها، ووقف خروقاته وأعماله العدائية".اللجنة الخماسيةوتابع البيان بأنّ "هذا الموقف كرره ميقاتي أمس خلال الاتصالات الديبلوماسية والعسكرية المكثفة التي أجراها من أجل انسحاب العدو من القنطرة وعدشيت والقصير ووادي الحجير في الجنوب"، كما أنّ ميقاتي أبلغ هذا الموقف إلى ممثلي واشنطن وباريس في اللجنة الأمنية الخماسية لوقف النار، خلال الاجتماع في السرايا الثلاثاء المنصرم وطالب بوجوب الالتزام الاسرائيلي الكامل بالانسحاب، مشدداً على أن الجيش الذي يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، باشر تعزيز وجوده في الجنوب طبقاً للتفاهم.
وبحسب البيان "فإنَّ المواقف الإعلامية والمزايدات المجانية في هذا المجال لا تُجدي نفعاً، فالحكومة لم تقصّر في متابعة هذا الملف على كل الصعد السياسية والديبلوماسية والأمنية والاجتماعية منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي، وهي وجدت نفسها أمام واقع لا تتحمّل مسؤوليته ولكنها، وحرصا منها على المصلحة الوطنية، تقوم بواجبها بكل عزم ومثابرة من دون التوقف عند الاتهامات والمزايدات التي لا طائل منها".خروقات إسرائيليةومستمرًا في خرق اتفاق وقف النار، شنّ الطيران الإسرائيلي صباحاً غارة على مرتفعات قوسايا في قضاء زحلة، وسط تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي.
وبحسب التفاصيل فانّ الغارة استهدفت 3 مواقع في جرود قوسايا في البقاع. ولا يزال الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق على علو منخفض فوق البقاع. وتعليقاً كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة "اكس" أنّ الطيران الإسرائيلي أغار على بنى تحتية في معبر جنتا على الحدود السورية اللبنانية و"الذي تم استخدامها لنقل وسائل قتالية عبر سوريا إلى حزب الله الارهابي". وتابع: "تأتي هذه الغارات في إطار الجهود الهادفة لضرب نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان وعرقلة جهود حزب الله اعمار محاور نقل الأسلحة. سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل وفق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار".إنسحاب إسرائيليوكذلك قصفت القوات الاسرائيلية اطراف بلدة عيتا الشعب بعدد من القذائف. وكانت القوات الإسرائيلية نفذت مساء أمس عمليتي نسف متزامنتين للمنازل، الأولى في بلدة يارون - قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط، والثانية في بلدة كفركلا - قضاء مرجعيون في القطاع الشرقي، وصلت ارتجاجاتهما إلى مناطق الجنوب بمعظمها.
وكانت القوات الإسرائيلية التي توغلت في القنطرة ووادي الحجير انسحبت من المناطق التي توغلت فيها، حسبما أكد بيان صادر عن قيادة الجيش امس. وجاء في بيان الجيش "بعد سلسلة اتصالات أجرتها اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism)، انسحبت هذه القوات من مناطق في البقعة المذكورة، فيما عمل الجيش على إزالة سواتر ترابية كانت قد أقامتها لإغلاق إحدى الطرق في وادي الحجير، وأعاد فتح الطريق".