بين انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من مقبل العام الجديد، وأعتاب جنوبٍ يُجرَف كما عشب الحديقة يُحرَق كما جدران روما، تقف الخماسيتان الديبلوماسية الأقدم وتلك الأجَّد المعنية بوقف إطلاق النار عاجزتان امام ثنائية مشهد: داخل سياسي غليظ الفكر سطحي المنطق متعنت يرتكب خطيئة تلو اخرى، وكيان مغتصب لا يرتدع يعيث في الحواضِرِ دمارآ… ثم أنى لكليهما فلاحآ طالما قطب الكوكب يمارس إزدواجية محسوبة تراوحآ بين إحباط وإكتساب، اما لعجزٍ مموه عن فرض حلول وتفكيك عقد، وإما بالرضى المعيوب على خلفية تغرير خُزَعبَل..
ثُمَ أن بازار المُرشحين من مكشوف ومستور مُلَغَمٌ بشروط وتعهدات ما جعل سُدَة الرئاسة دون إساءة من صنف “ذوي الاحتياجات الخاصة” عقلآ وبصيرة.. اما الموعد المضروب للعملية القيصرية فغير مضمون نتائج، طالما اعراض الإجهاض التلقائي متوفرة لدى كلا المحورين القابضين على عنق الوطن ورقاب الناس.. حيث عبارة أنه “لن يتمَّ الكشف عن اسم مرشح التسوية الرئاسية إلا قبل أيامٍ قليلة من انتخابه أو خلال الجلسة الانتخابية” قاسم مشترك من صنف المراوغة الأرذَل ..!
اما الحال السورية فلها بعد ظَفَر اسقاط النظام، مرارة خشية سيطرة او تصارع مجموعات متنوعة من سلفية وجهادية، يحاول (الجولاني) المُجَدد فكرآ وأداءً لملمةً واستيعابآ، سعي تغليب عودة مؤسسات الدولة الى دورها الاساس والتزامآ بالنظم الاجتماعية والديمقراطية مع توازن في اداء السلطة السياسية والعلاقات الدولية، هو الآن تحت مجهر دولي وشعبي مطالب بدولة مدنية علمانية. تزامنآ اتت الانعكاسات من الحَيز المحيط المؤثِر سلبية دفعت الشرائح السياسية العضوية المحلية من ممانعة ومعارضة تسعى “لكورتاج” إستئصال فريقٍ بما يضمن فوزآ لأول وانهزامآ لثانٍ، تؤكد غُربةً عن مصالحة وطنية تكرس نأيآ عن لهيب تغيرات اقليمية، ترسم خارطة بناء دولة جديدة باتت على المقصلة اشلاءً..!
سياقآ؛ تقلص الاهتمام الدولي بالواقع اللبناني الى حد ما ليقارب خطورة اللا اكتراث لولا قرار اممي مُرقم 1701 حاجة ضمان امن عدو بالتوازي مع ترسيخ معادلة داخلية صنف “مسمار جحا” قد تودي لفتنة ان لم تتدارك. اذ ان غرفة العناية اصبحت دمشقية لأهمية واقع سوريا الجيوبوليتيكي تحديدآ، فما يرسم على ارضها أٰ تقسيمآ يكون ام وحدةً تُحفَظ ستكون تردداته نوعيةً حتمية على لبنان شاء مسؤوليه أم أبوا..!
تاليآ، في عود على بدء بعد عقدٍ ونيف، قد تبدو زيارة زعيم المختارة مع الوفد المرافق الى دمشق للقاء رئيس الادارة العسكرية الجديدة باب حرص على طائفة وحماية موقعها التاريخي الوجودي ما يضمن تفاعلآ بالمباشر السَوي، لكنها بالنضج السياسي دون انتقاص من بروتوكول العلاقات الدولية مُفترض ان تكون بعد تظهير الصور السالِبَّة (النيجاتيف) نموذجآ يحتذى لضرورة تنسيق على المستوى الرسمي بين بلدين جارين في المجالات كافة، عودة الى الاصول الطبيعية للعلاقات ضمن نديةٍ تفرز صفحة جديدة اساسها تاريخ مشترك، مسارها ديمومة ارتياح وجهد تعاون متميز ..
أخيرآ، بالعودة الى الانتخابات الرئاسية، وتقدم “حظوظ” قائد الجيش العماد جوزيف عون، الكلمة مستنكرة والقضية ليست “لعبة حظ” ومن المعيب ان تكون. ثم ان الاجماع الشعبي والوطني على اهمية المؤسسة العسكرية في دورها الضامن بقاء الوطن وكينونته أمنآ وزودآ عن حياض مقدس، شبه استفتاء يولي قائدها رأس الجمهورية. ما يعني ان المطلوب لزومآ جرأة موقف نيابي واضح إختصارآ لا بل إعراضآ عن تجاذب، بعيدآ عن شانتاج او بوانتاج كما فتاوى تشريع، فقط ترجمة متجردة من حسابات مصلحية ضيقة تلبي اكثرية شعبية بإمتياز، خاصةً ان المرحلة تستوجب رجلآ من هذا الصنف قياسآ.. فَليكن القائد رئيس الضرورة والمرحلة..؟؟
الكاتب: العميد منذر الأيوبي
عميد متقاعد كاتب وباحث سياسي
موقع سفير الشمال الإلكتروني