تمكنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، من قتل شجاع العلي، متزعم أحد المجموعات التابعة للفرقة الرابعة في ريف حمص الغربي، والمسؤول عن مئات عمليات الخطف وطلب الفدية، على زمن نظام الأسد المخلوع. ويعدّ العلي "عراب" عمليات الخطف والقتل والاغتصاب التي كانت تجري على الحدود مع لبنان، بدعم من رؤساء الأفرع الأمنية على عهد الأسد.
كيف قتل العلي؟أتى مقتل العلي بعد اشتباكات عنيفة خاضتها "إدارة العمليات" وجهاز الأمن العام في وزارة الداخلية السورية، دامت لساعات، في قرية بلقسة في ريف حمص الغربي، معه ومع عشرات آخرين من الموالين له ولنظام الأسد المخلوع والأفرع الأمنية والفرقة الرابعة سابقاً.وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن عناصر الأمن العام والإدارة حاصروا العلي في بناء داخل القرية، وطلبوا منه الاستسلام مع مجموعته، لكنهم رفضوا، ما دفع بالمهاجمين إلى اقتحام المبنى وقتلهم. كما ظهرت جثته بصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.وأشارت المصادر إلى أن عناصر وزارة الداخلية والإدارة العسكرية، يخوضون اشتباكات مماثلة في ريف حمص الشمالي الغربي، مع مجموعات أخرى كتلك التي يتزعمها العلي، لا سيما في قرية القبو.وكان آخر ظهور للعلي أمس الأربعاء، حيث ظهر وهو يحرض المتظاهرين في حمص على حرق مساجد الطائفة السنية، بعد تسجيل مصور انتشر لحرق مقام ديني يخص الطائفة العلوية في مدينة حلب، قبل أن يتبين أنه تسجيل قديم يعود للأيام الأولى من دخول الفصائل للمدينة، وناتج عن عمليات اشتباكات جرت حينها مع عناصر من قوات النظام داخل المقام، ولم يكن متعمداً.أخطر المجرمينوقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الاشتباكات في بلقسة أدت لمقتل عنصرين وإصابة 10 آخرين من قوات إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية، مشيرةً إلى أن الاشتباكات أتت بعد هجوم "مجموعات خارجة عن القانون تتبع لميلشيات الأسد".ويعتبر العلي واحداً من أخطر متزعمي الميلشيات التابعة للفرقة الرابعة والأمن العسكري في محافظة حمص، كما سبق له أن قاد ميلشيا "الدفاع الوطني" في المحافظة. وينحدر من قرية حوش زبالة المتاخمة لقرية جبورين في ريف حمص الشمالي.وتحول العلي بعد بسط النظام المخلوع سيطرته على جزء كبير من الأراضي السورية في العام 2018، من عمليات القتال ضد الفصائل المعارضة، إلى عمليات خطف السوريين لاسيما القادمين والداخلين عبر الحدود مع لبنان، ثم يطلب فدية مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم، بعد أن يبتز ذويهم بمقاطع مصورة تظهر قيام رجاله بتعذيبهم بشتى أنواع الأساليب الوحشية، ضمنها اغتصاب النساء.وزاد العلي خلال السنوات الأربع الأخيرة ما قبل سقوط النظام، من عمليات الخطف، بدعم كبير من رؤساء الأفرع الأمنية في حمص وطرطوس، حيث كان هؤلاء يتقاسمون معه الأموال التي يجنيها من الابتزاز والخطف، ووصل الحد بمجموعاته إلى قطع طريق دمشق- بيروت بالقرب من جسر تلبيسة، من أجل خطف اشخاص بشكل عشوائي، من دون أي رادع.