أعلنت إدارة العمليات العسكرية تعيين مؤسس جهاز الأمن العام في "حكومة الإنقاذ"، أنس حسن خطاب، الملقب بـ"أبو أحمد حدود"، رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة في سوريا. ويوصف خطاب بأنه رجل الظل في تحرير الشام، والمتحكم الأول بخيوطها للشؤون والسياسة الأمنية.
أتى الإعلان بالتزامن مع ظهور خطاب ضمن اجتماع جمع اليوم الخميس، القائد العام للإدارة السياسية في سوريا، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، مع رئيس جهاز الاستخبارات العراقي حميد الشاطري، بحضور وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني.من هو خطاب؟وينحدر خطاب من مدينة جيرود في ريف دمشق الشمالي، من منطقة القلمون الغربي، وأرسله النظام السوري المخلوع في العام 2003، إلى العراق، لمّا كان ضابطاً في الأمن العسكري، لتبدأ من هناك حكاية خطاب مع التنظيمات السلفية، بانضمامه إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق"، بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين.وتشير التقارير إلى أن العلاقة الوثيقة بين خطاب والشرع، نشأت عندما كان الاثنان منضويان في التنظيم نفسه في العراق، قبل بدء الثورة السورية في العام 2011، وتشكيل الشرع لتنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام"، الذي انخرط في المعارك ضد قوات النظام السوري في العام 2012 بشكل رسمي.وتقول التقارير إن لقب أبو أحمد حدود، يعود إلى توليه "أمير الحدود" لدى "الدولة الإسلامية في العراق"، قبل أن ينضم للشرع في "النصرة". وكان خطاب قد نجا من محاولة اغتياله والقبض عليه عدة مرات من قبل القوات الأميركية، أشهرها محاولة إنزال حصلت في منطقة البوكمال، في ريف ديرالزور الشرقي، في العام 2014.وأصبح في العام 2014، الأمير الإداري في "النصرة"، وأدرج في العام ذاته على لوائح الإرهاب لارتباطه بتنظيم القاعدة، كما ينص تقرير لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي. ويشير التقرير إلى أن خطاب كان يجري اتصالات بشكل دوري مع قيادة تنظيم القاعدة في العراق، لتلقي المساعدات المالية والمادية، ما ساعد على تيسير التمويل والأسلحة لجبهة النصرة. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجته على لوائح الإرهاب في العام 2012.تاريخه في تحرير الشامولخطاب اسم ذائع وسيء الصيت فيما يتعلق بالأمور الأمنية في مناطق سيطرة تحرير الشام في منطقة إدلب وما حولها، وذلك لمسؤوليته عن تشكيل وإدارة "جهاز الأمن العام" في "حكومة الإنقاذ" هناك، وسجن "العقاب" الذي ضم داخل جدرانه جميع معارضي الشرع اللدودين والمناهضين لسياساته، بما في ذلك من يُعرفون بـ"الصقور" في تحرير الشام، بينهم "أبو مالك التلي".كما كان لخطاب الفضل الأول في إنهاء "ملف العمالة" الشهير، والذي بدأ بالظهور للعلن في حزيزان/يونيو 2023، وتم إنهاؤه بعد نحو 8 أشهر.وكان "ملف العمالة" أبرز تهديد واجه حكم الشرع لتحرير الشام، إذ اعتقل الأمن العام الذي كان يديره خطاب حينها، عشرات القياديين، أبرزهم رفيق درب الشرع، أبو ماريا القحطاني، والذي قُتل بتفجير داخل مضافته، بعد أيام من خروجه من السجن وتبرئته من التهمة.كما انشق على إثر المجريات التي أعقبت اعتقال قياديين في الهيئة، عدة أشخاص، كان أبرزهم "أبو أحمد زكور" مدير الملف المالي لتحرير الشام، والرجل المقرب جداً من الشرع، لكنه كان والقحطاني في تيار مناهض ومنافس للتيار الذي كان يقوده خطاب داخل الهيئة.وتؤكد التقارير إن خطاب وتياره داخل الهيئة، انتصروا على التيار الذي كان يقوده زكور والقحطاني، بقتل واحد، وإبعاد الآخر، بعد أن كان الاثنان وشخصيات أخرى مثل أبو مالك التلي، يحاولون الظفر والهيمنة على تحرير الشام، بإبعاد خطاب وتياره، لكنهم فشلوا. وذلك، ما كان ليتحقق لولا أن الشرع انحاز وفضّل خطاب وتياره لثقته الكبيرة به.ويوصف خطاب بأنه مهندس التواصل والتنسيق مع الولايات المتحدة، بما يخص اغتيال واعتقال قياديين في تنظيمات متشددة من "جند الأقصى" و"حراس الدين" و"داعش"، كما زج خطاب في سجن العقاب عدداً كبيراً من هؤلاء، ومنهم من لم يفرج عنهم، بسبب معارضتهم لسياسات تحرير الشام في إدلب.ويصف بعض المحللين "تحرير الشام" بأنها الشريك الأميركي الصامت أو المخفي في مكافحة "داعش"، بينما قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي الشريك المُعلن.