قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن هناك من يرغب بتقسيم سوريا، وموسكو لن تسمح بذللك، مضيفاً أن على إسرائيل تحمل مسؤولياتها وألا تبني أمنها على حساب أمن الآخرين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده لافروف اليوم الخميس، مع ممثلي وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، عرض فيه مواقف روسيا تجاه القضايا الساخنة على مختلف الأصعدة، ضمنها سوريا.
التواصل مع الإدارة الجديدة
وقال لافروف إن السفارة الروسية تعمل في دمشق بشكل طبيعي مثل بقية السفارات، مضيفاً أن موسكو لم تسحب الدبلوماسيين الروس، وتتواصل مع السلطات الجديدة في سوريا، وتناقش معها قضايا عملية مثل تأمين المواطنين الروس وعمل السفارة.
وأكد لافروف أن موسكو مهتمة بالحوار مع السلطة الجديدة حول كافة القضايا الأخرى المتعلقة بالعلاقات الثنائية، مشدداً على دعم بلاده تصريحات القائد العام للإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع، والتي قال فيها إن العلاقة بين روسيا وسوريا قديمة واستراتيجية.
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تتواصل ومستمرة بذلك مع جميع القوى السياسية في سوريا، حتى ما قبل سقوط نظام الأسد.
ووصف سوريا بـ"الدولة الصديقة"، وقال إن روسيا "ساهمت في تخلصها من التبعية الاستعمارية وإعداد عشرات الآلاف من الكوادر السورية". وأضاف أنه "في روسيا خمسة آلاف سوري يدرسون، وسوف نستمر على هذا النهج، ومستعدون لاستئناف العمل مع القادة الجدد بعد أن يتم تشكيل هيكل السلطة".
التعاون الروسي
وأعرب عن تفهم روسيا بأن هذه المرحلة انتقالية في سوريا، مؤكداً استعداد روسيا للتعاون في التحضير للانتخابات في البلاد ضمن العملية الشاملة بموافقة جميع الأطراف، وذلك في إطار مجلس الأمن وصيغة "أستانة" وبالتعاون مع الدول العربية.
وأوضح أن روسيا تتواصل مع المملكة العربية السعودية والعراق والأردن ومصر وقطر والإمارات والبحرين ولبنان، مؤكداً أن "الجميع مهتمون بأن لا تكرر سوريا مسار الدولة الليبية بعد أن قام الناتو بتدمير هذا البلد، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى أي نتائج".
روسيا ترفض التقسيم
وقال لافروف إن هناك من يريد تقسيم سوريا، وروسيا لن تسمح بذلك، معرباً عن تفهمه مخاوف تركيا الأمنية على لحدود مع سوريا، معتبراً أن المصالح الأمنية المشروعة لتركيا يجب ضمانها بطريقة تحافظ فيها سوريا على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها.
وأوضح أن موسكو سمحت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص الأمن مع سوريا، والأعمال التي سببت فوضى من قبل، مضيفاً أن النظر يجب أن يوجه إلى شرق سوريا، "حيث احتل الأميركيون منابع النفط والأراضي الخصبة، ويتم استخراج الموارد وتصديرها ودعم التنظيمات التي تسعى للانفصال".
وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، قال الوزير لافروف: "هناك من يرغب في تقسيم سوريا، ويجب أن تستوعب إسرائيل مسؤولياتها وألا تحافظ على أمنها خصماً مع أمن الآخرين. يجب ألا يتم التعويل على أن تدمير المواقع العسكرية للجيران، يمكن أن يحافظ على الأمن. هم بذلك يزرعون المزيد من التوتر والقلاقل".
وقبل أسبوع، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الجماعات التي حاربت الجيش السوري، تغيّرت"، في إشارة للفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، مضيفاً أن بلاده ستفكر في بقاء قواعدها، و"سنقرر ما إذا كنا سنبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على الحكم في سوريا. هذا يتطلب البحث من الطرفين عن أرضية مشتركة".
وكان بوتين قد منح الرئيس المخلوع بشار الأسد وعائلته، حق اللجوء في روسيا "لأسباب إنسانية"، بعد الإطاحة بنظامه في 8 كانون الأول/ديسمبر، حيث فرّ الأسد إلى قاعدة حميميم، ثم إلى روسيا، بمساعدة وتنسيق من المخابرات الروسية.