تفاقمت المخاوف الرسمية عسكرياً وديبلوماسياً من مضيّ إسرائيل، في ما يبدو، في خطة مضمرة لإطالة أمد احتلال قواتها لمناطق في الجنوب اللبناني حتى بعد انتهاء مهلة الستين يوماً المحددة في اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، إذ إن إسرائيل بدت كأنها ضربت عرض الحائط كل الجهود التي بذلها لبنان لتسريع إنهاء احتلالها مناطق جنوبية، وكذلك لجعلها تلتزم وقف الانتهاكات لاتفاق وقف النار.
أعلنت قيادة الجيش اللبناني اليوم الخميس أن “العدو الإسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتّفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية”.
وقالت، في بيان: “توغّلت قوّات تابعة للعدو الإسرائيلي في نقاط عدّة في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير – الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق”.
وأضافت: “تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار”.
واليوم، توغلت آليات الجيش الإسرائيلي عبر منطقة وادي الحجير في جنوب لبنان، وسط عمليات تمشيط واسعة.
المنطقة هذه عُرفت بـ”مقبرة الميركافا” في حرب تموز (يوليو) عام 2006، بعد أن دمّر “حزب الله” عشرات الدبابات فيها.
وفي التفاصيل، أفيد بأن القوات الإسرائيلية تقدّمت من مشروع الطيبة باتجاه بلدتي عدشيت القصير والقنطرة، وصولاً إلى وادي الحجير في وقت مبكر من صباح اليوم.
وأقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير بدءاً من مركزه عند جسر قعقعية الجسر .
وطلبت بلدية مجدل سلم عدم سلوك طريق السلوقي – وادي الحجير بسبب الظروف الأمنية المستجدة بما فيها المتفرعات من بلدة قبريخا.
وافيد أيضاً عن نزوح أهالي القنطرة وعدشيت القصير في اتجاه الغندورية بعد التوغل الإسرائيلي.
ولاحقاً، ذكرت الوكالة الوطنية أن قوة من الجيش اللبناني دخلت برفقة سيارة إسعاف إلى بلدة القنطرة.
بدورها، اعتبرت قوّات اليونيفيل أن التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية بجنوب لبنان يشكّل انتهاكاً للقرار 1701.
وقالت، في بيان: “نحث الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدّد ونشر الجيش اللبناني والتنفيذ الكامل للقرار 1701”.
الخرق الإسرائيلي هذا أعقب سلسلة خروق كانت آخرها غارة جوية في العمق اللبناني في أخطر انتهاك للاتفاق. إذ شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على منزل من طابقين في سهل طاريا في قضاء بعلبك.
ويُذكر أن هذه الغارة هي الأولى التي تستهدف منطقة البقاع اللبناني منذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ.
كذلك مضى الجيش الإسرائيلي في تحدّي الإلتزامات التي يفرضها الاتفاق، فقام بخطوة استفزازية تمثلت برفع أعلام إسرائيلية على مركز للجيش اللبناني في تلة العويضة.