أعلنت المؤسّسة الوطنيّة للنفط في ليبيا أنّ متوسّط إنتاجها ارتفع خلال هذه السنة إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو ما تخطّى المعدّل المستهدف أساسًا من قبل المؤسّسة. وأشارت المؤسّسة إلى أنّ هذه الأرقام تمثّل أعلى "قراءة سجّلتها معدلات الإنتاج المحلّي منذ العام 2013"، أي منذ نحو 11 سنة. ومن المعلوم أن إنتاج النفط الليبي تعرّض لخضّات متعدّدة منذ العام 2014، بالتوازي مع انقسام السلطات الدستوريّة ما بين شرق البلاد وغربها. وحصلت آخر هذه الخضّات خلال وقت سابق من هذا العام، على خلفيّة خلافات حول قيادة البنك المركزي الليبي، الذي يملك صلاحيّة تحصيل عائدات تصدير النفط الخام. ولم تتمكن البلاد من التعافي من أزمة وقف إنتاج النفط إلّا بعد تسوية الخلاف حول قيادة المصرف المركزي.وكانت وكالة "رويترز" قد أشارت في وقت سابق من هذا الشهر إلى أنّ تعافي الإنتاج النفطي في ليبيا ساهم في رفع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" خلال شهري تشرين الأوّل وتشرين الثاني الماضيين. وخلال شهر تشرين الثاني الماضي على وجه التحديد، ارتفع معدّل إنتاج دول "أوبك" بواقع 180 ألف برميل، فيما سجّلت ليبيا الزيادة الأكبر في إنتاج النفط من بين دول المنظمة.ولطالما أثّرت الاضطرابات العسكريّة والسياسيّة في ليبيا على توقّعات المستثمرين في أسواق النفط العالميّة، بالنظر إلى تداعياتها على إنتاج حقول البلاد النفطيّة. ويُشار إلى أنّ شركة النفط الوطنيّة الليبيّة تتجه إلى منح تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط واستخراجه، للمرّة الأولى منذ سقوط نظام القذّافي عام 2011، وهو ما يفترض أن يؤثّر بدوره على الإنتاج النفطي الإجمالي في البلاد.