شهر على اتفاق اعلان وقف اطلاق النار على لبنان، وإسرائيل لا تزال تمعن في استخدام لغة القوة والاعتداء، واليوم وفي خرق فاضح، قامت قوات من الجيش الإسرائيلي بالتقدم إلى بلدة القنطرة في قضاء مرجعيون وإلى وادي الحجير في جنوب لبنان، ما إضطر أهالي البلدة للنزوح إلى قرى مجاورة وتحديداً الغندورية وصريفا. فيما سُجل حادث آخر، بعدما قامت قوات من الجيش الإسرائيلي بخطف المواطن حسام فواز في وادي الحجير، وهو في طريقه إلى مركز عمله في اليونيفيل في عدشيت القصير. وأُفيد لاحقاً بأنّ قوات من اليونيفيل والصليب الأحمر اللبناني تسلما فواز وتم نقله بواسطة إسعاف تابعة للجيش اللبناني بعد اصابته في الرأس جراء طلق ناري من جنود إسرائيليين.
وفي التفاصيل، تقدمت آليات عسكرية إسرائيلية في القنطرة، وقاموا بنصب ساتر ترابي على الطريق العام، واخر عند طريق عدشيت ليتوجهوا لاحقاً نحو الوادي، في هدف القيام بعزل هذه المنطقة. وقامت القوات الإسرائيلية بعمليات تمشيط عقب هذا التوغل، وإثر تقدم الجيش الإسرائيلي بشكل مفاجئ باتجاه القنطرة، نزح أهالي البلدة إلى بلدة الغندورية.بيان الجيشوتعليقاً على الحادثة الأمنية الخطيرة، صدر عن قيادة الجيش بيان تحدث عن مواصلة الجيش الإسرائيلي تماديه في خرق اتفاق وقف اطلاق النار "والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية". وجاء في البيان "توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي بتاريخ 26 / 12 / 2024 في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير - الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".تحليق الطيرانوكان الجيش اللبناني أقفل الطريق المؤدي إلى وادي الحجير بدءًا من مركزه عند جسر قعقعية الجسر، فيما دبابات الميركافا الاسرائيلية تجول في الوادي بالتزامن مع تمشيط مكثف لأحراجه. ودعت بلدية مجدل سلم المواطنين إلى عدم سلوك طريق السلوقي الحجير نحو النبطية بما فيها المتفرعات من بلدة قبريخا بسبب الظروف الأمنية المستجدة.ولاحقا، توجهت دورية لقوات اليونيفيل إلى مفرق بلدة القنطرة حيث تتواجد القوة الإسرائيلية، وكذلك دخلت قوة من الجش برفقة سيارة اسعاف إلى بلدة القنطرة.يأتي ذلك فيما يُسجل تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير الاسرائيلي في أجواء القطاعين الأوسط والغربي، لا سيما فوق الناقورة جنوبا وحتى أجواء بنت حبيل وصولا لمنطقة طلوسة والقنطرة ووادي الحجير والسلوقي شرقا.بيان اليونيفيلمن جهتها، شددت قوات اليونيفيل على أنّ أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهشّ يجب أن تتوقف. وقالت في بيان "لقد أكدّ كل من إسرائيل ولبنان التزامهما بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفان مدعوان الى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثاً على النحو المتفق عليه في التفاهم".
وتستمر اليونيفيل في "حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام".
وأضاف البيان: "إن اليونيفيل تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب." وتابع: "إن البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، ويشمل ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، فضلاً عن احترام الخط الأزرق."
ولفت البيان إلى ان هناك قلقا إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701، وسوف يواصل جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد جميع الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها.