يؤكد ما يفعله الجيش الإسرائيلي من خروقات متواصلة على الحدود وتوغله اليوم في بلدة القنطرة، أهدافه غير المبطنة بإعادة بناء تقييماته على الحدود اللبنانية، في نية واضحة لاقامة مناطق عازلة مستفيداً من مهلة الستين يوماً لاعلان وقف اتفاق اطلاق النار. وهو ما بدأت وسائل اعلام إسرائيلية تتحدث عنه، ربطاً بامكانية عودة سكان الشمال إلى مستوطناتهم.
وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر بناء خط دفاعي في الشمال، وفق سيناريوهات مرجعية مشددة، "كدرس من هجوم حركة حماس في 7 تشرين 2023، وبالنظر "إلى مدى إجراءات حزب االله وخطط عمله التي كانت معروفة للجيش الإسرائيلي"، موضحة أنّ الأمر "لا يقتصر على إقامة حاجز أو جدار بين الأراضي اللبنانية ومستوطنات الشمال، بل سيتم إنشاء موقع عسكري أمام كل مستوطنة يكون دوره إنشاء خط دفاع بشري، وفي الوقت نفسه، سيكون لكل موقع استيطاني القدرة على مراقبة عمق المنطقة".صحيفة هآرتسأمّا الخطورة الأكبر، فتكمن في ما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير صدر عنها اليوم الخميس، إذ أشارت إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي يخطط لاحتمال البقاء في جنوبي لبنان بعد فترة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أنه يعتزم البقاء بعد انقضاء فترة الشهرين في 27 كانون الثاني المقبل "إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته المضمنة في الاتفاق ببسط سيطرته على كامل الجنوب". وأضافت المصادر للصحيفة أنه في هذه الحالة ستبقى القوات الإسرائيلية في المناطق التي تسيطر عليها حاليا حتى يكمل الجيش اللبناني انتشاره. وبحسب "هآرتس"، فإن الجيش الإسرائيلي متواجد حاليا في كل القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي.نقاط عسكريةوقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الجيش "باشر وضع البنية التحتية لإقامة نقاط عسكرية على طول الحدود الشمالية"، مشيرة إلى أن بعض النقاط ستقام في الجانب اللبناني من الحدود. ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي أنه خلال الـ30 يوماً الماضية قتل 44 عنصراً من حزب الله خرقوا وقف إطلاق النار، بحسب تعبيره، كما زعم بأنّه نفذ خلال هذه الفترة 25 هجوما على مواقع لبنانية، ورصد 120 خرقا للاتفاق من الجانب اللبناني.