سوريون يعيدون اكتشاف إدلب المنسية: أم الكل!
2024-12-26 12:25:45
في لحظة تاريخية فارقة، تحولت إدلب من منطقة شبه محاصرة تض ملايين السكان المهجرين من مختلف انحاء سوريا، إلى نقطة انطلاق عملية التحرير التي خلعت نظام الأسد وجعلته يهرب في ليلة غاب قمرها، لتستحق لقب "أم الكل"، بعدما ضمت ملايين النازحين الذين وصفهم نظام الأسد مراراً وتكراراً بالإرهابيين والجراثيم وحاول إبادتهم بسياسات الأرض المحروقة.
تبدو هذه الفكرة شديدة الوضوح في تدوينات السوريين في مواقع التواصل، حيث غدت إدلب محط أنظار عدد كبير من المدونين الذين عبروا عن مشاعر إيجابية حول المحافظة، كما زار مؤثرون سوريون المنطقة للمرة الأولى، بعدما كانت منطقة جغرافية محرمة، وبدا لافتاً كيف عبر السكان فيها عن مشاعر الحزن في ظل عمليات عودة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية، في تلاحم وطني لم يكن ممكناً، لو بقي بشار الأسد متربصاً بالسلطة في دمشق.
View this post on Instagram
A post shared by عامر شيخاني الزعيم (@ameersyhani1)
ومنذ الأيام الأولى لعمليات التحرير، تابع السوريون تحركات مقاتلي إدلب تجاه سكان المناطق التي يتم تحريرها، حيث ساد التخوف والقلق في البداية نظراً لحالة العزلة المفروضة على هذه البقعة المعارضة، ولاحظ الصحافي سهيل نظام الدين أن أداء المقاتلين كمحررين كان ممتازاً، خصوصا في ظل العزلة النسبية التي كانوا يعيشونها في إدلب و المحتوى الأيديولوجي لتدريبهم العسكري والانضباطي، والأهم هو القطيعة القسرية عن المدن اللي دخلوها والتي جرت فيها تطورات تكيفية مع وحشية النظام خلال السنوات السابقة. وفي هذا السياق، اعترف مدونون معارضون بمستوى جهلهم بما كان يدور داخل الجيب الأخير لقوى المعارضة خلال السنوات السابقة. وكتب معد البرامج التلفزيونية السابق فرحان مطر: "إدلب سامحينا، والله حقك علينا. كانت إدلب بما فيها، وخلال سنوات من عمر الثورة محاصرة بجهلنا عنها، لم نكن نعرف شيئاً مما يحدث فيها، سوى ما كنا نسمعه عنها من أعدائها". كما انتشرت تدوينة لمراسل قناة "الجزيرة" رياض الحسين تحدث فيها عن هذا الجهل قائلاً: "لا شيء يدعو للفخر والمباهاة في إدلب إلا الكرامة، وكل الخدمات الأخرى هي مجرد تفاصيل لشعبها الحر".وفيما عبر مهجرون احتوتهم إدلب بعد ترحيلهم بالباصات الخضراء من مدنهم الأصلية عن مشاعر امتنانهم لـ"الجميلة إدلب" التي "كانت الملجأ والمكان الآمن"، بث سكان إدلب الأصليون صوراً حزينة للمدينة وهي خالية من المارة، وهي لقطات تظهر حالة من الحزن تنتاب السكان الأصليين بعد شروع آلاف المهجرين بلملمة أنفسهم والتوجه جنوباً، وبهذا الواقع الجديد شبهوا إدلب بالمنزل الذي تزوج كل أبنائه وتفرقوا في منازل مختلفة.
#ادلب صار فيها متل #البيت يلي #تزوجوا ولادو وكل واحد راح على #بيته #ادلب_ام_الكل والله فضلك على راسنا
المدن