2025- 02 - 28   |   بحث في الموقع  
logo جدلية العلاقة ووقائع "الميدان": هل يفجّر الجيش سلاح المقاومة؟ logo الادعاء على المعتدين: سلبوا أموال "اليونيفيل" قبل حرق آلياتهم logo "منتدى المدينة"يناقش الأزمات: من 1701 إلى الإعمار والاقتصاد logo لبنان وسوريا: فك الحصار والعقوبات مشروط بـ"تسوية" مع إسرائيل logo جنوب سوريا: مؤامرة قديمة تستفيد من أخطاء جديدة logo ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى؟ logo عن تصريحات نتنياهو العدائية تجاه سوريا الجديدة logo حكومة سلام... وأسئلة ما بعد الثقة
أحداث الساحل السوري.. كيف أُحرق "مقام الخصيبي"؟
2024-12-26 11:55:43


استغل مناهضون لإدارة العمليات العسكرية في مناطق الساحل السوري وحمص، حادثة إحراق مقام ديني يخص الطائفة العلوية في مدينة حلب للخروج باحتجاجات حاشدة ضدها، وبدا من خلال الشعارات والهتافات التي أطلقها المحتجون أن الحادثة التي مضى على وقوعها شهر تقريباً ما هي إلا غطاء لتنفيذ أجندات معينة وتحقيق مصالح ومكاسب سياسية لصالح جهات وجماعات مرتبطة بالنظام السابق.
مقام العلويين في حلب
مقام الشيخ أبي عبد الله حسين بن حمدان الخصيبي، يُعرف في حلب باسم مقام "الشيخ يبرق"، ويقع بالقرب من ثكنة هنانو العسكرية في أطراف المدينة القديمة. وحال المقام قبل انطلاق الثورة السورية في العام 2011 لم يكن أفضل من باقي المقامات والأضرحة المنتشرة في حلب وغيرها من المدن السورية، أي لم يكن هناك اهتمام كبير بالمقام، ولم يكن يشهد زيارات منظمة من العلويين السوريين.
ويعتبر الشيخ الحسين بن حمدان الخصيبي المرجعية الأولى للعلويين في سوريا، ورائد المذهب ومؤسسه، وقد حملت كتبه منهج الطائفة العلوية. وعاش الخصيبي في القرن الثالث الهجري، معاصراً للخلافة العباسية، وينحدر من بلدة جنبلاء في العراق، وأنشأ مركزا دعويا في بغداد، ولكن العباسيين اعتقلوه، في عهد المستكفي، ولما دخل البويهيون بغداد أطلقوا سراحه، فغادر إلى حلب ليصبح في حماية سيف الدولة الحمداني. وهناك افتتح مركزاً لتخريج المبلغين والدعاة.
إيران خلف إنعاش رمزية المقام
وتقول مصادر في حلب لـ"المدن"، إن المقام جرى ترميمه تحت اشراف العميد في قوات النظام سابقاً، سهيل الحسن، في العام 2018، والذي زار المكان أكثر من مرة. وكان الحسن قد قاد العمليات العسكرية للنظام السابق والتي نتج عنها أواخر العام 2016 السيطرة الكاملة على مدينة حلب.
وتضيف المصادر أن "زيارة الحسن المتكررة ولدت اعتقاداً بأنه هو من دفع تكاليف ترميمه، لكن في الحقيقة إن عملية الترميم تمت بتمويل من هيئة مزارات آل البيت، التي تمولها إيران، وسبق للهيئة أن رممت مقام النقطة، في حي المشهد، بحلب".
وتؤكد المصادر أنه وعلى الرغم من وقوع المقام في منطقة اشتباكات بين المعارضة السورية والنظام السابق، في الفترة ما بين العامين 2012 و2016، الا أنه لم يتعرض لأضرار كبيرة، ولم تسجل أي حالة اعتداء، ولم تكن الناس أصلاً في حلب تعتقد أن للمقام رمزية دينية بالنسبة للعلويين.
وتضيف أن "بعض أهالي المنطقة كانوا يقولون إن المقام لشيخ سني، ويضم جثمان الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن محمود الرفاعي الأحمدي، المعروف بالشيخ يبرق. وهو بعرفهم، من الرجال الصالحين الذين عاشوا في حلب في القرن الخامس عشر للميلاد، وكان مقصوداً من الناس من أجل البركة والاستشفاء".
بدأت عمليات ترميم المقام بداية العام 2017، وأجريت توسعة كبيرة في محيطه، وبدا أن الطابع الذي اتخذته أعمال التوسعة والترميم تشبه إلى حد كبير طابع العمارة التي تبدو عليها معظم المقامات والمزارات والأضرحة، وبعد الانتهاء من أعمال الترميم في العام 2018، لم يعلن عن افتتاح المقام، بشكل رسمي، وكان الافتتاح الغير معلن بحضور قائد قوات النمر سابقاً سهيل الحسن، ومسؤولين إيرانيين وقادة في المليشيات.
ويرى الباحث في الشؤون الدينية، أحمد محمد أن الهدف من ترميم وتوسيع المقام، لم يكن لإعادة معلم أثري مدمر إلى الحياة، بل كان محاولة إيرانية لخلق رمز ديني تستغله في أوساط العلويين متى أرادت.
ويضيف لـ"المدن"، أن "ترميم المقام وتحويله من ضريح مهجور إلى مزار، كان يتماشى مع سياسات إيران طوال 13 سنة ماضية في سوريا، والتي هدفت إلى خلق بؤر توتر تستغلها وقت الحاجة، وقد بدا هذا واضحاً مؤخراً".
من أحرق المقام؟
بعدما دخلت فصائل إدارة العمليات العسكرية إلى حلب بداية الشهر الجاري، وصلت عمليات تمشيطها إلى ثكنة هنانو، التي تجاور مقام الخصيبي، في حي العرقوب.
وقالت مصادر عسكرية لـ"المدن"، إنه في اليوم الثاني لوصول مجموعات تتبع لإدارة العمليات إلى ثكنة هنانو، حاول بعض العناصر دخول المقام لأداء الصلاة، ظناً منهم بأنه مسجد أو جامع صغير، لكنهم أثناء دخولهم إلى المكان، تفاجؤوا بإطلاق نار كثيف نحوهم، وجرح اثنين على الأقل منهم، واستمرت الاشتباكات بعد وصول تعزيزات الى الموقع، ورفضت حامية المقام وهي مؤلفة من 5 عناصر على الأقل، تسليم أنفسهم ليقتلوا جميعاً فيما بعد خلال الاشتباكات.
وأكدت المصادر أن نشوب النيران في المقام لم يكن بشكل مقصود، بل حصل أثُناء الاشتباكات، لافتة إلى أن ما ساعد على توسع النيران، وجود محروقات كان يستخدمها العناصر للتدفئة في المكان. وأضافت أنه "لو كانت النية احراق المقام لجرت عمليات تدمير وتخريب واسعة، المقام ما يزال في وضع ممتاز ولم تجري أي عمليات تخريب او تدمير".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top