أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، إنهاء العملية العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها، والتي استمرت 48 ساعة وأسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين، فيما اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ومجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى، كما تم اقتحام "قبر يوسف"، حيث مارس المستوطنون طقوسهم التلمودية.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي، حول إنهاء عملية طولكرم، بعد حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات، وتدمير وتجريف، نفذها ليس في طولكرم وحدها، بل في قرى وبلدات عدة في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "قوات الأمن استكملت حملة لإحباط أنشطة إرهابية، في منطقة طولكرم"، مضيفاً أن تم خلالها "تصفية سبعة اشخاص، ومن ضمنهم قيادي في الشبكة الإرهابية في طولكرم".
وتابع أنه "خلال الحملة أغارت طائرة لسلاح الجو على عدة خلايا مسلحة. كما قضت القوات على مسلحين اثنين خلال اشتباك وجها لوجه، ودمرت عشرات العبوات الناسفة التي تم زرعها على الطرقات. كما اعتقلت عددا من المشتبه فيهم وصادرت وسائل قتالية."
وأضاف المتحدث العسكري "من بين المسلحين الذين تم القضاء عليهم قصي أمين إبراهيم عكاشة القيادي في الشبكة المسلحة في طولكرم الذي خلف المدعى طارق الدوش الذي قضي عليه الأسبوع الماضي في غارة جوية. كما قضي معه على جمعة سالم عبيد وعمران حارون".
مداهمات واعتقالات
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر وصباح اليوم الخميس، حملة مداهمات واقتحامات في مختلف المحافظات في الضفة الغربية، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين، فيما دارت اشتباكات في بعض المناطق خلال التصدي للقوات المقتحمة أسفرت عن إصابات بصفوف الفلسطينيين. واعتقلت قوات الاحتلال 13 فلسطينياً وصادرت مركبتين تعودان لأسيرين محررين، في بدة حلحول شمالي مدينة الخليل.
وأكدت المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، أن قوات الاحتلال، اعتقلت عدداً من الفلسطينيين، خلال المداهمات في الضفة، وتم تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة.
بن غفير في الأقصى
في غضون ذلك، اقتحم مستوطنون، يتقدمهم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، ونشرت شرطة الاحتلال وحدة خاصة في باحات المسجد لتأمين اقتحام بن غفير، حيث انتشر عناصر الوحدة الخاصة في ساحات الحرم لتأمين الاقتحامات، فيما عملت شرطة الاحتلال على تعزيز إجراءاتها الأمنية في محيط البلدة القديمة من القدس، وعند أبواب المسجد الأقصى، وأعاقت دخول الفلسطينيين لساحات الحرم.
وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، "أن المتطرف بن غفير اقتحم الأقصى في أول أيام ما يسمى بـعيد الأنوار اليهودي، من جهة باب المغاربة الخاضع لسيطرة أمنية إسرائيلية منذ العام 1967."
ورداً على ذلك، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن سياسة "الوضع القائم" في المسجد الأقصى لم تتغير، برغم اعتراف بن غفير بانتهاكها.
وذكرت القناة (12) الإسرائيلية، أن بن غفير، وصل هذا الصباح بمناسبة "عيد الأنوار- الحانوكا" إلى ساحة البراق وأدى شعائر تلمودية من أجل سلامة الجنود، وعودة الأسرى، والنصر الكامل في الحرب، ومن ثم قام باقتحام الأقصى.
ونفذ المستوطنون اقتحاماتهم، بعد حملة تحريضية أطلقتها جماعات "الهيكل" لتنظيم اقتحامات واسعة للأقصى، بحجة عيد "الحانوكا"، والذي يوافق يوم 25 كانون أول/ ديسمبر، ويستمر لمدة أسبوع كامل.
واستنكر التجمع الوطني الديمقراطي، اقتحام بن غفير، لباحات المسجد الأقصى، مؤكدا أن هذا الاقتحام السافر يشكل استفزازا متعمدا لمشاعر العرب والمسلمين في كافة أنحاء العالم، ومحاولة خطيرة لإشعال المنطقة وعرقلة أي جهود لتحقيق تهدئة أو إنهاء للحرب.
طقوس تلمودية في "قبر يوسف"
وبالتوازي، اقتحم مئات المستوطنين، بحماية من قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، وعلى مدار 6 ساعات متواصلة، مقام "قبر يوسف"، شرقي مدينة نابلس، تحت حماية من قوات الاحتلال التي نشرت آلياتها وجرافاتها، في محيط وداخل بلدة بلاطة البلد، المحاذية لقبر يوسف، إضافة إلى شارع الحسبة ومخيم بلاطة وحي الضاحية. تزامنا مع انتشار قوات راجلة في حي الضاحية وشارع القدس ومفترق الغاوي.
واعتلى عدد من جنود وقناصة الاحتلال أسطح منازل في المنطقة الشرقية ومنطقة الاقتحام وحوّلوها إلى نقاط عسكرية، فيما ألقى شبان قنابل حارقة "مولوتوف" على قوات الاحتلال وسط بلاطة البلد.
واقتحمت جرافة وعدد من دوريات الاحتلال مخيم بلاطة، شرقي نابلس، وتمركزت في شارع السوق ومحيط مسجد أولي العزم، وقامت بإزالة السواتر الصخرية عن المداخل.
وأدى مئات المستوطنين طقوسهم التلمودية في ساحة "قبر يوسف"، وسط الصراخ والرقص والموسيقى الصاخبة. ورجح سكان محليون أن يكون برفقة المستوطنين شخصيات "مميزة"، بفعل طبيعة الحراسات والمركبات التي حضرت إلى جانب حافلات المستوطنين.