لم يوقف اتفاق وقف إطلاق النار على جبهة لبنان، ولا الضربات التي وجهتها إسرائيل لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الحالة الخارجة عن "مألوف" الدولة العبرية، والمتمثلة بالصواريخ والمسيرات اليمنية، التي يطلقها الحوثيون بين الفينة والأخرى، إلى داخل إسرائيل، خصوصاً تل أبيب. هذه الصواريخ، التي سقط آخرها، اليوم الأربعاء، انعكست إرباكاً لدى الإسرائيليين، على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، لما تتسبب فيه من إزعاج رئيسي، لا يمكن تجاوزه بسهولة، لاعتبارات عدة، أبرزها بعد الجبهة اليمنية الجغرافي.
هذا الارتباك، انعكس بوضوح، في تقارير وسائل الإعلام العبرية، التي أفردت مساحات نقاشية واسعة، حول تلك الجبهة البعيدة، وكيفية الرد عليها، متحدثة في الوقت نفسه، عن أن إسرائيل، تدرس توجيه ضربة إضافية للحوثيين، هي الرابعة، فيما كشفت تقارير أخرى، عن حيرة إسرائيلية، بين استهداف الحوثيين، أو إيران.
البحث بهجوم رابع
وقال الجيش الإسرائيلي، إن صاروخاً أطلق من اليمن، اليوم الأربعاء، جرى اعتراضه قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي، وتم تفعيل صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض. وأعلن عن إصابة 9 إسرائيليين على الأقل خلال توجههم إلى الملاجئ، وفقاً للإسعاف الإسرائيلي.
وفي السياق، ذكرت قناة "كان 11" العبرية، مساء أمس الثلاثاء، أن جيش الاحتلال يدرس شن هجوم آخر، هو الرابع من نوعه، على الحوثيين في اليمن، مضيفة أنه منذ الهجوم السابق، يعمل سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وقسم العمليات على وضع خطط أكثر عدوانية، وعلى زيادة "بنك الأهداف" في جميع أنحاء اليمن.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه، قوله إن "الحوثيين قرروا زيادة هجماتهم ضد إسرائيل بشكل كبير، وأطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية منذ نهاية الأسبوع (قبل صاروخ اليوم)، بشكل مستقل وليس بتوجيه من إيران". لذلك، "يجب الاستمرار في مهاجمتهم هناك".
تغييرات بنظام "حيتس"
بدورها، تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، عن "صدق" التوقعات في أن الهجوم الثالث لسلاح الجو الإسرائيلي في اليمن، زاد شهية الحوثيين لمواصلة إطلاق الصواريخ. وقالت الصحيفة إن الحوثيين أضافوا "مسار اختراق جديد" في مجال الطائرات المُسيّرة، غير الذي كانوا يعتمدونه سابقاً. ويمر المسار الجديد "عبر البحر الأبيض المتوسط ومن هناك إلى خط الساحل، في مسار يعبر سيناء إلى قطاع غزة، ومن هناك إلى النقب الغربي". وقالت إن سلاح الجو الإسرائيلي والصناعات الجوية، شرعا بإجراء تغييرات وتعديلات على نظام الاعتراض "حيتس"، بناء على استخلاص العبر، من عمليتي الاعتراض الفاشلتين، الأسبوع الماضي. وأضافت أن أهم درس، هو إطلاق صاروخي اعتراض نحو الهدف عند الشك في احتمال فشل اعتراضه.
ووفقاً لـ "يديعوت احرونوت"، فإن "مثل هذا القرار، يعتبر دراماتيكياً من حيث التكاليف، وكميات الصواريخ الاعتراضية التي يجب الاحتفاظ بها، على سبيل المثال، لحرب واسعة ضد إيران. وتبلغ كلفة صاروخ اعتراضي جديد نحو أربعة ملايين دولار، بالإضافة إلى أن مدة تصنيع هذه الصواريخ طويلة نسبياً.
تردد إسرائيلي
وكشفت الصحيفة، عن تردد إسرائيلي مستمر، حول مهاجمة إيران، بحسب ما يقترح رئيس الموساد يقترح رئيس الموساد ديفيد برنيع، أو اليمن كما يعتقد الجيش. وقدّم برنيع، أخيراً، اقتراحه أمام المجلس الوزاري للشؤون الأمنية "الكابنيت"، مدعياً أن ضرب إيران يمكن أن يردع الحوثيين، ويؤدي إلى ممارسة ضغط من طهران، على وكلائها في اليمن.
لكن، في المقابل، نقلت الصحيفة، عن مسؤول عسكري لم رفض الكشف عن اسمه، قوله إن تأثير إيران، على الحوثيين ليس كتأثيرها على حزب الله في لبنان، وقال: "إنهم أشبه بطفل مستقل ومشاغب"، وبالتالي، فإن الهجوم على إيران، لا يحقق الهدف المرجو، وهو ردع الحوثيين. وأضاف أنه سيفتح من جديد جبهة مباشرة أمام إيران. غير أن برنيع، عبّر عن اعتقاده أن الإيرانيين مرتدعون من إسرائيل بعد الهجوم الأخير، خصوصاً قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.