تبادلت حركة حماس وإسرائيل الاتهامات بعرقلة الصفقة المرتقبة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ففيما أكدت الحركة أن شروطاً جديدة وضعها الجانب الإسرائيلي، أدت إلى تأجيل الاتفاق المرتقب، ردت إسرائيل مدعية أن الحركة هي من يخلق "عقبات جديدة" أمام الاتفاق.
وقالت حماس في بيان، اليوم الأربعاء، إن "الاحتلال وضع قضايا وشروطاً جديدة، تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، ما أجل التوصل إلى الاتفاق الذي كان متاحاً". وأضافت أن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة".
ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على بيان الحركة بالادعاء أن حماس هي من تخلق "عقبات جديدة" أمام التوصل لتأمين وقف إطلاق النار. وزعم في بيان، اليوم الأربعاء، أن "منظمة حماس الإرهابية تكذب مرة أخرى، وتنكث بالتفاهمات التي تم التوصل إليها بالفعل، وتستمر في خلق العقبات في المفاوضات". وهو زعم، كذبه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي قال من محور فيلادلفيا إن "السيطرة الأمنية في غزة ستبقى بيد الجيش، وسنضمن وجود مناطق عازلة ومواقع سيطرة."
الأسرى موضع خلاف
تأتي هذه الاتهامات المتبادلة، فيما أشارت مصادر مصرية في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن إحدى أبرز النقاط التي يرجح حسمها، هي ما يتعلق بقوائم الأسرى من الجانبين، موضحة أن هناك مقترحاً بإرجاء إطلاق سراح قائمة تضم 10 أسرى من أصحاب المحكوميات العالية، قدمت حماس أسماءهم، ومن بينهم مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وعباس السيد، رفيق زعيم حركة حماس الراحل يحيي السنوار خلال فترة سجنه، وعبد الله البرغوثي، وإبراهيم حامد، وحسن سلامة، القياديان في حركة حماس، واثنان من قيادات حركة الجهاد في السجون، للمرحلة الأخيرة من الاتفاق بعد ما كانت الحركة تتمسك بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى في ظل التسهيلات التي قدمتها وتضمنت إطلاق أسرى من فئة العسكريين، بينهم خمس مجندات ومجندان يحملان الجنسية الأميركية، إضافة لاثنين آخرين يحملان الجنسية الروسية.انجاز صيغ توافقية
وأضافت المصادر نفسها لـ"العربي الجديد" أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة على بعد خطوات من خط النهاية، مشيرة إلى إنجاز صيغ توافقية لنقاط كانت محل خلاف خلال الفترة الأخيرة من المفاوضات.
ووفقاً لـ"العربي الجديد"، فإن حكومة الاحتلال، تمسكت بإرجاء الموافقة على إطلاق سراح الأسرى العشرة في ظل تمسك حماس بإرجاء إطلاق سراح العسكريين الأسرى لديها، ولدى باقي الفصائل إلى المرحلة الأخيرة، باعتبار ذلك ضماناً لالتزام حكومة الاحتلال بتنفيذ كافة الاستحقاقات، والتي يأتي في مقدمتها إنهاء الحرب على غزة مع نهاية الاتفاق.
ومن بين النقاط التي أعاقت حسم ملف الأسرى خلال الفترة الماضية، هو ما يتعلق بتعريف أصحاب الحالات المرضية، إذ عمل وفد التفاوض الإسرائيلي على اعتبار الأسرى العسكريين الذين أصيبوا خلال العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في القطاع ضمن الحالات المرضية، وهو ما رفضته حركة حماس، متعهدة بتقديم أوجه الرعاية الكاملة لهم خلال فترة تنفيذ الاتفاق.ماذا عن رفض السنوار؟
وفي ما يتعلق، بالتقارير العبرية حول رفض محمد السنوار، شقيق الشهيد يحيى السنوار، تقديم قائمة كاملة بالأسرى الأحياء خلال المفاوضات، قال قيادي في حماس إن هذا الأمر ليس صحيحاً، مشدداً على أن الحركة قدمت قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين تيسر الاتصال مع المجموعات المكلفة بتأمينهم، مشيراً إلى أن حماس بعد التشاور مع قيادة الفصائل التي تحتجز أسرى لديها، اتضحت صعوبة التواصل مع كافة المجموعات المكلفة بتأمين الأسرى في ظل الأوضاع الأمنية الحالية في القطاع، وبناء عليه، أكدت الحركة خلال المفاوضات أنها ستكون مستعدة لتقديم قائمة كاملة بالأسرى الأحياء عقب وقف إطلاق النار وتهيئة الأوضاع الأمنية.
وأكد القيادي نفسه أن قيادة كتائب القسام الميدانية في غزة، تعمل بشكل متناغم مع قيادة الحركة السياسية وهناك توافق تام بينهما.
الاحتلال يوسع استهداف المستشفيات
وفيما تراوح صفقة غزة مكانها، بين "مرونة" حماس، والشروط الإسرائيلية المضادة للتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مرتكباً المزيد من المجازر، والتي بلغ عددها 3 ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، خلال الـ24 ساعة الماضية.
ووسع جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، هجماته على المستشفيات مستخدماً الـ"روبوتات" المتفجرة. وهذه الهجمات مستمرة منذ أيام، في عمليات وصفتها الأجهزة الصحية في القطاع بأنها متعمدة، والهدف منها القضاء على مظاهر الحياة في القطاع.
واليوم الأربعاء، عمد جيش الاحتلال إلى تفجير محيط مستشفى كمال عدوان، فيما حاصرت قواته المستشفى الإسرائيلي، وأطلقت النار بشكل كثيف تجاه بوابته، في إطار خطة ترهيبية أجبرت المرضى والطواقم الطبية على الخروج إلى ساحته. كذلك، تم استهداف مستشفى العودة، للمرة الثانية على التوالي، بروبوت مفخخ، بالتوازي مع تفجير منازل في محيطه.
وطال القصف الإسرائيلي، مقر شركة الكهرباء، في مخيم جباليا شمالي القطاع، وخيام النازحين داخل مدرسة بالشيخ رضوان ما أسفر عن سقوط 3 شهداء بينهم طفل وإصابة آخرين.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أن 10 شهداء، بينهم سيدتان و 4 أطفال، وصلوا إلى مستشفيات خانيوس منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء.
ورفعت الهجمات الإسرائيلية، أعداد الضحايا في القطاع إلى 45 ألف و 361 شهيداً و 107 آلاف و 803 مصابين، بحسب بيان لوزارة الصحة في القطاع، والتي أشارت إلى ارتكاب الاحتلال لـ 3 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية، ذهب ضحيتها 23 شهيداً و 39 مصاباً.