عمّت قداديس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد المناطق اللبنانية كافة. وفي عظة قداس عيد الميلاد، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار باشرة بطرس الراعي إلى أنّ "أحداث لبنان الأخيرة والمتغيرات في سوريا زادت القناعة بأهمية حياد لبنان". الراعي اعتبر أنّ "الحياد لا يعني بناء جدار بين لبنان ومحيطه أو استقالته من الجامعة العربية والأمم المتحدة بل يهدف إلى تعديل دور لبنان وتفعيله بشكل كامل من خلال مؤسسات الدولة مما يجعله شريكًا في الحلول بدل أن يبقى ضحية النزاعات والحروب".
ورأى الراعي أنّ "دستور الدولة المحايدة يردع الأطماع الخارجية وما أحوج لبنان إلى هذه الضوابط ليستعيد إستقلاله وسيادته"، لافتاً إلى أننا "نتطلع إلى تاريخ 9 كانون الثاني حيث يقوم المجلس النيابي بانتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور سنتين وشهرين من الفراغ المخزي اذ كيف تركوا البلاد من دون رأس، والمجلس النيابي فقد صلاحية التشريع لكونه اصبح هيئة ناخبة ومجلس الوزراء فقد صلاحيته، وجميع التعيينات بالانابة او لا تحصل".الاصلاح الاداريوتحدث الراعي متأملاً أن يصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية "مؤهل لصنع الوحدة الداخلية ولتحقيق اللامركزية والاصلاح الاداري والمالي والاقتصادي الاجتماعي ولضبط ايقاع قيادة الدولة وتفعيل مؤسساتها".إلى ذلك، شارك السفير البابوي في لبنان الكاردينال باولو بورجيا في قداس الميلاد في كنيسة مار جرجس في القليعة حيث كان في استقباله كاهن الرعية الاب بيار الراعي ومساعده الاب انطونيوس فرح وحشد من أهالي البلدة.عودة في قداس الميلادمن جهته، أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في عظته خلال قداس عيد الميلاد، إلى أنّه "نعجب لأمر هذا الشعب الذي لا يحاسب ممثليه رغم المآسي التي عاشها والالم ذاقه والخسائر التي تكبدها، فلا يبتعد عن الاحزاب التي تتغنى بالطائفة والمذهب فيما الله بعيد عن تصرفات زعمائها ومناصريها".ورأى عودة أن "الانسان الذي يطلب الله يرفض المديح وصدارة المجالس ويبتعد عن المهاترات والمكاسب، الانسان المؤمن يحب ويعطي ويضحي متيقنا أن الله امين ويرى ما في الخفية وينمي ثمر الزرع اذا كان الزرع مغروساً في حقل الرب ومسقيا من عرق الجهاد". وختم عودة بالقول إنّ "لبنان يقف على عتبة حقبة جديدة نأمل ان يصار خلالها إلى اعادة بناء المؤسسات".بيروت والنبطيةوفي بيروت، ترأس كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النبي ساحة الدباس وسط بيروت، وقال "هيا إذًا في هذه الأيام المباركة أين الإله المتجسد يأتي ليمنحنا السلام والفرح الروحي والزمني. نَتَبنّا هذا الشعار وننتخب رئيسًا لنا يحمل الشعار ويعمل للسلام".
وفي النبطية، ترأس متروبوليت صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد في كنيسة سيدة الانتقال في قداسا، قائلاً إنّ "المجتمع اللبناني بحاجة ماسة إلى التفكير بالآخر، كفانا طائفيات فإن الطائفية كذب على الآخر وانطواء على الذات، كفانا تهميشا لبعضنا، وابعادا لنشأة لبنان الجديد، رأينا كيف استقبل اللبناني أخاه اللبناني بكل ترحاب و أخوة، بهذا الواقع نريد أن نكمل".