أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من المفاوضات المكثفة في قطر.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وادعت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أن "الفجوة بين إسرائيل وحماس ليست كبيرة وتسمح بالتوصل إلى تفاهمات". وأشارت إلى "تفاهمات حول محور فيلادلفيا وممر نيتساريم، وما يفترض أن يحدث خلال وقف إطلاق النار".
ولفتت إلى التوصل إلى تفاهمات حول آلية تبادل الأسرى في المرحلة الأولى من الصفقة، علماً بأن حركة حماس أكدت مراراً خلال الأشهر الماضية استعدادها لإبرام اتفاق، وتحدثت عن تقدم من المفاوضات محذرة من شروط إسرائيلية جديدة قد تعرقل المحادثات.
طفل يُقتل كل ساعة
أكدت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن "طفلا يُقتل كل ساعة في غزة، فيما أشارت حكومة غزة، إلى أن إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع.
ويأتي ذلك، فيما تستمر قوات الاحتلال، بارتكاب الإبادة، في قطاع غزة، إذ ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 45 الفاً و 388، فيما بلغ عدد المصابين 107 آلاف و764، بحسب الأرقام الجديدة، لوزارة الصحة في غزة.
وافادت "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، في بيان، أن "طفلاً يُقتل كل ساعة في غزة"، مشيرة إلى أن "هذه ليست مجرد أرقام، إنها حياة قُطعت"، لافتة إلى أن "كل من نجا من الأطفال أصيب بندوب جسدية ونفسية".
وأوضحت "الأونروا"، أنه "لا مكان للأطفال، فمنذ بداية الحرب تم الإبلاغ عن مقتل 14500 طفل في غزة، بحسب منظمة (الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسف"، مشددة على عدم وجود مبررات لقتل الأطفال في القطاع غزة.
وأشارت إلى أن الأطفال في غزة محرومون من التعليم، حيث يقضي "الفتيان والفتيات في غزة وقتهم في البحث بين ركام الأنقاض".
وحذّرت من أن "الوقت ينفد بسرعة لهؤلاء الأطفال، وقالت: "إنهم يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم".
جرائم ترفع الأسعار
من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع، موضحاً أنه "يعمل بكل وضوح على توفير الرعاية الكاملة لسرقة المساعدات، على يد فئة ضالة وخارجة عن القانون، لتحقيق عدة أهداف، منها قتل أكبر عدد ممكن من عناصر تأمين المساعدات، وتجويع المدنيين".
واشار المكتب إلى أن إسرائيل قتلت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يزيد على 728 شخصا من عناصر وشرطة تأمين المساعدات، لافتاً الانتباه إلى أن "هذه الجرائم تساهم بشكل فاعل في سياسة رفع الأسعار، لما تبقى من سلع وبضائع في الأسواق وفق خطة ممنهجة وواضحة".
وأدان المكتب الحكومي الجريمة الإسرائيلية مطالباً المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بـ"التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لضمان تدفق المساعدات دون أي عوائق، وزيادة عددها للقضاء على سياسة التجويع الممنهجة".
واستهدف الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، أفراد تأمين مساعدات في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 4 منهم، بينما قصف الأحد مركبة تقل عناصر تأمين مساعدات ما أسفر عن استشهاد 5 منهم.
هجمات مستمرة
وفي الوقت الذي دخلت فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها الـ 445، واصل جيش الاحتلال، هجماته على مناطق متفرقة من القطاع. وطالت تلك الهجمات خيام النازحين ومستشفيات في الشمال، في وقت أصدر الجيش الإسرائيلي، أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية، وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة.
وجدد جيش الاحتلال، استهدافه للمستشفيات في القطاع، فتعرض مستشفى كمال عدوان ومحيطه لأكثر من عملية قصف، وكرر أكثر من مرة قصف المولدات في مستشفى كمال عدوان، واسفر الهجوم الأخير عن إصابة 20 شخصاً في أقسام المستشفى بينهم 5 من أفراد الطاقم الطبي، وكذلك تدمير جميع السواتر والأبواب في داخله.
كما جرى استهداف المستشفى الاندونيسي المحاصر في شمال غزة، ولاحقاً أعلن جيش الاحتلال، انتهاء عمليته في المستشفى الاندونيسي، مدعياً قتل واعتقال مقاومين، بعد تلقيه معلومات استخباراتية عن وجود مسلحين "وبنى تحتية إرهابية في المنطقة.
وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن قواته استهدفت بصواريخ مضادة للدروع من منطقة المستشفى، وقال إنه قتل واعتقل عددا من "المخربين" أحدهم شارك في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وطاول القصف أيضاً، محيط مستشفى العودة، وشرق مدينة غزة، والنصيرات وحي الزيتون. كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي، غارات على مناطق شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
ارتفاع أعداد الشهداء
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الثلاثاء، أن عدد الشهداء ارتفع إلى 45 ألفا و338، فيما ارتفعت حصيلة المصابين لـ107 آلاف و764.
وأكدت الوزارة أن المستشفيات الثلاثة العاملة شماليّ القطاع، خرجت عن الخدمة الطبية، جرّاء الهجمات المتتالية التي تنفّذها قوات الاحتلال، والتي أسفرت عن تعطيلها، وتدمير أجزاء منها.
حماس: هذا قتل لمظاهر الحياة
وعلقت "حماس"، على "الاستهداف الممنهج" للمستشفيات، مؤكدة أن الهدف هو "قتل كافة مظاهر الحياة في قطاع غزة."
وطالبت، في بيان، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي، بالخروج عن حالة الصمت والعجز غير المبرر، أمام جرائم الاحتلال الفاشي، والوقوف عند مسؤولياته القانونية والأخلاقية في كسر الغطرسة الصهيونية وتنكّرها للقوانين الدولية والقيم الإنسانية."
كمين محكم لـ "سرايا القدس"
في المقابل، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها أوقعت قوة صهيونية قوامها 12 جندياً، في كمين محكم بتفجير منزل غرب بيت حانون. وأضافت: "فور وصول قوات النجدة إلى مكان الكمين، فجر مجاهدونا عبوة ثاقب بآلية عسكرية من نوع ميركافا"، مشيرة إلى اشتباكات ضارية، جرت من النقطة صفر، مع جنود الاحتلال الذين تحصنوا داخل المنزل.