تحولت ليلة الميلاد في مدينة الميناء الطرابلسية إلى ليلة خوف ورعب جراء انهيار مبنى سكني وسقوط ضحايا في صفوف السكان. فقد فوجئ الأهالي بسقوط مبنى "الزيلع" الواقع بالقرب من محطة الشلبي للمحروقات، وذلك على إثر حريقٍ هائلٍ اندلع في مستودع لبيع الخردوات، موجود تحت المبنى المذكور. وترافق الحريق مع أصوات انفجارات قوية سُمعت في أرجاء الميناء وطرابلس.
وأفادت المعلومات الأولية التي حصلت عليها "المدن"، عن وجود قوارير ومواد قابلة للإشتعال والإنفجار داخل المستودع الكائن تحت المبنى في الطوابق السفلية، وهي ما أدّت إلى اشتعال النيران بشكلٍ هائل. وفيما لم تُعرف بعد الأسباب التي تسببت بالحريق، فقد سيطرت على المنطقة حالة من الخوف سببها الحريق أولاً، فبدأت النداءات من الأهالي تتعالى، لعناصر لدفاع المدني وعناصر فوج الإطفاء، وذلك للمساعدة في السيطرة على النيران. لكن وأثناء عملية إخماد النيران انهار المبنى المؤلّف من 6 طبقات بالكامل.
وعلى الفور وصلت جرافة إلى مكان الحادث للعمل على رفع الأنقاض، لاسيما وأنّ هناك 5 أشخاص لا يزالون تحت أنقاض المبنى وهم عنصران من الدفاع المدني وعنصران من فوج الإطفاء، بالإضافة إلى الشخص المسؤول عن مستودع بيع الخردوات. وقد حضر عناصر من الجيش اللبناني إلى المكان وعملوا على فرض طوق أمني في المكان، أما الأهالي وسكان المبنى، فقد تمّ إخلاؤهم مباشرة بعد الحريق، وفيما لا تزال عملية رفع أنقاض المبنى مستمرة حتى اللحظة، من أجل العمل على إنقاذ الأشخاص المتواجدين تحت المبنى. يشار إلى أنه وبُعيد الحريق ناشد مواطنون طرابلسيون محافظ الشمال والمسؤولين الأمنيين بضرورة الكشف على المستودعات الموجودة تحت الأبنية السكنية وداخل الأحياء السكنية المكتظة، منعًا لتكرار مثل هذه المآسي.
وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان مجددًا، مآسي مدينة طرابلس مع انهيارات الأبنية القديمة، وكانت مدينة الميناء نفسها قد دفعت قبل 5 سنوات ثمناً غالياً بانهيار مبنى لآل كاخيا والذي ذهب ضحيته شخصين من نفس العائلة.