شهدت الضفة الغربية، فجر اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة، بين مقاومين، وقوات الاحتلال، أسفرت عن شهداء وجرحى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته، بدأت بما وصفه بـ"العملية الخاصة"، في طولكرم.
واندلعت الاشتباكات، عندما حاولت قوات الاحتلال معززة بالآليات، اقتحام مناطق عدة في الضفة، خصوصاً في نابلس وطولكرم، حيث تم تفجير عبوات ناسفة بآليات عسكرية للقوات المقتحمة، فيما استشهد شاب، وامرأة مسنة، وأصيب آخرون، أحدهم بجراح حرجة، بينهم طفل في العاشرة من عمره، برصاص جيش الاحتلال، وبقصف من مسيّرة، خلال اقتحام مخيم طولكرم. كما أصيب طفل وسيدة بالرصاص الحي، بسبب المواجهات في بيت لحم وبلدة بيتا قضاء نابلس.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أن هناك "شهيدة ومصاب في غارة من مسيرة إسرائيلية على مخيم طولكرم"، لتؤكد بعد ذلك بوقت قليل، ارتفاع عدد المصابين إلى 4.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وصول شهيدة، وإصابة حرجة جداً، إلى مستشفى "الشهيد د. ثابت ثابت" الحكومي، نتيجة قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في مخيم طولكرم.
من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن "طائرة مسيرة للاحتلال قصفت تجمعاً لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم، ما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة، وإصابة 3 آخرين بجروح، بينهم طفل (10 سنوات) وإصابة لشاب (29 عاما) بجروح خطيرة، ونقلوا إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت".
تجريف وتدمير
وبدأت قوات الاحتلال اقتحام قرى وبلدات الضفة، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز، ثم عملت على تجريف الطرقات، والبنى التحتية، وتدمير بعض المحلات، وإزالة الشوادر التي أعدها المقاومون لحمايتهم من طائرات الاستطلاع.
ونفذت قوات الاحتلال، مدعومة بآليات وجرافتين ثقيلتين، اقتحاماً واسعاً لمدينة طولكرم من المحور الغربي، متجهة نحو المخيم. وفرضت حصاراً مشدداً عليه، وأرسلت تعزيزات عسكرية إضافية، فيما انتشرت القناصة على الأبنية العالية المحيطة، وأطلقت القوات النار بشكل عشوائي على كل شيء متحرك.
وفيما عملت الجرافات على تجريف البنية التحتية للمخيم، اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال خلال اقتحام قرية أودلا جنوبي المدينة.
ترهيب واعتقالات
وخلال عملياتها، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات، بينها شابين، في نابلس ومحيطها. ونكلت بشاب فلسطيني عقب اعتقاله من داخل منزله في مخيم بلاطة في مدينة نابلس، حيث تعرض للضرب والتقييد بطريقة عنيفة أمام أفراد أسرته.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال داهمت منزل عائلة أحد المطلوبين، في حي المخفية، وهددت باعتقال والديه ما لم يسلم نفسه للاحتلال.
كذلك، اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية من المستعربين، فلسطينياً، بعد الاعتداء عليه في العيساوية في القدس المحتلة.
عملية خاصة بطولكرم
وجاءت حملة الاحتلال، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، عن الشروع بما سماه "العملية الخاصة" في طولكرم. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن قواته "شرعت الليلة (أمس الاثنين) وفجر اليوم (الثلاثاء)، في عملية خاصة في طولكرم"، مضيفاً أن "جنوداً من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الشاباك، وقوات الشرطة، شاركت في العلمية في طولكرم، وقضت على مسلح في معارك وجها لوجه، وتعمل في المنطقة لمكافحة الإرهاب"، على حد تعبير المتحدث العسكري. وأضاف أن العملية تأتي "كجزء من الحملة لمصادرة الوسائل القتالية والأسلحة، حيث صادرت قوات الأمن الإسرائيلية أسلحة شملت بنادق ومسدسات، واعتقلت مطلوبين اثنين، كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال الليل 18 فلسطينياً وصادرت أسلحة في مختلف أنحاء الضفة الغربية."
المقاومة تتصدى: عبوات ومواجهات
في المقابل، ردت المقاومة على القوات المهاجمة، بتفجير العبوات بالآليات، والاشتباكات بالأسلحة الرشاشة، وقالت كتائب القسام – طولكرم: "نواصل منذ ساعات الفجر الأولى (اليوم الثلاثاء)، التصدي لقوات الاحتلال في محاور القتال، وحققنا إصابات مؤكدة"، مشيرة إلى أنها "فجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار في جرافة عسكرية إسرائيليةـ على مدخل مخيم نور شمس في طولكرم".
وأضافت الكتائب، في بيان مقتضب، "فجرنا سلسلة عبوات ناسفة في جرافة عسكرية للاحتلال وعدد من الآليات في محور حارة الغانم بمخيم طولكرم".
من ناحيتها، قالت "كتائب شهداء الأقصى-شباب الثأر والتحرير" في بلاغ مقتضب: "تمكن مقاتلونا من استهداف قوات العدو الصهيوني في محيط مخيم العين بوابل كثيف من الرصاص، ويخوضون اشتباكات عنيفة معها".