2024- 12 - 25   |   بحث في الموقع  
logo العودة إلى دمشق: المدينة التي كرهتها وأحببتها دوماً (1) logo هوكشتاين وإنجاز الرئاسة بعد وقف النار logo المجلس الوطني التركي..حبل النجاة الآخير لقسد قبل الزحف العسكري logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الثلاثاء logo حماة: مقتل 3 قضاة عقاريين برصاص مجهولين logo وفد التفاوض الإسرائيلي يعود من قطر..نتنياهو يشيع أجواءً إيجابية logo توقيف 3 مواطنين لترويجهم عملات مزورة logo حريق يتسبب بانهيار مبنى في الميناء
بين الرئاسة وسوريا الجديدة: ترقّبٌ لبنانيّ وحساباتٌ إقليميّة
2024-12-24 13:25:44


يتخلّل المشهد اللبنانيَّ حالةٌ من الترقّب وربما التأني على الصعيد السّياسيّ، سواءٌ في ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسيّ أو بالعلاقة المستقبليّة مع سوريا. وفيما تزداد وطأة الحديث عن ترشيحِ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، تتزايد التساؤلات بشأن موقف "القوّات" من التطوّرات الإقليميّة والدوليّة، فضلًا عن أصداء الزيارة الأخيرة الّتي قام بها رئيس الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ السّابق وليد جنبلاط إلى دمشق. وسط هذه الأجواء، يبدو أنّ مختلف القوى اللّبنانيّة تنتظر التوقيت المناسب لإعلان مواقفها النهائيّة حيال هذَين الملفَّين المعقَّدَين.التزام بالصمت وتجنّب الحسم المبكّرمع مرور الأيّام الّتي تفصلنا عن الجلسة المرتقبة في التاسع من كانون الثاني، تتعزّز جديّة ترشيحِ سمير جعجع في أوساط "القوّات اللّبنانيّة"، إذ تتعامل الكتلة النيابيّة والحلفاء معه بوصفه المرشّح الطبيعيّ والجديّ. ومع ذلك، لا يزال جعجع متريّثًا في إعلان ترشيحه رسميًّا، بانتظار اتّضاح المواقف الإقليميّة والدوليّة، ولا سيّما السّعوديّة والأميركيّة والفرنسيّة، إلى جانب الحسابات الداخلية المرتبطة بالتحالفات ومدى تجاوب الثنائي الشيعيّ معها.
يحرص "القواتيّون" على عدم الخوض علنًا في تفاصيل الاستحقاق الرئاسيّ، وسط معلوماتٍ غير مؤكّدة عن احتمال قيام جعجع بزيارةٍ إلى دمشق. وقد نفى مقرّبون من "القوّات" في حديثٍ إلى "المدن" وجود أيّ خطةٍ واضحةٍ في هذا الاتجاه، مؤكدين أنّ أيّ تحوّلٍ من هذا القبيل يبقى منوطًا بمعطياتٍ تتجاوز السّاحة اللّبنانيّة إلى الإقليميّة والدوليّة.
تشير مصادر في "القوّات" إلى أنّ التوافق السّياسيّ غالبًا ما يتحقّق في اللحظة الأخيرة. وعليه، ترى المصادر أنّه لا موجب لالتزام أيّ طرفٍ بموقفٍ نهائي قبل أن تتبلور التسويات الكبرى. ونتيجةً لذلك، فإنّ أيّ حديثٍ عن خرقٍ جديٍّ في الملفّ الرئاسي ما زال مُؤجَّلًا إلى حين اتّضاح الصورة إقليميًّا ومحليًّا.كسر القطيعة وفتح الأبوابفي ظلّ صمت "القوّات"، بدت زيارة وليد جنبلاط الأخيرة إلى دمشق بعد انقطاعٍ دام 13 عامًا حدثًا سياسيًّا استثنائيًّا؛ إذ التقى جنبلاط بقياداتٍ سورية وأبرزهم قائد الإدارة العسكريّة أحمد الشرع لتهنئتهم على الانتصار التاريخيّ على النظام القديم، كما بحث قضايا مشتركةً ذات طابعٍ حيويٍّ، بينها النقاط الحدودية العالقة وملفّ المفقودين اللبنانيين.
وأثارت زيارة جنبلاط تساؤلاتٍ حول ما إذا كانت قوى المعارضة الأخرى أو بعض رموزها ستزور دمشق، خصوصًا أنّ عداوةً مزمنةً جمعت "القوّات" والنظام السّوري السّابق على مدى عقود، وبلغت ذروتها مع اعتقال سمير جعجع لسنواتٍ وما رافق ذلك من ممارسات. واليوم، يُطرَح السؤال إن كانت سوريا الجديدة ستحظى بانفتاحٍ مماثلٍ من قِبَل "القوّات" وقوى أخرى كانت على خصومةٍ تاريخيةٍ مع نظام الأسد القديم.
بحسب المصادر نفسها، تريد "القوّات" علاقة تكافؤٍ بين لبنان وسوريا، تقوم على احترام سيادة الدولتين وطيّ صفحة الماضي، بشرط أن تتخلّص دمشق وبيروت معًا من التدخلات الإقليميّة الّتي أودت بهما إلى أزماتٍ متراكمة. في هذا السّياق، لا تستبعد "القوّات" القيام بزيارةٍ مماثلةٍ لزيارة جنبلاط إذا ما توفّرت ظروفٌ سياسيّةٌ وتوقيتٌ مناسب، خصوصًا أنّ المرجعية الحاكمة في دمشق باتت في نظرهم مختلفةً عن النظام العدوِّ السابق الذي أُطيح به."لا شيء يمنع"بحسب ما تُعلنه مصادر "القوّات"، فإنّ الزيارات إلى سوريا ليست مستبعَدةً في المطلق، ولكنّها مرهونةٌ بالمعطيات والتوقيت. فالسلطة السورية تغيّرت، وتتخلّص تدريجيًّا من إرث النظام القديم. ومع هذا، لا تزال الملفات الإقليمية معقّدة، ما يجعل أيّ اندفاعةٍ سريعةٍ خطوةً غير محسوبة. لذلك، يظلّ باب التواصل مفتوحًا إنّما بعد اتّضاح المشهد العام.
ومن الملفّ الرئاسي الغارق في تجاذباته إلى مستقبل العلاقة مع سوريا الجديدة، يعيش لبنان مرحلةً حسّاسةً تتطلّب وقتًا ونضجًا سياسيًّا لتتبلور المبادرات وتتّجه نحو التسويات اللازمة. وبينما تتريّث "القوّات اللبنانية" في إعلان ترشيح سمير جعجع رسميًّا، مفضّلةً انتظار وضوح المواقف الإقليمية والدولية، تبدو علاقة بيروت بدمشق أمام امتحانٍ جديد. فبعد زيارة وليد جنبلاط، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل نشهد اتّصالاتٍ أو زياراتٍ مشابهةً من قوى المعارضة، وفي مقدّمها "القوّات"؟ وكيف سينعكس أيّ تغييرٍ في دمشق على التحالفات والحسابات اللبنانية؟ في انتظار الأجوبة، يبقى التأنّي والسياسة الهادئة في الواجهة، ريثما تتضح صورة التوازنات الإقليميّة والدوليّة الّتي قد تحسم مصير الاستحقاقات المقبلة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top