أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زالت مستمرة، في حين تعرضت شاحنة مساعدات وسط القطاع للنهب، وذلك بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة حراسة كانت ترافقها.شبح المجاعةوقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، مساء أمس الاثنين، إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأوضحت في مؤتمر صحفي عقدته في مقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية، أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن قطاع غزة حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريباً توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.وأوضح فليتشر في بيان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في القطاع، "حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة". وقال إن الحصار الإسرائيلي على شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية "مما يخلق ظروفاً معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".نصف النازحون من الأطفالوأشار فليتشر إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة منذ نحو عام، ومع ذلك فإن وتيرة العنف المستمرة "تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، لقد تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 14 شهراً، بـ1.9 مليون شخص.وتقول منظمة اليونيسيف إن "حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة يُقدَّر أنهم قد نزحوا، نصفهم أطفال". وتقول منظمة اليونيسيف إن "العديد من الأطفال، نزحوا عدة مرات وفقدوا منازلهم، وأهلهم، وأحباءهم".استهداف المستشفياتوالثلاثاء، دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ445، وواصل جيش الاحتلال هجماته على مناطق متفرقة من القطاع، وطالت الهجمات خيام النازحين ومستشفيات في الشمال، كما أصدر الجيش أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية، وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة.وواصل جيش الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان، حيث أطلقت آلياته نيرانها بكثافة على المنازل في محيط المستشفى، كما أصيب بعض المرضى داخل المستشفى جراء تفجير القوات الإسرائيلية "روبوتاً مفخخاً" في محيطه.وشنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة في محيط مستشفى العودة واستهدفت الطابق الثالث بالمستشفى، كما استهدفت القوات الإسرائيلية بوابة المستشفى الإندونيسي المحاصر شمال غزة بنيران كثيفة من دباباته بعد أن أجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى.ونسفت الدبابات الإسرائيلية عدداً من المباني في المنطقة الجنوبية لحي تل الهوى، وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت النازحين بمنطقة تل الزعتر في مخيم جباليا، والمخيم الجديد شمال النصيرات.