تتكثف الاتصالات واللقاءات السياسية قبل ساعات من دخول البلاد في عطلة الأعياد، لمحاولة التوافق على اسم يملأ الشغور الرئاسي، في وقت لم تعد فيه البلاد تحتمل فراغاً في الموقع الأول، وقد انهكت كاهلها الازمات.
وفيما بدأت الأسماء المطروحة تتهاوى الواحد تلو الآخر في اطار التصفيات النهائية لجلسة الانتخاب، يبدو ان حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون لتولي سدة الرئاسة باتت متقدمة ولو بشيء من الحذر، خاصة وان انتخابه يعيد الى الطاولة الكلام عن تعديل دستوري وسط رغبة بعض الافرقاء بذلك ورفض البعض الآخر. علماً ان قائد الجيش يحظى بتأييد خارجي عربي وغربي.
وعليه، فقد باتت ضرورية معرفة ما اذا كان انتخاب العماد عون يحتاج الى تعديل دستوري ام ان هناك مخارج قانونية أخرى؟
في السياق، اكد الخبير الدستوري الدكتور سعيد مالك، انه في حال تم التوافق على انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، فهو وسنداً لاحكام الفقرة الثالثة من احكام المادة ٤٩ بحاجة لتعديل دستوري لهذه الفقرة. مشيراً الى انه يمكن الارتكاز الى الدراسة التي سبق واستند اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي اعدها الوزير السابق بهيج طبارة، وخلصت الى اعتبار ان الحظر يسقط عن كافة الشروط في ما لو حصل الانتخاب استنادا الى المادة ٧٤ من الدستور أي عند خلو سدة الرئاسة وهو الوضع الذي نحن فيه اليوم. وذكّر مالك بما قام به الرئيس بري في العام ٢٠٠٨ عند انتخاب العماد ميشال سليمان وتخطى موضوع التعديل الدستور واعلن فوز سليمان برئاسة الجمهورية لافتاً الى انه لم يصر يومها الى تقديم أي طعن بهذا الانتخاب، والا لكان للمجلس الدستوري رأي بهذا الخصوص ولكان حسم هذه النقطة .
ورأى مالك انه في حال فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة ٩ كانون الثاني المقبل، فسنكون امام خيارين، يتمثل الأول بإرجاء الانتخابات الى موعد لاحق يحدده رئيس البرلمان، اما اذا بقيت المراوحة سيدة الموقف فيتعين عندها تطبيق النظام البرلماني والعودة الى الشعب واجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج مجلساً جديداً يتمكن من انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية بعد فشل المجلس الحالي من انجاز هذا الاستحقاق.
اذاَ، امام العواصف التي تهب رياحها وتبعثر الصورة في المنطقة بأكملها، بات لزاماً على النواب اللبنانيين التنبه وتحمل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم وانتخاب رئيس يعيد انتظام الحياة السياسية ويقود البلاد بحكمة في هذه المرحلة الدقيقة. فهل تتكرس مرة جديدة مقولة “كل قائد جيش مشروع رئيس” ويكون قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً “عيدية” بأغلبية نيابية ام ان الفراغ سيطول؟..
موقع سفير الشمال الإلكتروني