بخلاف الإشارات الإيجابية التي سادت في الأيام القليلة الماضية، حول اتفاق قريب لوقف الحرب في قطاع غزة، رجّح مسؤول إسرائيلي، اليوم الاثنين، أن يتأجل موعد إبرام الصفقة مع حركة حماس، حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامبن في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
جاء ذلك، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في القطاع، والتي بلغت 5 خلال الـ24 ساعة الماضية، أوقعت 58 شهيداً، و86 جريحاً، بحسب بيان لوزارة الصحة في قطاع غزة.
نقاش حول المحتجزين
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إن هناك تقدماً في المفاوضات، لكن النقاش الرئيسي، يدور حول عدد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين سيُطلق سراحهم، مع التركيز على عدد الأحياء، والحصول على قائمة الأحياء.
وأفادت الصحيفة بأن مفاوضات الدوحة سجلت تقدماً في قضايا عدة تتعلق بالصفقة المرتقبة، لكن حتى الآن لا تزال هناك فجوات بين الطرفين، مضيفة أن هناك تفاؤلاً بين وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، بأن الصفقة تقترب. وتوقع مسؤول أميركي في حديث للصحيفة، أن يتم التوصل لصيغة نهائية الأسبوع المقبل. وقال: "الشعور هو أنه ستكون هناك صفقة. يبدو أن حماس مهتمة وتريد صفقة حتى لا تثير غضب دونالد ترامب". ومع ذلك، خفف مسؤول إسرائيلي من التفاؤل قائلاً: "مع كل التفاؤل (الصفقة) لم تُحسم بعد".
من جهته، تحدث وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، عن اختراق في المفاوضات، قائلاً: "نحن في نقطة جيدة نسبياً، مقارنة بما كان عليه الوضع في الأشهر الستة الماضية. هناك نوع من الاختراق وهناك إمكانية للتقدّم". وأضاف في حديث لإذاعة "كان ريشيت بيت"، "هناك حالياً نوع من الاتفاق العام الذي يقول، هناك مرحلة أولى إنسانية، هناك 42 يوماً من التوقف، على أمل أن نواصل من هناك لبقية الأشخاص. هذا المطروح حالياً على الطاولة".
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي، قوله إن إسرائيل تنتظر حالياً قائمة الأسماء التي ستقدّمها حماس، زاعماً أن "الكرة في ملعب (الحركة) الآن".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الأحد، أن مصدراً كبيراً في الائتلاف الحكومي وجّه رسائل لعائلات محتجزين لا تنطبق عليهم معايير الصفقة المتداولة. وقال: "من دون حراك مكثّف من جانبها، للضغط باتجاه صفقة واحدة شاملة لكل المحتجزين، سيبقى إطلاق سراحهم مجهول الموعد".
واعتبرت الصحيفة أن هذه الرسائل قد تأتي خدمة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لتعطيل الصفقة، إذ سيفضّل التمسّك بائتلافه الذي يرفض صفقة شاملة تنهي الحرب على غزة، فيما الاحتمال الثاني أن تكون نية المسؤول السياسي جديّة، خصوصا أن ذلك بات ينسجم حتى مع مطالب أطراف يمينية في عائلات المحتجزين، تطالب بدورها بصفقة شاملة.
الاحتلال يواصل حرب الإبادة
وبالتزامن مع حراك المفاوضات، تواصل إسرائيل، حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة. وفي هذا السياق، كثف جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، هجماته البرية والجوية والبحرية، على القطاع، مواصلاً ارتكاب المجازر والاستهداف المتعمد والمباشر للمرافق الصحية والنازحين. وأطلقت آليات إسرائيلية نيرانها بكثافة على مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا، ما أدى لانقطاع الكهرباء عنه، بينما وجه المحاصرون داخله نداء استغاثة مؤكدين أنهم مهددون بالموت جوعا أو بنيران الاحتلال.
كما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائف على المخيم الجديد في النصيرات، وذلك بالتوازي مع سلسلة غارات جوية استهدفت المخيم، وغارات بالمسيرات استهدفت شقة سكنية في حي التفاح، ومواصي خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة، اليوم الاثنين، أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى سقوط 58 شهيداً و86 جريحاً، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا، لا يزال تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.ولفتت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي، إلى 45 ألف شهيد و107 آلاف و 713 جريحاً، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
رد المقاومة
وفي المقابل، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية، سلسلة عمليات عسكرية وكمائن جديدة ضد قوات الاحتلال المتوغلة في جباليا وبيت حانون شمالي القطاع، حيث فجرت آليات عسكرية وأوقعت أفراد قوات إسرائيلية بين قتيل وجريح. وأعلنت كتائب "القسّام" عن استهداف ناقلة جند ودبابة "ميركافا" بالإضافة إلى إسقاط مسيرة من نوع "كواد كابتر" في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع.