قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ليل أمس الأحد، إن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر بالقلق من سعي إيران التي اعتراها الضعف إلى امتلاك سلاح نووي"، مضيفاً أنه يطلع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب على هذا الخطر.
وتقول واشنطن إن نفوذ إيران في الشرق الأوسط تعرض لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حزب الله اللبناني، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا.وقال سوليفان لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن الضربات الإسرائيلية على منشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية، قللت من القدرات العسكرية التقليدية لطهران.وأضاف "ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات في إيران تقول: ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي، ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية".حرب على الوعيمن جانبها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى اعتقاد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأميركية، بأن إيران لا يمكنها التقدّم كثيراً في إنتاج سلاح نووي، قبل أن تُهاجم من قبل إسرائيل وربما الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، وليس أقل من ذلك أن إيران رغم امتلاكها ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بدرجة عالية لإنتاج حتى خمس قنابل نووية، لكنها لم تتمكن بعد من تطوير رأس حربي نووي يمكن تركيبه على صاروخ باليستي يصل إلى إسرائيل.كما تعتقد الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأميركية أن إيران، على الرغم من كونها دولة عتبة نووية، لكنها لا تزال على بعد ما بين عشرة أشهر وعام ونصف العام من القدرة على إنتاج قنبلة نووية. وعليه، يرى محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة رون بن يشاي، أن هذا الوضع سيجعل استهداف إسرائيل والولايات المتحدة للمنشآت النووية الموجودة عميقاً في باطن الأرض غير مفيد.وخلص إلى أن النقاشات والتهديدات حول ضرب المنشآت النووية في إيران، وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين في اليمن، تندرج في إطار الحرب على الوعي أكثر من كونها نوايا وتخطيطات عملياتية كبيرة، وذلك لمساعدة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في التوصّل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران يتناسب مع طموحه. أما على مستوى الجبهة اليمنية، فمن المتوقّع أن تتلاقى المصالح الإسرائيلية والأميركية، إذ ترغب الولايات المتحدة بالحد من عرقلة الحوثيين للملاحة والاقتصاد العالمي، وأنه عندما يتولى ترامب منصبه "سيتم التعامل معهم كما ينبغي".ضرب الحوثيينوفي السياق، أفادت القناة (13) العبرية، مساء أمس الأحد، بأن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع، أوصى المستوى السياسي خلال مناقشات أمنية بمهاجمة إيران بشكل مباشر، لا الاكتفاء بتنفيذ ضربات ضد الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ من اليمن. وقال برنياع للمستوى السياسي: "يجب أن نضرب الرأس، أي إيران. إذا ضربنا الحوثيين فقط، ليس من المؤكد أننا سنتمكن من إيقافهم".واجتمع أمس المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وناقش القتال ضد الحوثيين، ووقف إطلاق النار في لبنان. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "كما عملنا بقوة ضد أذرع الإرهاب لمحور الشر الإيراني، سنعمل ضد الحوثيين. لكن في هذه الحالة، نحن لا نعمل وحدنا. الولايات المتحدة ودول أخرى ترى الحوثيين تهديداً ليس فقط للملاحة الدولية، بل للنظام الدولي".