لا بد من الإشارة أولا إلى مضمون كتابين لمفكرين أميركيين هما صاموئيل هنتغتون وفوكوياما وخلاصتهما “أن التاريخ سينتهي بسيادة الايدلوجيا الليبرالية وأنه لم يبق أعداء لهذه الايديولوجيا سوى الاسلام والصين”.
ولنتذكر أن الولايات المتحدة اجتاحت بسلوكياتها المنحطة ومفاهيمها المادية معظم أرجاء العالم فحطمت القيم ودمرت الاخلاق لدى الأجيال والشباب مستغلة وسائل التكنولوجيا والتواصل الحديثة بعد أن فشلت في تشريع الانحطاط والشذوذ عبر مؤتمرات كبرى حصلت في ذلك الوقت “مؤتمر السكان في القاهرة ومؤتمر المرأة في الصين”
عام 1994 اصدر شيمون بيريز كتابه الذي أعلن فيه مشروع الشرق الأوسط الكبير، وعام 2001 وردا على الاعتداء على الابراج في أميركا أعلن الرئيس الأميركي استراتيجيته “سنجعل الإرهابيين يتقاتلون فيما بينهم”(بنظرهم جميع المسلمين إرهابيون).
عام 2001 جرى الاجتياح الأمريكي لأفغنستان على خلفية (اتهام تنظيم القاعدة بالاعتداء على الأبراج التي لم يتواجد فيها الموظفون اليهود بمصادفة غريبة!!)
عام 2003 جرى الاجتياح الأمريكي للعراق بحجج كاذبة (امتلاك أسلحة نووية ومشاركة القاعدة في الاعتداء على الابراج الأميركية) وبدأ الحديث عن تبني أميركا لمشروع الشرق الأوسط الكبير والذي يستهدف تقسيم ٧ دول عربية، ومنذ ذلك الوقت بدأ مشروع الفتن المذهبية يظهر في أكثر من ساحة عربية..
عام 2004 صدر القرار 1559( يتضمن سحب سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني) بما يعني ان تنفيذه سوف يؤدي إلى إشعال حرب أهلية، وعام 2005 أعلنت وزيرة خارجية أميركا عن رؤيتها للشرق الأوسط الجديد انطلاقا من التزام بلادها استراتيجية الفوضى الخلاقة (تدمير الكيانات الوطنية وتقسيمها).ز
عام 2006 اعتدى العدو الصهيوني على لبنان وأعلنت وزيرة خارجية أميركا حينها “أن لبنان يشهد مخاض ولادة الشرق الأوسط الكبير”.
عام 2010 اندلعت ثورات الربيع العربي ابتداء من تونس وقد نجحت الولايات المتحدة وحلفائها في استغلالها في أكثر من بلد عربي فكان تدمير ليبيا وإشعال الفوضى في سوريا والحرب في اليمن وصولا إلى السودان الذي يعيش حربا قذرة منذ 2023 لا يتابعها معظم أبناء الأمة.
عام 2020 طرح الرئيس الأميركي رؤيته لإنهاء القضية الفلسطينية (صفقة القرن) عبر تقديم هدية للكيان الغاصب بإعلان القدس عاصمة الكيان والسيطرة على الضفة الغربية وإطلاق مسار التطبيع مع الأنظمة العربية.
عام 2024 اعلن العدو الصهيوني بدعم أميركي واضح ومكشوف، الحرب على لبنان وبعد فشله في اجتياح لبنان وتحقيق أهدافه قام بإحتلال الجولان وصولا لريف دمشق وتدمير مقدرات الجيش السوري التي هي ملك الشعب.
ملخص استراتيجية أعدائنا هي: حروب، فتن، تقسيم، توسع، نهب الثروات، ضرب القيم.
والرد يحتاج للوحدة والمقاومة وإحباط أهداف المشروع المعادي انطلاقا من التمسك بقيمنا الحضارية.
الكاتب: المحامي عبد الناصر المصري
(مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس)
The post الاستراتيجية والتكتيك لدى الحلف الصهيو-أمريكي منذ تسعينيات القرن الماضي!.. بقلم: المحامي عبد الناصر المصري appeared first on .