ترتبط التعيينات التي تخص قادة في الفصائل التابعة لإدارة العمليات العسكرية التي يقودها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، بالتحضير لحل هذه الفصائل بغية إعادة دمجها في مؤسسة الجيش السوري الجديد، الذي جرى البدء بمناقشات تشكيله ضمن اجتماع الشرع مع قادة الفصائل، السبت الماضي.
كيف سيتشكل الجيش؟وعلمت "المدن" من مصادر عسكرية مطلعة أن الخطة التي يسعى الشرع لتنفيذها بغية تشكيل الجيش الجديد، تتضمن تفكيك جيش النظام المخلوع عبر حله نهائياً وإخضاع عناصره لعمليات التسوية مع تسليمهم بطاقات مؤقتة، لكن من دون ضمهم إلى المؤسسة العسكرية بشكل مطلق.وأضافت المصادر أن نواة الجيش ستتشكل من جميع الفصائل التابعة لإدارة العمليات والتي تشمل هيئة تحرير الشام وجيش العزة والزنكي والجبهة الشامية وصقور الشام وأحرار الشام وغيرها من الفصائل المقاتلة، على أن يتم حل هذه التشكيلات وتنسيبها للجيش بطريقة مؤسساتية، بعد إخضاع العناصر لدورات تدريبية مكثفة.وتتبع المؤسسة العسكرية لوزارة الدفاع التي تسلمها قائد الجناح العسكري السابق للهيئة "أبو حسن الحموي"، بينما يشرف على المؤسسة العسكرية مئات الضباط المتخرجون سابقاً من الكلية العسكرية التي تم تأسيسها في إدلب في 17 آذار/مارس 2021، وكانت مرتبطة برئيس مجلس الوزراء في حكومة الإنقاذ السابقة مباشرة.محاولة استيعابوكانت القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية قد أصدرت جملة من التعيينات التي تخص قياديين في الفصائل العسكرية، فيما يبدو تمهيداً لحل فصائلهم ودمجها في الجيش الجديد.بالإضافة إلى استلام القائد السابق للجناح العسكري للهيئة مرهف أبو قصرة، المعروف بـ"أبو حسن الحموي"، حقيبة وزارة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، عين عامر الشيخ قائد حركة أحرار الشام (الجناح المؤيد للهيئة) محافظاً على ريف دمشق، كما عين قائد الجبهة الشامية عزام غريب المعروف بـ"أبو العز سراقب" محافظاً على حلب، وأبو عيسى الشيخ قائد صقور الشام محافظاً على إدلب.خطة متكاملةوكشف مصدر عسكري من داخل هيئة تحرير الشام لـ"المدن" أن الأولوية الآن لعمليات الانتساب للمؤسسة العسكرية، والتي بدأت منذ أيام، وتهيئتها فكرياً وعسكرياً من خلال دورات تدريبية قائمة الآن في معظم المحافظات السورية، مؤكداً انضمام المئات إلى هذه الدورات.وبالتوازي مع هذه الدورات، تبذل القيادة الجديدة جهوداً مكثفة لإرضاء الفصائل العسكرية وبالأخص تلك المشاركة في عملية ردع العدوان، والعمل على عدم تحييدها من الواجهة ومحاولة استيعابها قدر الإمكان، في حين تؤجل القيادة المواجهات مع الفصائل الرافضة للحل، مع رغبة مستقبلية بتفكيكها حتى ولو بالقوة.وتتضمن الخطة التي تعمل عليها قيادة العمليات، وفقاً لمصادر عسكرية متطابقة تحدثت لـ"المدن"، إشراف الضباط الذين تخرجوا من الكلية الحربية ويتجاوز عددهم الألف ضابط، على عملية تأسيس الجيش، مع أولوية منح الرتب العسكرية لأصحاب الكفاءات ممن خاضوا المعارك خلال السنوات السابقة، مع استقطاب الضباط المنشقين عن النظام السابق ومنحهم رتباً فخرية، بينما يتم ضم العناصر غير المخضرمين وهم غالباً من خارج عملية ردع العدوان إلى تشكيلات إدارية أو حرس الحدود أو إدارة الحواجز.معوقاتوتواجه بناء المؤسسة العسكرية معوقات عديدة تتعلق بمدى انضباط العناصر كون قسم كبير منهم لم يخضع لدورات عسكرية وفق الأنظمة المتبعة عادة في الجيوش الرسمية تؤهلهم للانخراط في مؤسسة الجيش، وقبول فصائل أخرى مثل جيش الإسلام وقوى الجيش الوطني بحل فصائلهم والانتساب للجيش الجديد، يضاف إلى ذلك القدرة على تمويل هذا الجيش في ظل إفلاس الخزينة العامة وضعف الاقتصاد.ولمست "المدن" خلال حديثها إلى عناصر عسكرية عديدة داخل عملية ردع العدوان عدم ارتياحهم لضم تشكيلات الجيش الوطني المدعوم من تركيا في صفوف المؤسسة العسكرية، خصوصاً في ظل تجاوزات مجموعات تابعة للجيش يتداولها العناصر فيما بينهم، صدرت في أثناء العمليات العسكرية الأخيرة. يضاف إلى ذلك، النظرة غير المحببة لتشكيلات أخرى مثل جيش الإسلام الذي عادت قياداته إلى معقله الأساسي في دوما بريف دمشق، بينما لم يحضر أي من ممثليه اجتماع التحضير للجيش السوري الجديد.