يسعى الإعلام العبري عبر المراسلين المقربين من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى تحويل جوهر الموقف السوري والإقليمي والأممي، بشأن احتلال إسرائيل قمة جبل الشيخ وأراض سورية أخرى في الأسبوعين الأخيرين، من مسألة ضرورة الانسحاب الفوري منها، إلى إظهار النقاش وكأنه يتركز حول ديمومة السيطرة الإسرائيلية على هذه الأراضي من عدمها، أو التفاوض على مدة احتلالها إن كان مؤقتاً.
ويشكل ذلك جزءاً من أسلوب إسرائيلي انتهازي معروف يقوم على "تشتيت النقاش المركزي"، ويعمل فيه الإعلام على رفع سقف العدوان لفرض حدود أدنى لمطالب الفلسطينيين والعرب بشأن حقوقهم، ما يتيح لتل أبيب هامشاً أكبر للسيطرة وتحقيق ما تريد بمنطق "القوة العسكرية". وصعد السياسيون الإسرائيليون استخدام هذه المنهجية الانتهازية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مستندين على قاعدة مفادها "وجوب استغلال الفرصة النادرة التي لن تتكرر في المنطقة"، لفرض ما تريده إسرائيل بحكم الأمر الواقع، ورغماً عن الإرادة الدولية والأممية.وكانت هذه المعالجة الإعلامية واضحة في مداخلة أجراها مراسل قناة "كان" العبرية روعي كيس، عندما تحدث عن خشية السوريين من بقاء الاحتلال الإسرائيلي وتحوله إلى وجود دائم، رغم مزاعم تل أبيب بأنه سيكون مؤقتاً، علماً أن إسرائيل لم تحدد سقفاً زمنياً واضحاً بشأن "البقاء المؤقت" في أراض بجنوب سوريا، ولا امتداده الجغرافي، عمداً كي تعطي لنفسها مساحة للمناورة والمقايضة، إضافة إلى إلقاء الكرة في ملعب السوريين، عبر ربط احتلالها لأراضيهم بتأكدها من ولادة حكم آمن لإسرائيل بعد سقوط نظام الأسد في دمشق.وبث كيس، خلال مداخلته في النشرة المسائية، مقطعاً صوتياً لشخص سوري، من دون إظهار صورته، قال أنه صحافي يدعى نور حسن، قدم فيها "استجداء سورياً" لتل أبيب كي "تطمئن سكان القرى السورية الجنوبية بأن احتلالها لن يكون طويلاً"!.
הזעם בסוריה על ישראל הולך ומתרחב: עיתונאי מקומי מספר ל-@kaisos1987 - "אנשים מפחדים לאבד את בתיהם ואדמותיהם"#חדשותהשבת pic.twitter.com/687WjM3Vx9
— כאן חדשות (@kann_news) December 21, 2024
وقال الشخص السوري الذي يصعب التحقق من هويته الحقيقية كسوري وكصحافي على حد سواء، أن "الناس يخشون خسارة أراضيهم وبيوتهم. لقد عانوا كثيراً من النظام السوري"، مطالباً إسرائيل بطمأنة واضحة لهؤلاء السكان السوريين، بأن وجودها مؤقت وستخرج قريباً.وجاءت المعالجة الإعلامية المجتزأة من كيس المعروف بقربه من الأمن الإسرائيلي، بعد خروج مظاهرات بالقرى السورية المهددة، رفضاً لتمركز القوات الإسرائيلية، وأصيب في إحداها شاب سوري بالرصاص خلال مظاهرة لأهالي قرية معرية بمحافظة درعا، رفضاً لاحتلال أراضيهم، علماً أن كيس يواظب على بث مقاطع صوتية لسوريين، بشكل متكرر، في مداخلاته على شاشة قناة "كان"، في محاولة منه لإظهار أن صفحة جديدة من العلاقات التطبيعية بين الصحافتين الإسرائيلية والسورية قد بدأت.وفي سياق تعزيز البروباغندا الهادفة إلى شرعنة السيطرة الإسرائيلية على الأراضي السورية، بذريعة "القلق من حكام سوريا الجدد"، نشر كيس في موقع "إكس" صورتين لوزير الدفاع السوري الجديد، مرهف أبو قصرة، مذكرا بتاريخه الجهادي كرئيس الجناح العسكري لـ"هيئة تحرير الشام" المصنفة على قوائم الإرهاب الغربية، وأصر كيس في تعليقه على الصورتين، على وصف الهيئة بأنها "الفرع السوري لتنظيم القاعدة"، رغم أن مؤسسها أحمد الشرع المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، فك ارتباطه بـ"القاعدة" العام 2016، من دون أن يتترجم ذلك في السنوات الماضية إلى أفعال، بحسب منظمات حقوقية دولية.وضمن دعاية "تضخيم القلق لتبرير الفعل"، تحدث المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن آمال إسرائيل بتقسيم سوريا إلى جيوب طائفية وإثنية، باعتبارها الوصفة الوحيدة لضمان مصلحة الدولة العبرية والأقليات بسوريا.وأشار برنياع إلى أن قافلة من 200 سيارة من رجال "هيئة تحرير الشام"، نزلت السبت الماضي من دمشق جنوباً، ووصلت القافلة إلى درعا قرب الحدود الأردنية، ثم عادت إلى دمشق بعد "الاكتفاء بإظهار السيادة". وربط برنياع السيطرة الإسرائيلية على أراضي بالجنوب السوري، في سياق هدف مزدوج: حماية إسرائيل والأقليات بسوريا، وهذا ربط كاذب ومخادع، لأن هدفه الجوهري هو تشريع الاحتلال الجديد.لكن الكاتب الإسرائيلي غلب المصلحة الإسرائيلية بقوله: "تصور أن ينزل نحو 60 ألف جهادي من إدلب إلى حمص ومن هناك إلى دمشق، ثم إلى هضبة الجولان"، واعتبر برنياع أن التغطية الإعلامية العبرية للحدث المتمثل بسيطرة إسرائيل على قمة جبل الشيخ السوري، هدفت إلى إطلاق رسالة للنظام السوري الجديد، ولأنظمة عربية أخرى، عنوانها "إسرائيل هنا وهناك".وبالنظر إلى تحليل الخطاب الرسمي الإسرائيلي بخصوص احتلال الأراضي السورية، يلاحظ وجود تغيير في النغمة بين يوم وآخر، وإن بدت الرسالة واحدة، وهذا ما أكده المراسل العسكري إيال عاليما في معرض تعليقه على آخر تصريح أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه يسرائيل كاتس، خلال زيارتهما أعلى قمة سورية في جبل الشيخ، تم السيطرة عليها أخيراً.وقال عاليما الذي يأتي من خلفية يسارية، بصراحة في مداخلته التلفزيونية: "لو كنت سورياً، عند سماعي لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وتغير نغمتهم تدريجياً، سأزداد قلقاً". ولعل تغير النغمة الإسرائيلية عكسه حديث إسرائيل في الأيام الأولى لاحتلالها الأراضي السورية، بأنه "مؤقت"، ثم ربطه بفصل الشتاء، وبعد ذلك أوعز نتنياهو ببقاء جيشه في المنطقة السورية حتى نهاية العام 2025.وبموازاة ذلك، توسعت الذريعة الإسرائيلية من احتلال قمة جبل الشيخ. فبينما برره الجيش الإسرائيلي بأنه "لجم لمخاطر عسكرية" من الناحية السورية بعد إسقاط نظام بشار الأسد، أضاف وزير الأمن يسرائيل كاتس سببا آخر، وهو أنه بإمكان جيشه أن يراقب البقاع اللبناني أيضاً من أعلى هذه القمة، أي رصد حركة ونشاط ما تبقى من "حزب الله" بالمنطقة اللبنانية. ودعا كاتس جيشه إلى الاستعداد للبقاء في المنطقة لفترة طويلة.ونوه عاليما نوه بأنه من الناحية العسكرية، يستطيع الجيش الإسرائيلي البقاء في المنطقة السورية، لكن الامتحان الأكبر بالنسبة لتل أبيب، سيكون سياسياً ودبلوماسياً، على خلفية المهرجان الإعلامي الذي ينظمه السياسيون والعسكريون الإسرائيليون على قمة جبل الشيخ، خصوصاً أن هناك معارضة عربية ودولية لسيطرة إسرائيل على المنطقة السورية.وأوضح عاليما أن إسرائيل مضطرة لإثبات مبررها للسيطرة، خصوصاً إذا نجح قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، في إقناع المجتمع الدولي "بنواياه، وأنه لن يذهب إلى صراع مع إسرائيل".إلى ذلك، نشر الصحافي الإسرائيلي اليميني ينون ماغال، في "إكس"، صورة لإزالة جنود إسرائيليين صليباً على قمة جبل الشيخ، لبناء نقطة عسكرية إسرائيلية جديدة عليه. وكتب: "من الآن فصاعداً، لن يكون لدى أي شخص سبب لرؤية صليب هناك، أو تسمية المكان باسمه".ويختزل ذلك العقلية الإسرائيلية العنصرية القائمة على إنكار كل ما هو غير يهودي وإسرائيلي، إضافة إلى الارتكان لمبدأ "الذرائعية المطلقة"، عبر تبرير كل عدوان، وأي مساس برموز الأديان الأخرى، بما فيه الصليب، ما دام ذلك مرتبطاً بالمصلحة العسكرية والأمنية لإسرائيل!
ערב טוב ינוןשמע סיפור חשוב ומשמעותי מאוד שהיה לנו ממש עכשיועלינו היום למשימה חשובה בכתר החרמון- החרמון הסורי, כחלק ממאמצי ההקמה של הבסיסים בשטח ובפרט לקראת החורף שאוטוטו מתחיל שם ובתדריך אומרים לנו שהנקודה שאליה עולים ובא הולכים לעבוד ולמקם את הדברים זה בשפיץ של השיא גובה (ממש… pic.twitter.com/qX8QpZdO3x
— ינון מגל (@YinonMagal) December 19, 2024