تنشط فصائل المقاومة الفلسطينية في اتجاهين، الأول من خلال العمليات المسلحة النوعية، والثاني على المستوى السياسي، إذ شهدت العاصمة المصرية القاهرة أمس الجمعة، اجتماعاً ضم فصائل حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، جرى خلاله البحث في اتفاق وقف إطلاق النار.
جاء ذلك، فيما استمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب المجازر في القطاع، وكشفت حصيلة الـ24 ساعة الأخيرة، عن ثلاث مجازر، ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، فيما طغت على الساحة، الصور المرعبة لجثامين الشهداء في القطاع، والتي تعمّد جيش الاحتلال تركها في الشوارع والساحات، لتنهشها الكلاب.
اجتماع القاهرة
وأعلنت حركة حماس في بيان، اليوم السبت، عن اجتماع القاهرة الذي جرى أمس الجمعة، وقالت إنه بحث مجريات الحرب. وأكد المجتمعون في ختامه، أن "إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، باتت أقرب من أي وقت مضى، إذا توقف العدو عن وضع شروط جديدة".
وأشارت الحركة إلى أن الاجتماع، بحث بشكل معمق مجريات الحرب على غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة والمتغيرات في المنطقة، موضحة أن المجتمعين أكدوا الحرص على وقف العدوان المستمر لأكثر من 14 شهراً، في ظل تواطئ دولي مشين. وشددوا على أهمية مواصلة التواصل والتنسيق حول المستجدات المتعلقة بالمفاوضات والعدوان، مقدرين من جانب آخر، أداء المقاومة وعملياتها النوعية في القطاع.
كما بحث المجتمعون آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، مشددين على أهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة. واتفق المجتمعون على اللقاء مرة أخرى لاستكمال المطلوب ووضع اللمسات الأخيرة لتشكيلها.
الاحتلال يواصل مجازره
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في قطاع غزة، وشنت طائراته الحربية وآلياته سلسلة هجمات في أنحاء متفرقة من القطاع.
وجددت قوات الاحتلال استهدافها لمحيط مستشفى كمال عدوان، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، فيما استشهد 7 فلسطينيين، في قصف على مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، عن ارتفاع حصيلة العدوان، إلى 45 ألفاً و227 شهيداً و107 آلاف و573 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشارت الوزارة إلى ارتكاب الاحتلال ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 21 فلسطينياً وإصابة 61 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية، موضحة أن آلاف الضحايا، ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
كلاب تنهش الجثامين
في غضون ذلك، كشف جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، عن مشاهد مروعة، تحل بجثامين الشهداء، مشيراً إلى "ان طواقمه عثرت على جثامين فلسطينيين، أصبحت عبارة عن هياكل عظمية، وفي حالات أخرى شوهدت الكلاب الضالة، وهي تنهش الجثامين في عدة مناطق مثل حي الزيتون والشجاعية وتل الهوا ومنطقة جباليا وتل الزعتر وبيت حانون وفي بعض المناطق الشرقية لخان يونس ورفح".
وأضاف في بيان، اليوم السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل الفلسطينيين ويترك جثامينهم في الشوارع لتنهشها الكلاب الضالة، ويمنع إجلاؤها في مخالفة واضحة للقانون الدولي.
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي يمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى جثامين الشهداء، في مناطق توغله بأنحاء القطاع، ويستهدف طواقم الإسعاف والإنقاذ مباشرة كلما اقتربت"، مشيراً إلى أنه "يمنع أيضا تمكين طواقمنا من الوصول إلى جثامين آلاف الشهداء، بعد أن تحللت تحت أنقاض المنازل التي دمرها فوق سكانها".
ولفت الدفاع المدني إلى أن جرائم إسرائيل في غزة "توجب على الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة التحرك العاجل، وإلزام الاحتلال باحترام التزاماته بموجب القانون الدولي".
وطالب جهاز الدفاع المدني اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ"ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتطبيق دليل التعامل مع الجثث في أوقات الحروب "بهدف ضمان استمرار تقديم خدماته الانسانية". كما طالب منظمة الصحة العالمية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإتباع الإجراءات المعيارية والمقياسية لإدارة الجثث والجثامين، بما يضمن كرامة الموتى وفق الأدلة المعيارية الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة".